موهبةٌ متفرّدةٌ في عالم الفنّ التشكيلي، نهلت من مدارسه الكثير وقررت التعمّقَ في فنّ الخطّ والزخرفة والمنمنمات، ولم تترك باباً للعلم إلا وطرقته، إلى أن تطوّرت من متعلّمة إلى معلّمة في هذا الفن، تاركةً خلفها لوحاتٍ ومعارضَ تتحدّث عن موهبتها.

الملخص: موهبةٌ متفرّدةٌ في عالم الفنّ التشكيلي، نهلت من مدارسه الكثير وقررت التعمّقَ في فنّ الخطّ والزخرفة والمنمنمات، ولم تترك باباً للعلم إلا وطرقته، إلى أن تطوّرت من متعلّمة إلى معلّمة في هذا الفن، تاركةً خلفها لوحاتٍ ومعارضَ تتحدّث عن موهبتها.

"ريم" كانت إحدى تلامذتي في الفن، وهي ذكية ونشيطة جداً، حيث بدأت التعلّم من الصفر إلى أن وصلت لهذا المستوى الفنّي الرفيع، وبرغم مسؤولياتها الكبيرة إلّا أنّها تخلق الوقت للتعلّم والتطوّر باستمرار، وهي تقوم بحفر اسمها في عالم فن الخط والزخرفة والمنمنمات

مدوّنةُ وطن التقت الفنانة "ريم قبطان" بتاريخ 28 تشرين الأول 2019، فقالت: «بدأ شغفي بالرسم منذ صغري، فكان والدي دائماً يسجلني في الدورات الصيفية للرسم، وقد اهتممت بالفنون اليدوية بشكل عام، حيث تعلمت من جدتي رحمها الله عمل الصوف بالسنارتين وبالسنارة الواحدة "الكروشيه"، والتحقت بدورات "الاتحاد النسائي" في صناعة ورد السيراميك والرسم على القماش والحرير والزجاج، وبعد انتهائي من المرحلة الدراسية الثانوية، درست في المعهد المتوسط الهندسي قسم الرسم والتمثيل الهندسي، وبعد التخرج منه عدت لدراسة الفنون التي كانت شغفي الأساسي منذ صغري، فدرست الفنون التشكيلية مدة أربع سنوات في مركز "أحمد وليد عزت" للفنون التطبيقية ومركز "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية، وتخرّجت من قسم التصوير على يد أستاذي الفنان القدير "ناثر حسني"، فأحببت أن أوشح لوحاتي بالحروف والكتابة، ومن هنا بدأ اهتمامي بفنّ الخط و أصبحت أبحث في هذا المجال، فدرست لعامين في مركز "أحمد وليد عزت" في قسم الخط والزخرفة، و عامين في المعهد "التقاني للفنون التطبيقية" بقسم الخط العربي والزخرفة، لكن هذا لم يشبع شغفي في دراسة فن الخط، حيث اكتشفت أنّه علم قائم بحد ذاته و يحتاج الكثير من الدراسة والتغذية البصرية والتدريب، لذا بدأت بالاطلاع على أعمال الفنانين العالميين وحضرت الندوات التي تبحث في هذا المجال، حتى اجتمعت بالخطاط "عاصم الرهبان" و أعجبت بإتقانه لمفاصل الحرف، فعرضت عليه خطي وأثنى علي بالقبول، ومن هنا بدأت المرحلة الدراسية الأكاديمية، حيث تتلمذت على يده في الخط الفارسي والخط الديواني على الأصول العثمانية بالنسبة لفن الزخرفة، وكون الفنان ابن بيئته فقد أحببت أن أمزج في معظم لوحاتي بين فن "المنياتور" (المنمنمات) بانعكاس بيئتي الدمشقية، إذ تناولت الحارة الدمشقية وتفاصيل من البيت الدمشقي والنافذة والبحرة والحمام الأبيض المميز لمدينه "دمشق" وبعض المناطق الأثرية ضمن هذا الإطار، وبما أنّ الفن هو الانعكاس الحقيقي لثقافة الشعوب، وشّحت بعض اللوحات بأبيات شعرية ونثرية للشاعر "نزار قباني"، وفي لوحاتي الخطية صممت زخارف متنوعة تناسب كل نوع من أنواع الخطوط التي كتبتها لتشكيل مزيج بصري متوازن، ومع تمكّني من هذا الفن ومع استمرار تغذية علمي به، شاركت بالعديد من المعارض ومنها معرض خريجي "أحمد وليد عزت" عام 2016 ومعرض "تحية" للراحل "نذير نبعة" في مركز "أدهم إسماعيل" عام 2018، ومعرض خريجي مركز "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية عام 2018، ومعرض "الخريف" السنوي للفنانين التشكيليين في "خان أسعد باشا" أعوام 2016، 2017، 2018، ومعرض "تحية لتشرين" في صالة "الشعب" عام 2018، وبالنسبة لمعارضي الفردية فكان أوّلها معرضٌ فنيٌّ تشكيلي بعنوان "لمسات شرقية" بدار "الأسد للثقافة والفنون" عام 2019، ومعرض "تجارب أنثوية" في مركز "أبو رمانة" الثقافي عام 2019، وفي فعالية الاحتفال بيوم اللغة العربية في مكتبة" الأسد" شاركت بمعرض وورشات عمل خطية بعام 2019، كما شاركت في معرض "الفنون المعبرة عن السلام" في مدينة "باد كروسناخ" في "ألمانيا" عام 2019، ومعرض "تحية لتشرين" في الذكرى 46 في "القاعة الشامية" ضمن المتحف "الوطني" عام 2019، أما معرضي الفردي الثاني في فن الخط والزخرفة والمنمنات فكان بعنوان "منياتور دمشقي" في رحاب المستشارية الثقافية لسفارة جمهورية "إيران" الإسلامية في "سورية" عام 2019 وقد حصلت منهم على شهادة تقدير وشكر بمناسبة الربط بين الشعبين عبر الفن، كما حصلت على شهادة شكر وتقدير من إداره الفيدرالية العالمية لسفراء النوايا الحسنة، و"البورد" العالمي للسلام عن المشاركة في معرض الفنون المعبرة عن السلام، وأعمل حالياً في مرسمي الخاص "مرسم الفنون الشرقية"، ومدرّسة فن الخط لطالبات الثانوي في مدرسة "الأوائل النموذجية"».

