بدأ مشواره مع آلة الغيتار في سنّ مبكرة، فتمرّن على أوتارها ومنحها الكثير من الوقت، فحقق ذاته الموسيقية برفقتها، وأسمع جمهور هذه الآلة ألحانها عبر مشاركاته العديدة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 30 نيسان 2019، مع الموسيقي "جورج مالك"، ليحدثنا بالقول: «بدأت دراسة الموسيقا في معهد "شبيبة الأسد" المركزي للموسيقا بعمر 8 سنوات، أول سنة تعلمنا "صولفيج" وإيقاع، وبعدها 5 سنوات آلة وثقافة موسيقية، فاخترت الغيتار حينئذٍ، وبدأت رحلتي مع هذه الآلة التي كنت أعطيها ساعات كثيرة من يومي، وبعد انتهاء دراستي في معهد "شبيبة الأسد"، تقدمت إلى المعهد العالي للموسيقا وتم قبولي، تخرجت فيه وأصبحت مدرّساً لآلة الغيتار في المعهد، والتدريس هو موضوع منفصل عن العزف؛ فليس أي عازف متقن يستطيع أن يكون مدرّساً والعكس صحيح، فالتدريس له مجموعة من القواعد والأحكام، كما أن موهبة الطالب وحدها لا تكفي للوصول إلى الاحترافية، بل يجب أن تجتمع مع الممارسة والتمرين، وفي حال لم تتوفر الموهبة، فالتمرين والاندفاع نحوه وإعطاء الآلة الموسيقية حقها في الجهد والوقت كفيلة بصناعة موسيقي».

هي فكرة ليست سهلة، لأن الموسيقي يجب أن يكون متناغماً مع آلته ومنسجماً معها، ومطلعاً أيضاً على الموسيقا الشرقية، فعندما نريد توظيف أي آلة موسيقية في نمط لا يعدّ من أنماطها، يجب أن يكون ملماً بالتفاصيل من النبض الإيقاعي إلى اللحن وطبيعة الجملة والقالب الموسيقي، فهذا يسهم في توظيفها من دون نسف لهوية الآلة ذاتها، فالغيتار آلة غنية إذا وظفت بطريقة صحيحة، ستخدم الموسيقا الشرقية

وعن مشاركاته يكمل: «كانت لي عدة مشاركات مهمة، وأعدّ النقطة المهمة في حياتي مشاركتي مع الفنان "زياد الرحباني" في حفلاته التي حققت لي نقلة نوعية، إضافة إلى مشاركات مع الفنان "طارق الناصر" في "الأردن"، ونقطة التحول في الفكر الموسيقي والعمل ضمن مجموعة تجسد في فرقة "زركشة"، حيث كنا نحرص على الاهتمام بالتفاصيل وبعض (البروفات) كانت تستغرق معنا 6 ساعات في اليوم، لكن لم نكمل مشوارنا ضمنها بسبب ظروف سفر أفرادها إلى الخارج، وأيضاً مشاركات مع الموسيقي "نزار عمران". أما مشروع فرقة "كن فيوجن"، التي تتألف من 4 أشخاص؛ "طارق المسكي" على غيتار (البيز)، "سيمون مريش" إيقاع، "أحمد اسكندراني" على الناي، وأنا على الغيتار، جميعنا مؤمنون بأهمية هذا المشروع، وكانت لنا مشاركة مهمة في "الهند"، حيث تعدّ نقطة البداية لفرقتنا، و12 دولة من العالم كانت مشاركة في هذا المهرجان من المحترفين في الموسيقا، ونحن كنا في ختامه، وقمنا بتأدية مهمتنا الموسيقية بكل الحب، وكانت الأصداء إيجابية ومشجعة، فكانت هذه المشاركة غنية بثقافتها والتنوع الموسيقي الذي سمعناه».

من مشاركة "جورج مالك" في "iccr jazz festival"

وحول فكرة توظيف الغيتار بالموسيقا الشرقية، يتابع: «هي فكرة ليست سهلة، لأن الموسيقي يجب أن يكون متناغماً مع آلته ومنسجماً معها، ومطلعاً أيضاً على الموسيقا الشرقية، فعندما نريد توظيف أي آلة موسيقية في نمط لا يعدّ من أنماطها، يجب أن يكون ملماً بالتفاصيل من النبض الإيقاعي إلى اللحن وطبيعة الجملة والقالب الموسيقي، فهذا يسهم في توظيفها من دون نسف لهوية الآلة ذاتها، فالغيتار آلة غنية إذا وظفت بطريقة صحيحة، ستخدم الموسيقا الشرقية».

الفنان "سيمون مريش" تحدث عن "جورج مالك" بالقول: «ما يميز "جورج" هو القدرة على الاستمرارية، فالكثيرون من العازفين الذين تخرجوا في المعهد اكتفوا بالشهادة التي حصلوا عليها، والقدرة التقنية التي وصلوا إليها كافية لتجعلهم يعملون في أوركسترا أو فرقة موسيقية، في هذه النقطة هو مختلف تماماً، فبعد تخرجه استمر في قراءة الكتب لزيادة غناه الموسيقي، واستغل أوقات فراغه في استثمارها بالتطور الموسيقي والتمرين، والنقطة الثانية، أننا في المعهد ندرس آلات الموسيقا الكلاسيكية، ومع ذلك فإننا عندما احتجنا إلى عازف غيتار (إلكتريك)، اقتنى "جورج" هذه الآلة وتمرن عليها بجلد كبير، فهو لا يمتلك فقط الموهبة، بل الإصرار والمنهجية والقدرة على التطور، وقدرته على عزف مختلف الأنماط، منها الموسيقا الشرقية التي تعدّ خطوة صعبة على الغيتار؛ فهي تتطلب حني الوتر حتى يلتقي اللحن مع المقامات الشرقية. وعلى الصعيد الشخصي، ففي كل الأعمال التي جمعتنا أثبت حرصه على أخلاقيات العمل، لا يتأخر عن مواعيد (البروفات)، وإذا كان العمل جديداً يتحضر له جيداً قبل (البروفا)، كما أنه لا يغفل دور أساتذته أبداً ويحرص على حضور حفلاتهم وحفلات أصدقائه وطلابه، وبالنهاية طموحه الواضح يجعله يسير على طريق ثابت نحو مستقبله».

"جورج مالك" في إحدى الحفلات

يذكر، أن "جورج مالك" من مواليد "دمشق" عام 1991، شارك بافتتاح "دمشق عاصمة الثقافة العربية" عام 2008، وفي الموسيقا التصويرية للعديد من الأعمال الدرامية، مثل: "قصة حب"، و"مذكرات عشيقة سابقة"، و"كوما"، و"بوط كعب عالي"، و"غفوة القلوب"، كما شارك كعازف صولو مع الأوركسترا العربية بقيادة "عدنان فتح الله" بدار الأوبرا في "دمشق"، والعديد من الحفلات في المراكز الثقافية بالمحافظات، ومهرجان "iccr jazz festival" في "الهند".

الفنان "سيمون مريش"