شاب أحبّ التمثيل واحترفه من خلال دورات ومشاركات في أعمال عدة، إلاَّ أنَّ الأيام قادته إلى التأليف الدرامي، فتحدى ذاته وكل من توقع فشله، ليترك لاحقاً بصمة في عالم الدراما السورية قبل عرض باكورة أعماله.

مدونة وطن "eSyria" التقت الممثل والكاتب الشاب "أحمد علي" بتاريخ 30 نيسان 2019، وقال عن بداياته: «درست في كلية الإعلام بجامعة "دمشق" سنتين، فلم أجد نفسي في ذلك المجال. اتبعت دورات عديدة في مجال التمثيل؛ لتتوالى فرص المشاركة بأعمال درامية عدة بمساحات ضئيلة، كمسلسلي "دليلة والزيبق"، و"طوق البنات"، وغيرهما، لكنني لم أتمكن من إبراز أدواتي التمثيلية؛ لصغر مساحة الأدوار المتاحة لي. إلى جانب الأعمال الدرامية قدمت أفلاماً قصيرة من بطولتي ما بين عامي 2009-2010. وفي الموسم الرمضاني الماضي لعبت دور بطولة في سباعية "ليزهر قلبي".

تجمعني بـ"أحمد" علاقة صداقة متينة، وهنا علي القول إنه إنسان واقعي جداً. لاحظت أن أي عمل يكتبه يكون شبيهاً بأسلوب حياته اليومية وطباعه. يوظف روح الطرفة في زمانها ومكانها المناسبين. لم يجمعني أي عمل معه كمؤلف، ولاحظت كل ما سبق من خلال اطلاعي على النص الذي كتبه لكونه يحاكي الواقع بكل صدق وأمانة، صدقه يتجلى في تمثيله أيضاً بطريقة "لبسه" للدور؛ وهذا ما لاحظته من خلال تعاوننا بمسلسل "وعدتني يا رفيقي"

عملتُ على تقوية علاقاتي في الوسط الفني، وازدادت رغبتي بنشر اسمي في الوسط، فاتجهتُ إلى الكتابة والتأليف الدرامي. أولى محاولاتي كانت ما بين عامي 2012-2013. كنت واثقاً من موهبتي، إلاَّ أنني تعرضت إلى خيبة من قبل إحدى الشركات حين سلمت أول عمل لي، لوحة واحدة فقط، وراهنوا على فشلي».

"أحمد علي" من مسلسل "ليزهر قلبي"

وعن إصراره ونجاحه يضيف "علي": «تحطمت حين قالوا لي: "أنت فاشل"، كما أن الظروف قست عليَّ جداً. شوارع "دمشق" كانت تعطيني الشغف والاندفاع للكتابة إلى أن حان الوقت لإنجاز عمل يليق بمستوى الدراما السورية، والأهم تحدي الذات.

لقد قادني الفشل إلى طموح أكبر، وجسدت أول مؤلفاتي الدرامية. فلم أكتفِ بلوحة فقط، فألفت مسلسلاً من جزأين؛ عبارة عن دراما سورية أردنية مشتركة مع أهم نجوم البلدين بعنوان: "لو جارت الأيام"، عُرض على 17 محطة محلية وعربية، وكل هذا الإنجاز أتى بعد اطلاع تام ومطالعة لأهم كتب السيناريو والتأليف الدرامي».

الممثل "فاتح سلمان"

الكاتبة والسيناريست السودانية "سارة سوار الدهب"، التي اطلعت على نص "لو جارت الأيام"، قال عنه: «"أحمد علي"، كاتب يجسد واقع البلاد من أزمات اقتصادية وظواهر اجتماعية عدة. يعبر عن تفاصيل الواقع بقالب كوميدي ساخر بعيد عن التهريج وقريب من قلب وذهن المتلقي؛ إذ يتواصل معه مباشرة من خلال أدق تفاصيل النص.

تتبلور ثقافته الأدبية والفنية ومخزونه الإبداعي عبر النص، يجمع الأضداد ويتعرض لجميع شرائح المجتمع في آن واحد، ويقدم الجانب النقدي من دون إسفاف. بعيداً عن الجانب المهني، أعلم أنَّ "أحمد" يعاني ضيق الوقت والكثير من الصعوبات بهذا الخصوص، إلاَّ أنَّه يتحدى الوقت ليكتب وينجز ما يدور في مخيلته من أفكار وحقائق حياتية بقالب درامي مميز».

الممثل "فاتح سلمان" بدوره يقول: «تجمعني بـ"أحمد" علاقة صداقة متينة، وهنا علي القول إنه إنسان واقعي جداً. لاحظت أن أي عمل يكتبه يكون شبيهاً بأسلوب حياته اليومية وطباعه. يوظف روح الطرفة في زمانها ومكانها المناسبين. لم يجمعني أي عمل معه كمؤلف، ولاحظت كل ما سبق من خلال اطلاعي على النص الذي كتبه لكونه يحاكي الواقع بكل صدق وأمانة، صدقه يتجلى في تمثيله أيضاً بطريقة "لبسه" للدور؛ وهذا ما لاحظته من خلال تعاوننا بمسلسل "وعدتني يا رفيقي"».

أما الممثل الأردني "جريس نحاس"، فقال: «الكوميديا من أصعب أنواع المسلسلات من حيث اختيار الحكاية وتداولها. الكاتب "أحمد علي" استطاع طرح موضوع جديد وجمع بيئات مختلفة بين "سورية" و"فلسطين" و"الأردن"؛ وهذا تحدٍّ ثانٍ يضاف إلى رصيده؛ لكون باكورة أعماله عملاً عربياً مشتركاً؛ وهو الأصعب، من حيث مراعاة بيئة وقناعة ولغة البلاد المعنية بالعمل. وأرى أن العمل الأول كان موفقاً بدءاً من الاسم، وصولاً إلى اختيار الأبطال وطرح الكوميديا التي تقهر المعاناة وتخترق قلب المشاهد لقربها منه».

يذكر، أن الكاتب والممثّل "أحمد علي" من مواليد مدينة "تدمر" عام 1989، مقيم ويعمل في "دمشق".