في خطوة فريدة في عالم الدراما السورية، أثبت المخرج "محمد عبد العزيز" أنّ السينما ليست حكراً على الشاشات الكبيرة في صالات العرض، بل يمكن أن تدخل السينما بيوت المشاهدين عبر شاشة التلفاز الصغيرة، مطبقاً تلك الفكرة التي حملت اسم "السينما في بيتك"، عبر عملين هما "ترجمان الأشواق"، و"صانع الأحلام" في الموسم الرمضاني لعام 2019.

مدونةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 15 آب 2019 مع المخرج "محمد عبد العزيز" ليحدثنا حول الفكرة بالقول: «فكرة إدخال الشاشة الكبيرة إلى الشاشة الصغيرة تمّ تطبيقها من خلال تنفيذ الذهنية السينمائية، وكل ما قمت به هو العمل بالأدوات التي أتقنها لتنفيذ المشروع، وأعتقد أنّي أصبت في كثير من الأحيان، وأخفقت في بعض التفاصيل كما في مسلسل "ترجمان الأشواق"، ومن أبرز الصعوبات التي واجهتني أثناء تنفيذ فكرة "السينما في بيتك" هي عدم وجود إرث لهذا العمل، وآليات ومناخ حرفي لتحقيق مثل هذه المشاريع، فأغلب الشركات السورية التي من الممكن أن ترعى مثل هذه الأعمال تفكر بعقلية (الدكنجي)، ولا يستطيع المخرج إلا أن يصطدم مع هذا الواقع أو يحاول التأقلم معه، فهذه الصناعة هي صناعة ارتجالية وللأسف تديرها مجموعة من الأميين بآلياتها».

كل عمل جديد أشارك فيه هو تجربة جديدة بالنسبة لي، وهذان العملان لهما خصوصية في حياتي كممثلة، حيث تطلبا مني أداءً مختلفاً لذلك كنت حريصة على حمل المسؤولية لتجسيد أدوار خاصة وجديدة، ودوري في "صانع الأحلام" كان حساساً جداً وبحاجة لجهد كبير لتجسيد شخصية "ديما" بشكل مختلف وقريب إلى الجمهور في آن معاً، وما ساعدني في تنفيذ هذه المهمة هو تعاون المخرج "محمد عبد العزيز" واهتمامه بتفاصيل الشخصيات والعوالم الداخلية لها، التي يؤديها جميع الممثلين في العمل الواحد

ويتابع القول: «أنا كمخرج متمسك بالهوية السينمائية، وفكرة "السينما في بيتك" هي فكرة تهدف إلى تعميم ثقافة السينما في المجتمع السوري والعربي عبر شاشة مرئية من قبل جميع الشرائح والفئات العمرية، وهذا ما تمّ اتباعه من خلال اعتماد آليات سينمائية صنعت اختلافاً عن الدراما التلفزيونية التي اعتاد المشاهد عليها في المواسم الرمضانية، وتكرار هذه التجربة كما هو مرهون بحجم الأصداء الإيجابية التي نالتها، مرهون أيضاً بالظروف والمناخات الأفضل مما كانت عليه حين نفذنا "ترجمان الأشواق" و"صانع الأحلام"، فنحن في سوق ارتجالي، وهذه الذهنية تكاد تكون السمة الرئيسية للنتاج البصري في العالم العربي».

"محمد عبد العزيز" من تصوير "صانع الأحلام"

الفنانة "رنا ريشة" التي شاركت في "ترجمان الأشواق"، و"صانع الأحلام" من خلال دورين مختلفين، تحدثت لنا عن تجربتها بالقول: «كل عمل جديد أشارك فيه هو تجربة جديدة بالنسبة لي، وهذان العملان لهما خصوصية في حياتي كممثلة، حيث تطلبا مني أداءً مختلفاً لذلك كنت حريصة على حمل المسؤولية لتجسيد أدوار خاصة وجديدة، ودوري في "صانع الأحلام" كان حساساً جداً وبحاجة لجهد كبير لتجسيد شخصية "ديما" بشكل مختلف وقريب إلى الجمهور في آن معاً، وما ساعدني في تنفيذ هذه المهمة هو تعاون المخرج "محمد عبد العزيز" واهتمامه بتفاصيل الشخصيات والعوالم الداخلية لها، التي يؤديها جميع الممثلين في العمل الواحد».

الممثلة "مروى الأطرش" والتي شاركت في مسلسل "ترجمان الأشواق": «تجربتي في هذا العمل كانت مختلفة جداً، كونها تجربة أكاديمية يديرها مخرج أكاديمي ومهني، يحترم ويسمع آراء الممثلين الشباب بكل جدية ومرونة، كما أنّه كان يأخذ مقترحاتنا بالحسبان، ويصهرها في العمل، وفكرة "السينما في بيتك" جعلت من "ترجمان الأشواق" عملاً درامياً بنكهة سينمائية وهذه الفكرة لم نرها في درامانا من قبل، والعلاقة الإبداعية بين المخرج "محمد عبد العزيز" ومدير التصوير الراحل "عقبة عز الدين" جعلت الكاميرا تنقل الصورة السينمائية إلى بيوت السوريين بكل شفافية، وأتمنى أن نطبق "السينما في بيتك" في أعمال قادمة لأنها ليست مجرد عنوان لافت، بل هي صورة ملونة في بيت كل مشاهد، تمكنت من خلالها كل شرائح مجتمعنا من مشاهدة السينما من منازلهم، ولم تعد حكراً على صالاتها فقط».

الفنانة "رنا ريشة" من مسلسل "ترجمان الأشواق"

يذكر أنّ مسلسل "ترجمان الأشواق" عمل سوري، و"صانع الأحلام" هو عمل عربي مشترك، وكلا العملين من تأليف الكاتب "بشار عباس".

الممثلة "مروى الأطرش" من مسلسل "ترجمان الأشواق"