حافظَ بصوتهَ وألحانهَ على الفنّ السوريّ العريق، وترجمَ حبّهُ للطرب بأغنياتٍ خلّدتها ذاكرةُ كلّ سوريّ عاشقٍ للأصالة، فزينَ ابنُ "حلب" بحضوره ليلَ "دمشق"، وكان القامةَ المكرّمة فيها، في حفلٍ غصَّ بمحبيه في دار "الأسد" للثقافة والفنون.

مدوّنةُ وطن "eSyria" حضرت بتاريخ 2 أيلول 2019 تكريمَ الفنان "صباح فخري"، والتقت المايسترو "عدنان فتح الله" قائدَ الفرقة الوطنية للموسيقا العربية التي أحيت الحفلَ، ليحدثنا حوله بالقول: «الفنان الكبير "صباح فخري" له فضلُ على الموسيقا السورية لا يُنسى، وقام بحماية التراث الفني السوري بتنظيمه بأساليبٍ أكاديميّة، فهو مرجعيةٌ مهمةٌ يعودُ لها أيُّ موسيقيً يبحث عن الموشحات العريقة، وبالنسبة لنا كفرقة فنحن نفخر بهذا الحفل، فمن خططنا وأهدافنا توثيقُ التراث الفني بطريقةٍ تعتني بالتفاصيل، وخاصةً أنّ شريحةَ الشباب في جمهورنا واسعةٌ، لذا نطمحُ إلى تقديم الموسيقا العربية الأصيلة لهم بأبهى صورها، والفنانون المشاركون في حفل اليوم هم أساتذةٌ كانت مهمتهم صعبةً، فليس من السهل أداء هذا النمط الذي يتطلب ثقافةً موسيقيةً عاليةً بعلم المقام، حيث إنّ كلّ موشحٍ يحوي خليطاً واسعاً من المقامات المختلفة».

كان هذا التجمع مختلفاً عن الحفلات الفنية العادية، التي يتناوب فيها الفنانون الغناء على المسرح طيلة مدّة الحفل، فقد اجتمع للغناء 6 فنانين على خشبة المسرح، ليقوموا بتأدية أغنياته بأسلوبه القائم على خلق السلطنة ساعات مطولة دون ملل من المستمع

الفنان "فارس أحمر" أحد المغنين المشاركين في الحفل، بدوره قال: «يختلف شعورنا نحن الذين نغني أمام القامة "صباح فخري" عن شعور أيّ مستمعٍ موجودٍ في الحفل، لأنّه بالنسبة لنا أستاذنا الذي أشرف على ثقافتنا الموسيقية، وطريقة الغناء الصحيحة والتنقلات بين المقامات، وأعماله في سبيل تأريخ الفن الأصيل لم تنتشر فقط في "سورية"، وإنّما في شتى أنحاء العالم».

جانب من الحضور

الفنان "أنس صباح فخري" قال عن مميزات الحفل: «كان هذا التجمع مختلفاً عن الحفلات الفنية العادية، التي يتناوب فيها الفنانون الغناء على المسرح طيلة مدّة الحفل، فقد اجتمع للغناء 6 فنانين على خشبة المسرح، ليقوموا بتأدية أغنياته بأسلوبه القائم على خلق السلطنة ساعات مطولة دون ملل من المستمع».

الفنان "مهدي المهدي" الذي قام بالتدوين والإعداد الأوركسترالي لجميع أعمال الحفل، قال :«من أهم مهام الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية، تسليط الضوء على التراث الموسيقي السوري، وتقديم هذا التراث بطريقة أكاديمية، وبصيغة أوركسترالية تليق به، بإضافة لمسات التوزيع الموسيقي البسيط، والإعداد الأوركسترالي دون المساس بهوية هذه الأعمال، والغرض من ذلك هو مراعاة مدّة الحفل وتقديم أكبر لمحة ممكنة عن التاريخ الطربي الطويل للفنان "صباح فخري" خلال الوقت المتاح، فهو هرم موسيقي لولاه لاندثرت هذه الأعمال الفنيّة القيّمة، وفقدناها».

الفنان "صباح فخري" عند وصوله الحفل

مديرُ دارِ "الأسد" للثقافة والفنون "أندريه معلولي" تحدثَ عن أهمية تكريم قامةٍ فنيّةٍ بارزة في دار "الأوبرا" بالقول: «هذا التكريم هو كلمةُ شكرٍ للفنان "صباح فخري"، ورسالةٌ منا نقول من خلالها أنّنا سنحفظ عراقة القدود الحلبية التي أصبحت رمزاً سورياً مغنىً ومكتوباً، حيث حاولنا اليوم استعراضَ جزءٍ من التاريخ الطويل لهذه القامة الفنية من خلال توليفة موسيقية مع 6 مغنين من "حلب" تتلمذوا على يده».

يذكر أنّ حفلَ تكريم الفنان "صباح فخري" استمر ساعتين من الوقت تقريباً، وشمل تكريماً من وزارة الثقافة للفنان وحفلاً غنائياً تضمن عدداً من أعماله الخالدة، شارك في تأديتها ستةٌ من الفنانين الذين تتلمذوا على يده وهم: "صفوان العابد"، "محمود فارس"، "أحمد خيري"، "فارس أحمر"، و"أنس صباح فخري".

الفنان "فارس أحمر"