طموحه الواسع ومثابرته الحثيثة لمهنته، جعلاه مثالاً للإعلامي الشامل، فحصد جوائز عدة، وتميّز في أكثر من مجال، ليكون اليوم الإعلامي العاشق لمهنته، والمدرّس والمدرّب في الإعلام.

مدونة وطن "eSyria" التقت الإعلامي "ماهر المونس" بتاريخ 12 أيار 2019، ليحدثنا عن بداية حياته قائلاً: «أنا ابن مدينة "دمشق"، ولدتُ ونشأتُ فيها، ودرست في مدارسها، ثم دخلت جامعتها، وتخرّجت في كلية الإعلام، لأتابع بعدها الدراسات العليا وأحصل على درجة الماجستير بتقدير امتياز عام 2018، اختصاص علاقات عامة، ثم سجلت في درجة الدكتوراه في الاختصاص ذاته، وحالياً أتشرّف بعودتي إلى كليتي التي خرجت منها طالباً، لأدخلها مدرّساً مساعداً في الجوانب العملية، إلى جانب ما يقدمه أساتذتي في الجوانب النظرية والتطبيقية».

أنا ابن مدينة "دمشق"، ولدتُ ونشأتُ فيها، ودرست في مدارسها، ثم دخلت جامعتها، وتخرّجت في كلية الإعلام، لأتابع بعدها الدراسات العليا وأحصل على درجة الماجستير بتقدير امتياز عام 2018، اختصاص علاقات عامة، ثم سجلت في درجة الدكتوراه في الاختصاص ذاته، وحالياً أتشرّف بعودتي إلى كليتي التي خرجت منها طالباً، لأدخلها مدرّساً مساعداً في الجوانب العملية، إلى جانب ما يقدمه أساتذتي في الجوانب النظرية والتطبيقية

وعن بداية حياته المهنية في الإعلام، تابع "المونس": «بدأت العمل كصحفي مع المركز "السوري للتوثيق" عام 2011، ثم انتقلت للعمل كمراسل مع إذاعة "شام إف إم" عام 2012، بعدها عملت مراسلاً لتفزيون كويتي عامي 2013-2014، ثم انتقلت للعمل كصحفي مع وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس" عام 2015، وأخيراً أكتب مع عدد من الصحف والمواقع العربية والأجنبية. وإلى جانب العمل الصحفي أشرفت على التدريب في عشرات الدورات الصحفية والإعلامية بين مراكز خاصة ومع عدد من المنظمات الدولية».

أثناء نقله للأحداث

وأضاف عن تجربته في الإخراج والتأليف والجوائز التي حصدها قائلاً: «كانت تجربة جامعية، ولم أحترف الإخراج أو كتابة السيناريو؛ لأنني أظنّ أنها تخصّص بحدّ ذاته، ومنفصل عن عمل الصحافة والإعلام، وإن كان كلا المنتجين يخرجان على شاشة التلفزيون، إلا أن الأفلام والسينما وغيرها من الفنون البصرية الأخرى تحتاج إلى خبرة ودراية وتخصص، وما يشترك بين الصحافة والسينما أنهما تخاطبان جمهوراً واسعاً عبر وسيلة إعلامية، لكن فن المخاطبة يختلف باختلاف الأسلوب، وكلاهما فنّ إبداعي، يحتاج إلى الكثير من المهارة والصبر والدقة في التعاطي مع عقول وقلوب الجماهير. أما عن الأفلام والجوائز، فكانت عن فيلم "هنا دمشق"، وفيلم "عشر دقائق بعد الولادة"، إضافة إلى فيلم "خط عسكري" كتأليف، وفيلم "بذرة شمس" كتأليف وإخراج، وأيضاً التقرير المصور "هلأ وقتها" كفكرة وإخراج، وجائزة أفضل مدوّن عربي عام 2012 عن مسابقة "أبجدية إبداع عفوي" لانتقاء مئة تدوينة مما كتبوا في الأدب والقصة والسياسة والشعر، وجائزة أفضل نص سينمائي عام 2014 ضمن مسابقة "سينما الشباب" التي أقامتها المؤسسة العامة للسينما في "سورية" عن فيلم "عشر دقائق بعد الولادة"».

