درسَ الموسيقا، ودفعه حسُّ الاكتشاف إلى معرفة كلّ خفاياها، فكان العازفَ والمؤلفَ الموسيقي، وشكلت موسيقاهُ مفتاحاً للعديد من الأعمال الدرامية التي ارتبط اسمه بها من خلال تأليف شاراتها وموسيقاها التصويرية، فتمكّن بذلك من صنع بصمةٍ خاصةٍ به في هذا العالم الذي يحتاج إلى الموهبة والإبداع والشغف المتجدد.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت وبتاريخ 1 تشرين الأول 2019 مع الموسيقي "خالد رزق" وحدثنا بالقول: «بدأت حكايتي مع الموسيقا التصويرية من خلال الدراسة في المعهد العالي للموسيقا، في البداية كنت أستمع إلى أعمال المؤلفين الموسيقيين، ثم بدأ ذلك يدفعني لمحاولة إنجاز موسيقا مماثلة وليس فقط الاستماع لها، فبدأت محاولاتي لكتابة موسيقا ذات طابع درامي، وبالحديث عن البدايات فأنا أقتنع بفكرة إمكانية التقرب من الموسيقا وتعلم العزف على آلاتها، لكن الإبداع فيها مرتبط بموهبة حقيقية تترسخ من خلال صقلها بالمهارات والعلوم اللازمه لإتقان آليات التأليف الموسيقي».

العمل معه له ميزة، فأعماله إبداعية لا تحتوي أي تكرار موسيقي، له مزيج خاص به سواء في التوزيع أو طريقة عرض اللحن واختياره للكلمات، كما أنه ليس عازف عود ومؤلف موسيقي فقط بل هو أيضاً موزع متقن، يفهم جيداً القطعة الموسيقية التي يعمل عليها، ويلمّ بكل تفاصيلها، وكل ما ذكرته لاحظته عن كثب في تعاوننا بشارة مسلسل "دامسكو"، وأغنية "متل المنام" من ألبومه الخاص

وعن ارتباط اسمه بتأليف شارات الأعمال الدرامية والسينمائية قال: «الشارة هي مقدمه العمل، ومهمتها تحضير المشاهد للدخول بأجوائه، لذلك يجب أن تكون متماهية مع قصة العمل وأفكاره حتى تستطيع جذب انتباه المشاهد لما سوف يعرض بعد نهايتها، وأهميتها تأتي من كونها تبقى عالقة في ذهن المشاهدين، ويستطيعون سماعها متى أرادوا، كما أنّ نجاحها يساعد بشكل كبير في نجاح العمل وتحفيز الجمهور لمتابعته، وقد قمت بإعداد مجموعة من الأعمال منها الموسيقا التصويرية لأفلام المخرج "عبد اللطيف عبد الحميد"، مثل "طريق النحل"، "عزف منفرد"، "الإفطار الأخير"، وشارة مسلسل "دامسكو" التي تعني لي الكثير، إضافةً إلى موسيقا وشارة مسلسل "ترجمان الأشواق" من أشعار "الحلاج"، فكلّ شارة لها نكهتها الخاصة، وأحبّ شارة مسلسل "شوارع الشام العتيقه" لأنّها صنعت بطريقة مميّزة، واستخدمت الأوركسترا في تسجيلها وكان للآلات النحاسية دور كبير فيها، ولعلّ أبرز التحديات التي تواجه الموسيقيين اليوم هي تراجع الأجور في مجال العمل الدرامي، ما يعني انخفاض القدره على ابتكار أعمال تحتاج إلى ميزانيات عالية لتنفيذها، والتخفيض من استخدام الآلات الحيّة، والاعتماد بشكل كبير على الكمبيوتر ليحلّ محلّ العازفين ما يخفض من جودة المؤلفات الموسيقية».

"خالد رزق" من إحدى المناسبات الموسيقية

وعن ألبومه الخاص "متل المنام" قال: «كان هذا الألبوم نقطة فاصلة في مشواري الفني، حيث قمت بالتعبير من خلاله عما يجول بخاطري من أفكار ومشاعر تجاه الحرب التي عصفت بوطننا من خلال أسمى وأقدس اللغات الموسيقا، وهنا تكمن خصوصية هذه الخطوة في مشواري، ولأنها أداة سامية للتعبير فيجب علينا جميعاً أن نوحد جهودنا في سبيل حمايتها، فالموسيقا هي مقياس ثقافة الشعوب، وبدعمنا لها ستصبح مرآة حقيقية لثقافة مجتمعنا السوري العريقة منذ سنوات التاريخ الأولى، والتي استمرت في غنى محتواها حتى يومنا هذا».

الفنان "محمد قباني" والذي غنى عدداً من الأعمال من تأليف الفنان "خالد رزق" عنه قال: «العمل معه له ميزة، فأعماله إبداعية لا تحتوي أي تكرار موسيقي، له مزيج خاص به سواء في التوزيع أو طريقة عرض اللحن واختياره للكلمات، كما أنه ليس عازف عود ومؤلف موسيقي فقط بل هو أيضاً موزع متقن، يفهم جيداً القطعة الموسيقية التي يعمل عليها، ويلمّ بكل تفاصيلها، وكل ما ذكرته لاحظته عن كثب في تعاوننا بشارة مسلسل "دامسكو"، وأغنية "متل المنام" من ألبومه الخاص».

الفنان "محمد قباني"

المخرج "حسام شرباتي" بدوره قال عنه: «تعاونت مع "خالد" في عملين هما فيلم "حواس" القصير من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وفي فيلم دعائي لشركة "أمان دمشق"، وفي المرتين كنت أشعر أنه قادر على خلق حالة من التلاقي الفكري بيني وبينه، وهذا ما يمكّنه من خلق الطابع العام للموسيقا التي تتناسب مع أحداث الفيلم وتفاصيله، فينتج عن ذلك موسيقا تصويرية مرتبطة بالمادة البصرية للفيلم، كما أنّه يراعي الجانب العاطفي في أحداث الفيلم في موسيقاه ما يجعلها أرشق وأقرب إلى عاطفة المشاهد ومؤثرة فيه، فالموسيقا التصويرية خصوصيتها تكمن في ربطها بين العين والشاشة، وبالنسبة لي كمشاهد فإن مشهداً في فيلم "حواس" مدته 3 دقائق لا يمكنني تخيله دون الموسيقا التي صنعها "خالد" له».

يذكر أنّ الموسيقي "خالد رزق" من مواليد محافظة "دمشق" عام 1988.

المخرج "حسام شرباتي"