تعلّقَ بالورقةِ والقلمِ اللذين رافقاه سنواتٍ عديدة، فتعلّم الرسمَ بقلمِ الرصاصِ والحبرِ بنفسه، حتى أتقنَ رسمَ التفاصيلِ بدقةٍ عالية، وشاركَ في العديدِ من المعارض التي حفظتْ لمستَهُ السحرية قبلَ اسمه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 16 أيلول 2019 الفنان "محمد مخلوف" ليحدثنا عن بدايته فقال: «لم أتمّ تعليمي الدراسي، حيث اتجهت إلى تعلّم الفنّ والرسم والخطّ، وبدأت بالخطّ العربي من خلال كتاب اسمه "تعليم الخط العربي"، ومارست هذا المجال بشكل يومي لأزيد من خبرتي به، وعملت على النطاق المحلي بدءاً من ضيعتي؛ حيث رسمت وخططت أسماء المحلات التجارية والمطاعم، ثم طورت نفسي بنفسي حتى تعلمت كلّ الخطوط تقريباً، إلى أن تمّ طلبي لتلبية خدمة العلم، فتوقفت عن العمل فترة طويلة.

أنا من متابعي "محمد" بشدة، فما يلفت نظري هو إتقانه للعمل، وأنه تفوق على نفسه من خلال تعلمه ذاتياً دون أي مساعدة، حيث أبدع في الرسم بالحبر الجاف، واستطاع إظهار أدق التفاصيل برسوماته، وكل يوم لديه جديد فلا يتوقف عن العمل والتطوير، ويفاجئنا بما لديه من قدرة على الاختلاف في الأداء والسعي نحو الأجمل والأدق، أنا أثق أنه قادر على تحقيق مبتغاه بالنجومية في حال توافرت الإمكانات المناسبة

كانت المعدات غير متوافرة، فلا يوجد لديّ سوى الورقة وقلم الرصاص، فبدأت برسم الأشياء التي يقع عليها ناظري، وحاولت أن أتقن التفاصيل وأعيد الرسمة عدة مرات، وهنا اكتشفت أنّ ممارسة الشيء الذي تحبه يعلمك أفضل بكثير من الخضوع لدورات تعليمية أو التعلم عن طريق الإنترنت، فحاولت أن أجسد الشخصيات المشهورة على الورق، ومن ذلك تعلمت فنّ البورتريه، وكرست جهدي وطاقتي وكل أوقات فراغي لرسم الوجوه والمجسمات التي أراها، ثم لجأت لصديقي "بشار سليمان" الذي ساعدني على معرفة خطوات الرسم بالحبر، وبالفعل كانت تجربتي به أجمل من الرصاص؛ ولكنه أصعب ويحتاج لجهد أكبر ووقت أطول يتراوح بين الـ 20 و25 ساعة تقريباً، وهو ما علمني الصبر والإرادة، فقد كنت ألجأ للرسم لأحصل على الراحة النفسية وأقدم أفضل ما لديّ».

لوحة ذات تفاصيل دقيقة جداً

وتابع "مخلوف" حديثه قائلاً: «يجدُ الإنسان نجاحه بفضل الدعم الذي يقدم إليه محيطه وخصوصاً الأهل، الذين يشجعونني دوماً على الاستمرار، وأشعر بفخرهم بي عند انتهائي من أي عمل جديد أقوم به، فقررت المشاركة بعدة معارض، منها معرض أقيم في مدينة "القرداحة"، وكانت أول مشاركة لي، كما شاركت وما زلت أشارك بمعرض "شموع السلام" الذي يضم فنانين سوريين وعرباً، ولكن بحكم تلبيتي لنداء الوطن لم يتسنَ لي الحضور وإنما كنت أكتفي بإرسال لوحاتي، وكانت لي مشاركة في معرض بمنطقة "العدوي" في "دمشق" وحصلت على شهادة تقديرية موقعة من وزارتي الثقافة والتربية، عدا عن المعارض المقامة في منطقة "أبو رمانة" أيضاً في "دمشق" التي حققت لي انتشاراً كبيراً في "سورية"، والآن أصبح الرسم ليس مجرد هواية وإنما مهنتي الأساسية، وما يسعدني هو تواصل الكثير من الشبان الناشئين معي لأعلمهم الرسم ولم أخيب أحداً فكنت أعلمهم عن طريق "الإنترنت" لصعوبة لقائي معهم، ومن خلال التعلم الذاتي يصبح الشخص قادراً على ابتكار طرق وأساليب خاصة به يستطيع أن يفيد بها من يحتاج للإفادة، وبنهاية الأمر يبقى الرسم شغفي الذي سأستمر به وأسعى لتطوير نفسي أكثر».

"نودي حجار" رسامة مغتربة قالت: «أنا من متابعي "محمد" بشدة، فما يلفت نظري هو إتقانه للعمل، وأنه تفوق على نفسه من خلال تعلمه ذاتياً دون أي مساعدة، حيث أبدع في الرسم بالحبر الجاف، واستطاع إظهار أدق التفاصيل برسوماته، وكل يوم لديه جديد فلا يتوقف عن العمل والتطوير، ويفاجئنا بما لديه من قدرة على الاختلاف في الأداء والسعي نحو الأجمل والأدق، أنا أثق أنه قادر على تحقيق مبتغاه بالنجومية في حال توافرت الإمكانات المناسبة».

لوحة بقلم الرصاص

"علي برهوم" رسام من جرحى الجيش العربي السوري قال: «في حديثي عن "محمد" لا تسعني الكلمات لوصف ما لديه من حبّ للآخرين، دوماً يحاول أن يقدم لغيره أي معلومة، ويساعد كل من يطرق بابه، في الحقيقة أنا جريح حرب وهو من ساعدني في كثير من الأمور التي تخص الرسم، ودعمني معنوياً وشجعني على الاستمرار، لديه لمسته الخاصة المملوءة بالإحساس والهدوء الغريب الذي لا يوجد لدى الجميع، إنسانيته تكمّل فنّه فينتج أنموذجاً من نماذج أبطال "سورية" الذين يحاربون بالقلم والدماء».

يذكر أنّ "محمد مخلوف" من مواليد قرية "الديرون" عام 1991، مقيم حالياً في "دمشق".

إحدى اللوحات بالقلم الأزرق