شقّ طريقه عبر ريشته وفكره الإعلاني، فكان له باعٌ طويل في المجال الفني المحسوس بصرياً، من خلال عمله كمتخصص ومصمّم محترف في مجالات التصميم الخاصة التي تحتاج إلى الإلمام بعلوم الحاسوب، وله فيها شواهد في أكبر شركات التصميم في "سورية".

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 نيسان 2019، التقت الفنان "أشرف حقي" ليتحدث عن بداية موهبته وإنتاجه الفني قائلاً: «ولدت ضمن أسرة متوسطة الحال، فوالدي كان ضابطاً في الشرطة، ووالدتي ربة منزل، وكنت الولد الخامس والأخير، حيث كان الحب والسلام أنيسنا.

يمتاز "حقي" بإلمامه بأنواع الفنون؛ وهو ما جعله فناناً شاملاً، ورقماً صعباً، ومازالت رحلته مستمرة بالعطاء؛ مقاوماً الظروف التي يمر بها الوطن، وله دور وبصمة تتصف بالشمولية الفنية المبنية على العلم والثقافة والفكر البناء على صعيده الشخصي والمجتمعي

درست المرحلة الابتدائية في مدرسة "العرفان" بـ"الطلياني"، وعندما كنت في الصف الثاني؛ لاحظت المعلمة ميولي إلى الرسم، فأرسلوني إلى مدرسة التطبيقات المسلكية للاهتمام بهذه الهواية. وفي الصف الثالث انتسبت إلى مركز "أدهم إسماعيل" للفنون، فئة الأطفال. تابعت دراستي في إعدادية "محمود البزم"، وإعدادية "بور سعيد"، ثم أكملت تعليمي الثانوي في ثانوية "ابن الأثير"، وكان من حسن حظي أن مدرّس الفنون كان الفنان الشهير "ممتاز البحرة" الذي أغنى الحس الفني عندي كثيراً، واستفدت من توجيهاته، واتضح للجميع أنني اتخذت طريقي الذي أعشق، فكانت كلية الفنون الجميلة هي الهدف».

ملصق إعلاني عن القضية الفلسطينية

وعن الكلية والحياة العملية، أضاف: «درست في كلية الفنون الجميلة، اختصاص اتصالات بصرية، وحصلت على إجازة بالفنون الزخرفية. وفي عام 1992 شاركت بمعرض للسفارة الإيرانية في "دمشق"، ونالت لوحتي الدرجة الأولى، وكانت عبارة عن ملصق إعلاني سياسي يمثل القضية الفلسطينية، ومازالت اللوحة الأصلية في تلك السفارة، ثم عملت مع مؤسسة عالمية تختص ببطاقات الأفراح والمناسبات، ومع شركة أخرى كمصمم (لانجوري) لمدة أربع سنوات. صممت مجموعة شعارات لشركات وطنية، وعملت في حملة إعلانية كاملة لشركة خاصة بالإعلان المتنقل، وأسست وطبعت دليلاً إعلانياً سنوياً مختصاً بالمرأة وجميع مستلزماتها، وطبعت ثلاثة إصدارات على مدى ثلاث سنوات متتالية لشركة خاصة بالإعلان المتنقل أيضاً، وهي طريقة حديثة في "سورية"؛ حيث تجوب سيارات مخصصة لعرض الإعلان الشوارع في جميع المحافظات. وتوقفت عن العمل بعد أن خسرت مكتبي و"أرشيفي" في منطقة "برزة" بسبب الحرب التي حلت بوطني، لكنني الآن عدت إلى الرسم بعد استقرار الأوضاع».

الفنان "جلال محارب" تحدث عن عمل الفنان "أشرف" قائلاً: «بدأ حياته بالتخصص في مجال الفنون بأسلوب أكاديمي وعلمي، بعدها انطلق في معترك الحياة، ناحتاً اسمه على وجناتها بهمة المبدع وفكر الملهم، يرسم طريقه بريشته النارية المتقدة ألواناً، والمفعمة نشاطاً لتحقيق هدفه بخلق فضاء إبداعي وأفق فني لا تحده حدود، ولا تقطع نهاياته آراء المثبطين وأفكار الجاهلين. رأيته دوماً يريد الوصول إلى عالم مفعم بالفكر المتقد المشبع بالمعرفة الثقافية والفنية التي تخلق في مجتمعنا سبلاً وطرائق خلاقة لنشر ما هو جديد، فكانت ريشته على الصعيد الشخصي وعلى صعيد اللوحة المرسومة تتصف بألوانها التشكيلية الجديدة المبهجة للنظر، ومساحتها المريحة للروح، وفسحتها النضرة التي لا يمل الناظر منها، كان ومازال نصير المرأة بقضاياها عبر ريشته التي تصورها أو تعبر عنها بأجمل لون ومشهد، وقاده هذا الأمر ليشرف لاحقاً على صنع وتصميم مجلة إعلانية كاملة تتخصص بجمال المرأة واحتياجاتها وإطلالتها، وتقديم كل ما هو ملائم لها ولأنوثتها».

الفنان جلال محارب

ويتابع الفنان "جلال": «يمتاز "حقي" بإلمامه بأنواع الفنون؛ وهو ما جعله فناناً شاملاً، ورقماً صعباً، ومازالت رحلته مستمرة بالعطاء؛ مقاوماً الظروف التي يمر بها الوطن، وله دور وبصمة تتصف بالشمولية الفنية المبنية على العلم والثقافة والفكر البناء على صعيده الشخصي والمجتمعي».

"سلام عرابي" السكرتيرة التنفيذية في إحدى الشركات التي عمل بها، تحدثت عنه، قائلةً: «الفنان "حقي" كان يعمل في إحدى الشركات في تصميم أنواع متعددة من ملابس السباحة النسائية، وعمل بشركة قسم إعلانات يدوياً، وفي شركة كان مدير قسم التصميم فيها، وطبق أفكاراً جديدة، مثلاً تصميم السيارات الإعلانية الكبيرة التي تدور الشوارع بغرض الإعلان عن منتج ما، كما أنه عمل على مشروعه الخاص بمجلة تعنى بالمرأة، وكان وسيلة لمساعدتها في اختيار ما يناسبها في مناسبات الأفراح، وتميزت المجلة بتصاميم لافتة وراقية جداً، ومن أعماله التي تعجبني لوحات الرسم الغنية بالديكور؛ لأنها تتميز بذوق رفيع وأفكار جديدة، وتتضمن إضافة إكسسوارات إلى لوحات مرسومة».

تصميم للفنان أشرف حقي

يذكر، أن الفنان "أشرف حقي" من مواليد "دمشق"، عام 1963.