استطاع الفنان "زياد مولوي" أن يحققَ شعبية واسعة عبر أدواره الكوميدية، وخاصة في الدراما التلفزيونية والسينما رغم وجوده في فترة كانت الساحة تعجّ بملوك الكوميديا السورية، حيث قدم شخوصه بالعفوية المدروسة، مستفيداً من طبيعة قوامه.

مدونةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 حزيران 2019 "جوان جان" الكاتب ورئيس تحرير مجلة "الحياة المسرحية"، في مكتبه بمديرية "المسارح والموسيقا"، وتحدث عن "مولوي" قائلاً: «ارتبط اسم الفنان "زياد مولوي" بالأعمال التلفزيونية الأولى للفنان "دريد لحام" في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي، عن طريق شخصية الشاب البسيط طيب القلب، وعلى الرغم من ظهوره في عدد من الأعمال التلفزيونية في تلك الفترة مثل "حكايا الليل"؛ إلا أنّ أعماله مع "دريد لحام" ظلّت هي الراسخة في الذاكرة بسبب إعادتها بشكل دائم، لينتقل في السبعينيات إلى القيام ببطولة عدد من الأفلام السينمائية ذات الطابع الكوميدي؛ مثل "حبيبي مجنون جداً" مبتعداً إلى حدّ ما عن التلفزيون الذي عاد إليه ليجسد في عقد الثمانينيات الشخصية الأساسية في مسلسل عُرِض لمرة واحدة، ويبدو أنه فُقِد من مكتبة التلفزيون لأنه لم يُعرَض ثانية».

للفنان "زياد مولوي" تجربة رائدة في مسرح الطفل نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات من خلال فرقته المسرحية الخاصة، وكانت عروضه المسرحية المخصصة للطفل تشكل حدثاً فنياً بارزاً في تلك الفترة

وأضاف: «للفنان "زياد مولوي" تجربة رائدة في مسرح الطفل نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات من خلال فرقته المسرحية الخاصة، وكانت عروضه المسرحية المخصصة للطفل تشكل حدثاً فنياً بارزاً في تلك الفترة».

مع رفيق سبيعي

لم يبتعد "مولوي" في حياته العامة عما أداه من الأدوار بمسيرته الفنية، حيث بدا محباً وعفوياً بأحاديثه مع الآخرين، ويتعامل مع الأطفال وكأنّه يحاور أي كبير في السن، وهنا يقول "نزير شيخ محمد" الحقوقي والكاتب في جريدة "صوت الشعب": «التقيت به لآخر مرة في مدينة "حلب" بين جمع من الأصدقاء، وظهر كعادته طيباً لأبعد الحدود، ويتحدث بكل عفوية وصراحة إلى درجة تشعر أنك أمام طفل يقول كل ما يشعر به دون أيّ حواجز، وبأسلوب منطقي وجذاب، وما يهمه بشكل أساسي نشر روح المحبة والاحترام بين الفنانين، والارتقاء بعمل الدراما السورية لمستويات عالمية، وعند الحديث عن عمله مع "دريد لحام"، و"ياسين بقوش"، و"نهاد قلعي" وغيرهم، تظهر سعادته ويتفق معنا بأنّ العمل مع هؤلاء هو أجمل ما قدم، كيف لا وأنّ هذه الأعمال تركت بصمةً واضحةً بتاريخ الدراما السورية».

وأضاف: «لم تفارق الابتسامة وجهه في كل الجلسات، ويصرّح دائماً بأنّه لم ولا يشبع من محبة الناس، ويتحدث بعفوية صادقة دون أي تصّنع، ويطرح أفكاره بصراحة دون مبالاة لآراء الآخرين بمنطقية وصدق وواقعية، ولا ينزعج من الممازحة، وهنا أتذكر حين قلت له كلما أراك أتذكر الممثل المصري "محمد رضا" السمين صاحب الابتسامة الدائمة، إنّك تشبهه جداً، حينها ضحك لدرجة القهقهة وقال لي لست الوحيد الذي تصفني به، حتى أصدقائي وزملائي بالعمل يقولون ذلك».

مع مها الصالح

"جابر العلي"، أحد المتابعين لأعمال "مولوي" قال: «شارك "زياد" عبر مسيرته الفنية وخاصة في السينما كبار النجوم السورية والعربية، ورغم ذلك احتل مكاناً مميزاً بين هؤلاء، وجاءت أدواره مميزة فكان يجذب المتلقي بظرافته وضحكته وأسلوبه الكوميدي العفوي، حيث زرع البسمة على شفاه كل من رأى أفلامه».

"زياد مولوي" من مواليد "دمشق" عام 1944، بدأ مسيرته الفنية يافعاً وهو في المرحلة الإعدادية قبل أن ينتقل إلى التلفزيون ليشارك "دريد لحام" أغلب أعماله، ثم أسس فرقه مسرحية قدم خلالها عدداً من الأعمال المسرحية، منها: "حكايات عمو زياد"، "زياد النبهان"، ومن أعماله في التلفزيون "مقالب غوار، الجياع ، حمام الهنا، مختار السبع بحرات"، وفي المسرح نذكر "ضيف الحكومة، دكتور الحقني"، وله في السينما عشرات الأفلام إلى جانب أشهر الممثلين السوريين والعرب، نذكر منها "غرام المهرج، حبيبي مجنون جداً، العالم سنة 2000، شقة للحب، امرأة من نار، الدنيا نغم، رحلة حب، خياط السيدات، بنات آخر زمن، ذكرى ليلة حب، رحلة عذاب، زواج بالإكراه". كما تولى منصب رئيس فرع دمشق لنقابة الفنانين، وتوفي في "دمشق" 10 أيار 1997، تاركاً خلفه إرثاً فنياً كبيراً.

ملصق أحد أفلامه