وعن تجربته في التدوين في مدونته الخاصة "جرعة زائدة" تابع قائلاً: «بدأت الكتابة التدوينية عام 2009، وكانت حينئذٍ المدوّنات هي الفضاء الإلكتروني الذي يتسع للكلمات؛ إذ كان انتشار "الفيسبوك" ومواقع التواصل الاجتماعي آنذاك محدوداً، وتكوّن المدونة مساحة حرة يكتب فيها صاحبها ما يشاء، من دون سلطة السياسة التحريرية للمؤسسة، أو مقص رقيب الممول، فالتدوين هو الهامش الأكثر صدقاً في الجانب الصحفي؛ إذ إن الإعلام عموماً ينبذ الذاتية، ويفضل تقديم الحكاية من وجهة نظر الحدث، أما التدوين، فيعشق الحكاية من وجهة نظر الراوي».

أثناء عمله

وتابع حديثه عن صفات الإعلامي الناجح الذي يسعى إلى الاحتراف: «أظنّ أن مهنة الإعلام من المهن المعقدة، لأنها تجمع بين العلم والفن، فهي بكل تأكيد تحتاج إلى دراسة نظرية، تشرح أساسيات ونظريات الإعلام، وطرائق كتابة الخبر، وفهم الصورة، واستهداف الجمهور المناسب، وكيفية صناعة الرأي العام ومجابهة الإشاعات، لكنها بذات الوقت صنعة تحتاج إلى مهارة تكتسب من الخبرة العملية، وحسّ عالٍ بالأحداث، وأي منها الذي يجب تقديمه للجمهور. ويحتاج الإعلامي إلى مطالعة دائمة للتاريخ والجغرافية والسياسة والاقتصاد، والقراءة المستمرة لآخر ما توصلت إليه نظريات الإعلام وعلم الاجتماع، كما أن الإعلامي الناجح هو ذاك المتواضع، لأن الغرور يقتل الإعلامي في مكانه، ويجب عليه -برأيي- أيا كانت وظيفته في التلفزيون أو الإذاعة أو الصحافة الورقية، أن يكتب باستمرار لكي لا يجف قلمه وعقله، ويحاكم القضايا التي ينقلها من وجهة نظر الواقع، لا من وجهة نظره وعواطفه واندفاعاته، وقالوا قديماً إن الطبيب إذا أخطأ، فقد يقتل شخصاً، والسائق إذا أخطأ، فقد يقتل ثلاثة أشخاص، والمهندس إذا أخطأ، فقد يقتل عشرة، لكن الإعلامي إذا أخطأ، فقد يقتل شعباً بأكمله، وشاهدنا عشرات أمثلة الفتن الإعلامية التي أدت إلى مجازر وحروب أهلية».

الإعلامية "يارا توما" حدثتنا عن الإعلامي "ماهر المونس" قائلة: «في الوقت الذي كانت تتهدد به "دمشق" بالقذائف، وجميع الناس في منازلهم، لا ترى أحداً في الشوارع إلا للأمر الطارئ فقط، كان الإعلامي "ماهر" يقضي كل وقته في الشوارع ليوثّق وينقل الحقيقة كاملة، وهذا خير دليل على أنه شخص يجمع بين الصحافة والدراسة الأكاديميّة، وممارسة المهنة بكل ما تعنيه المهنية من معنى، فهو شخص لديه العمل أعلى قيمة في الحياة، وطموحه الأكاديمي ليس مجرد شهادات يحصدها فقط، وإنّما رغبة حقيقية بالمعرفة ليستطيع ممارسة عمله على أكمل وجه، والأهم من ذلك كله أنه يمتلك روح الصحفي، بما فيها من فضول وشجاعة وحب سرد القصص».

يذكر، أن الإعلامي "ماهر المونس" من مواليد "دمشق"، عام 1989.