الفنانة "ريم قبطان"

الفنان "عاصم الرهبان" قال عنها: «درّست "ريم" الخط الديواني والفارسي لمدة عام تقريباً، ولاحظت من خلال الدروس كم لديها من صبر وجلد في سبيل الارتقاء إلى أقصى درجة في فنها، ما دفعني لإعطائها المعلومات التي تجعل من عملها الفني عملاً مميزاً، لأنّها تمتلك رؤيةً فنيةً في صياغة اللّوحة الخطّية، و هي إنسانة دؤوبة وتعمل بنشاط دون كلل أو ملل، ولديها أفكار جديدة على صعيد المنتج الخطي، وبرأيي هي موهبة نسائية قادمة بروح جديدة إلى ميدان الخط في "سورية" والذي يفتقر للأسماء النسائية».

وأضاف الفنان "ناثر حسني" قائلاً: «"ريم" كانت إحدى تلامذتي في الفن، وهي ذكية ونشيطة جداً، حيث بدأت التعلّم من الصفر إلى أن وصلت لهذا المستوى الفنّي الرفيع، وبرغم مسؤولياتها الكبيرة إلّا أنّها تخلق الوقت للتعلّم والتطوّر باستمرار، وهي تقوم بحفر اسمها في عالم فن الخط والزخرفة والمنمنمات».

الفنانة "ريم قبطان" أمام أعمالها الفنية

يذكر أنّ الفنانة "ريم قبطان" من مواليد "إنكلترا" عام 1978، ومقيمة في "دمشق".

الفنان "عاصم الرهبان"