عناوينُ الحملات المجتمعية التي أقيمت بمناسبة الشهر العالميّ للتوعية حول سرطان الثدي، والتي امتدت على مساحةٍ كبيرةٍ من "سورية" في مختلف المحافظات، لم تكن عناوينَ إرشاديةً للنصيحة فقط، بل كانت قوةً حقيقةً معنويةً دافعةً للتخلص من المرض من خلال العبارات الجازمة التي رفعتها تلك الحملات.

ضمن ما يعرف بالشهر الوردي العالمي، تقام سنوياً حملات توعوية وطنية تهدف إلى دعم مريضات سرطان الثدي وزيادة نسبة الكشف المبكّر عن هذا المرض والتشجيع على محاولة الشفاء منه أيضاً، وتتضمن الحملات العديد من النشاطات منها إجراء فحوصات سريرية واستقصائية مجانية وندوات ومحاضرات تثقيفية في مراكز صحية ومجتمعية مختلفة، عدا عن جمع التبرعات لدعم هؤلاء المرضى من خلال إقامة الماراثونات والمعارض وغير ذلك، ومن تلك الحملات: "فيكي تنتصري على السرطان"، و"لأنك أقوى من السرطان" التي حملت عناوين تبعث القوة في قلب أيّ مصابة بالسرطان وتشجعها على التخلص من مرضها أو محاولة مواجهته على الأقل.

الطاقة المعنوية التي نشرتها تلك الفعاليات بين المرضى والأصحاء شكّلت حالةً إيجابيّةً تشجّع على الذهاب لمواجهة المرض مهما كان خطيراً، بدلاً من الاختباء منه بانتظار المجهول، وتمثلَ ذلك في العديد من الحالات التي شُفيت من السرطان، كتلك العروس التي شاركت في ماراثون دمشق ضمن حملة "فيكي تنتصري على السرطان" مرتديةً ثوبَ زفافٍ بلونٍ ورديّ، معلنةً انتصارها الفعلي على المرض، إضافةً إلى مشاركة العديد من مريضات السرطان اللواتي لم تتوقف حياتهن عند المرض وآلامه، حيث إنهن يقاومن بكل الحبّ والقوة للاستمرار، ويمارسن حياتهن بالشكل الطبيعي، ويضعن نُصب أعينهن التغلب على السرطان.

تحقق المقولات غايتها عندما تتحول إلى أفعال، وهذا على ما يبدو الطريق الذي ترسمه الحملات الوطنية للتوعية حول سرطان الثدي، فالتوعية فعلاً أخذت بالانتشار أكثر، والكشف المبكّر زاد من حالات الشفاء، والقدرة على تخطي صعوبات المرض أصبحت أكثر نضجاً، وهذا هو المطلوب.