رغم صغر سنها؛ إلا أنّها استطاعت أن تحجز مقعدها إلى جانب المترجمين المخضرمين في فترةٍ وجيزة، وثبّتت حضورها القويّ منذ بدايتها في عالم الترجمة، فجعلت من اللغة الفرنسية أداة انفتاح على الثقافات الأخرى من خلال طرحها مواضيع مجتمعية مهمة في رسائلها الثقافية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 أيلول 2019 بالمترجمة "آلاء أبو زرار" لتحدثنا عن مسيرتها، فقالت: «حصلت على شهادة الثانوية العامة في عام 2002، وتقدمت مباشرة إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة الفرنسية، وتخرجت عام 2006، وفي العام نفسه حصلت على شهادة دبلوم "الترجمة والتعريب" عن طريق المركز الثقافي الفرنسي في "دمشق"، وفي عام 2008 دخلت إلى المعهد العالي للترجمة والترجمة الفورية في "دمشق"، وحصلت على شهادة في الترجمة الفورية في عام 2009، ودرست خلال الأعوام المتراوحة بين عامي 2007 و2009 اللغتين الإيطالية والإسبانية، ثم عملت بالموسوعة العلمية الإسلامية للدكتور "راتب النابلسي" من خلال الإنترنت، كما استلمت صفحة الفتاوى على مواقع التواصل الاجتماعي وقمت بترجمة جميع المقالات التي يقوم الدكتور "راتب" بنشرها من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية.

كانت من الطلاب المتميزين جداً الذين درسوا في معهد الترجمة، حيث تخصصت وأخذت الماجستير في الترجمة الفورية، وهو من أصعب الاختصاصات في المعهد، كان حضورها بشكل يومي دون انقطاع أو غياب سبباً في تفوقها ومثابرتها في الحصول على أصغر معلومة، وعلى الرغم من عدم قدرة الطلاب على العمل في المؤتمرات التي أصبحت قليلة جداً بحكم انقطاع العلاقات السورية - الفرنسية ، إلا أنها استطاعت إثبات نفسها في الترجمة التحريرية وغيرها من الاختصاصات، كما حصلت على جائزة لكتابها الأول من وزارة الثقافة، ولا يسعني القول إلا أنها من أفضل الطلاب الذين قمت بتدريسهم رغم مسؤولياتها والتزاماتها

في عام 2015 بدأت بمجال الترجمة التحريرية بالتزامن مع التدريب المستمر على الترجمة الفورية، وهنا زادت خبرتي؛ ما دفعني للبدء في ترجمة الروايات في عام 2017، فكان أول كتاب أقوم بترجمته يحمل اسم "ثلاث دقائق من التأمل" للكاتب الفرنسي "كريستوف أندريه"، وشاركت به في مسابقة "سامي دروبي" التي أقامتها وزارة الثقافة، وحصلت على المرتبة الثانية على مستوى الجمهورية، وتمّ تكريمي ونشر الكتاب من قبل "الهيئة العامة للكتاب"، كما قمت بتوقيعه خلال معرض الكتاب في دورته التاسعة والعشرين».

آلاء أبو زرار في معرض الكتاب

وتابعت عن أعمالها: «في عام 2018 شاركت بالمشروع الوطني للترجمة المقام من قبل الهيئة العامة السورية للكتاب؛ من خلال رواية قمت بترجمتها من اللغة الفرنسية إلى العربية، والتي تحمل اسم "بخيتة" للكاتبة الفرنسية " فيلوريك أولمي" وصدرت عام 2019، كما أنني كلفت في العام ذاته بإلقاء رسالة المترجمين السوريين أمام المترجمين العرب خلال الندوة الوطنية للترجمة التي تقام سنوياً بمناسبة اليوم العالمي للترجمة، ومن هنا فتح لي باب الترجمة في مجلة "جسور" الثقافية التي تصدر عن الهيئة العامة للكتاب، وفي العام الحالي 2019 شاركت أيضاً بالندوة ذاتها، حيث قدمت بحثاً بعنوان "لماذا نترجم للطفل وماذا نترجم له"، حيث شارك في الندوة "اتحاد الكتاب العرب" و"اتحاد الناشرين السوريين"، و"مجمع اللغة العربية"، إلى جانب جامعة "دمشق"، والمعهد العالي للترجمة والترجمة الفورية.

وفي جانب آخر عملت لمصلحة شركة "ABC" من خلال ترجمة الأفلام والوثائقيات، ولكني أطمح للاستمرار في هذا المجال الذي أعده حلمي وشغفي إلى أن أحصل على أرشيف كبير من الكتب المترجمة لإغناء المكتبة العربية عامةً، والسورية تحديداً فنحن نحتاج دوماً إلى الاطلاع على الثقافات الأخرى والاختلاط بها لتوسيع منظورنا الثقافي».

رواية بخيتة

"فؤاد خوري" دكتور في المعهد العالي للترجمة والترجمة الفورية، ومدرس في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية جاء في حدثه عن "آلاء": «كانت من الطلاب المتميزين جداً الذين درسوا في معهد الترجمة، حيث تخصصت وأخذت الماجستير في الترجمة الفورية، وهو من أصعب الاختصاصات في المعهد، كان حضورها بشكل يومي دون انقطاع أو غياب سبباً في تفوقها ومثابرتها في الحصول على أصغر معلومة، وعلى الرغم من عدم قدرة الطلاب على العمل في المؤتمرات التي أصبحت قليلة جداً بحكم انقطاع العلاقات السورية - الفرنسية ، إلا أنها استطاعت إثبات نفسها في الترجمة التحريرية وغيرها من الاختصاصات، كما حصلت على جائزة لكتابها الأول من وزارة الثقافة، ولا يسعني القول إلا أنها من أفضل الطلاب الذين قمت بتدريسهم رغم مسؤولياتها والتزاماتها».

"ثراء الرومي" مترجمة سورية قالت: «"آلاء" مترجمة مثابرة ومجتهدة، استطاعت خلال فترة قصيرة جداً أن تحقق إنجازات كبيرة في هذا المجال الواسع، ولا سيّما من خلال حصولها على جائزة مهمة لأول كتاب لها، والملفت في ترجمة كتابيها أنك كقارئ تشعر بالانجذاب لإكمال القراءة دون توقف، وسبب هذا الشيء أنها تمتلك مقومات اللغة المطواعة والسلسة، لديها مفرداتها المتفردة والبسيطة دون استعراض اللغة، فهي قادرة على صياغة جملها بأسلوب يمتع القراء فلا يشعرون أن ما بين أيديهم نص مترجم، وهذه نقطة تستحق الوقوف عندها، أرى أنها ستتبوأ مكانة متميزة في الترجمة لأنها لا تقف عند نجاح ما، بل تطمح للأكثر دوماً، وأنا كمترجمة سورية فخورة جداً بالمحتوى الذي قدمته وستقدمه».

كتاب ثلاث دقائق من التأمل

يذكر أنّ "آلاء أبو زرار" من مواليد "دمشق" 1984.