عبر مسيرتها الإعلامية التي تزيد على العشرين عاماً، استطاعت "وسام حمود" أن تتميّز بحضورها وصوتها الإذاعي، وتسخّر خبراتها الإعلامية المتنوّعة مؤخراً في برنامجها "مع وسام" الذي يطرح قضايا العرب في "السويد" و"أوروبا" عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت معها بتاريخ 5 تشرين الثاني 2019، وعن ميلها للمجال الإعلامي تقول: «بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة كانت لدي الرغبة لدراسة الصحافة والإعلام، لكن والدي أصرّ أن أدرس "الحقوق" وخلال دراستي لها تقدمت عام 1999 إلى إذاعة "القدس" دون علمه، وقمت بدورة تدريبية لمدة ثمانية شهور، كنت أتدرب بشكل يومي على تحرير الأخبار وأداء الصوت في الاستوديو، وبعد هذه المدة صدر قرار تعييني في الإذاعة وهي كانت من أوائل الإذاعات الخاصة الموجودة في "سورية" التي تنقل الوجع الفلسطيني، وفي مرحلة من المراحل كان لها دورٌ كبيرٌ بإشعال الانتفاضة الثانية في الداخل الفلسطيني، ولأنّها القضية التي لا تموت في قلوبنا ومن هذا المنطلق من إحساسي بالمسؤولية تجاه هذه القضية وكمواطنة سوريّة تربيت على أن "فلسطين" جزءٌ لا يتجزأ من "سورية" وكنت دوماً استمع لهذه الإذاعة وأعدّها البوابة لـ"فلسطين" وأخبارها، بدأت العمل الإعلامي من خلالها، إضافةً إلى تشجيع الأصدقاء لي للدخول إلى هذا المجال لأنهم لمسوا في صوتي التميّز عند القراءة».

رغم ابتعادي عن "سورية"، واختلاف العمل الإعلامي عنه في "أوروبا" حيث يدور الحديث دوماً في العالم العربي عن حرية الإعلام، لكنني أجد في بلادنا العربية مساحات ومؤسسات إعلامية أكثر يمكن العمل فيها، وبعيداً عن السياسة التي خلقت أزمات اجتماعية أجد أنّ على الإعلامي أن يسلط الضوء على القضايا الاجتماعية الكثيرة، ولا سيّما بعد تسع سنوات من الحرب في "سورية"

وعن تطوير قدراتها الإعلامية تضيف قائلةً: «تطوير قدرات كل إعلامي يكون من خلال المتابعة المستمرة لنشرات الأخبار ولما يجري في العالم، والقراءة الدائمة للصحف، الكتب، والمقالات المختلفة، إلى جانب متابعة التطورات في الجانب التقني الخاصة بالآلات، هندسة الصوت والمونتاج لأن تركيبة العمل تغيرت عن ذي قبل، كل أساليب التكنولوجيا اختلفت وأصبح الكمبيوتر هو الأساس في العمل، ويجب على الصحفي أن يتابع ويعرف، رغم أن كثير من الأشخاص يعتقدون أنّ وظيفة المذيع تنحصر بالقراءة فقط، لكن هذا غير صحيح، عليه أن يكون محرراً للأخبار أيضاً ولا يمكن الفصل بينهما».

تكريمها عام 2018

وعن تمسكها بهذا المجال منذ عشرين عاماً تقول: «رغم ابتعادي عن "سورية"، واختلاف العمل الإعلامي عنه في "أوروبا" حيث يدور الحديث دوماً في العالم العربي عن حرية الإعلام، لكنني أجد في بلادنا العربية مساحات ومؤسسات إعلامية أكثر يمكن العمل فيها، وبعيداً عن السياسة التي خلقت أزمات اجتماعية أجد أنّ على الإعلامي أن يسلط الضوء على القضايا الاجتماعية الكثيرة، ولا سيّما بعد تسع سنوات من الحرب في "سورية"».

وتتابع: «بدايتي مع إذاعة "القدس" وهي بيتي ومدرستي الأولى، ثم انتقلت لقناة "الدنيا" الفضائية التي عملت بها حتى بداية عام 2011، ثم عملت في إذاعتي "شام إف إم"، و"نينار إف إم" لفترة قصيرة، كما أشعر بالانتماء إلى جريدة "الوطن" التي أعدّها بيتي حتى اليوم وعملت فيها منذ عام 2007 حتى 2015، وأحياناً أرسل لهم مواد من مكان إقامتي في "السويد"، وحالياً أسجل بصوتي مع استوديو "نت فلكس" قصصاً باللغة العربية للأشخاص الذين لا يستطيعون قراءتها وكثير من المغتربين هنا يتكلمون اللغة العربية، لكنهم لا يستطيعون القراءة وبالتالي يمكنهم الاستماع لهذه القصص عبر الموقع، ومن خلال المؤسسات الداعمة للإعلام هنا في "السويد" أقوم بتدريب الإعلاميين الخريجين عبر دورات تدريبية في تحرير وتقديم الأخبار، والتقديم الإذاعي والتلفزيوني يتّبعها المتدربون لمدة شهرين إلى ثلاثة شهور وتكون خيارات العمل متاحة لهم ولا سيّما الذين يتحدثون اللغة السويدية».

على المنصة في المهرجان

وفيما يتعلق بعملها في التقديم تكمل حديثها قائلةً: «قدمت العديد من المهرجانات والفعاليات في "السويد" ومنها مشاركتي في تقديم الحفل الذي أقامه "الاتحاد الوطني للمغتربين في السويد وأوروبا" العام الماضي، وتم تكريمي فيه، وكان المهرجان دعوة للاتحاد بين كل السوريين على اختلاف أطيافهم وأديانهم، إضافةً إلى تقديمي مهرجان "مالمو" في "أوروبا" وهو من أهم المهرجانات للسينما العربية في الدول الاسكندنافية، وأعدّه بصمةً إيجابيةً في مسيرتي الإعلامية لأنّني كنت مقدمة الحفل أمام حشد كبير من الجاليتين العربية والسورية».

وعن برنامج "مع وسام" الذي يبث عبر "سوشال ميديا" والصعوبات التي تواجهها في العمل تقول: «أسست مع عدد من الزملاء أكثر من منصة إعلامية تبث عبر الإنترنت، ثم فكرت بتأسيس مشروعي الشخصي لأكون حرّة بخيارات الطرح التي أقدمها ومن هذا المنطلق بدأت بصفحة "مع وسام" وهي تختلف عن كل ما قدمته من قبل، وأسعى من خلالها إلى طرح أهم القضايا الاجتماعية التي تعاني منها الجالية العربية في "السويد" و"أوروبا"، وأهم هذه المشكلات معاناتهم مع مؤسسة "السوسيال" الاجتماعية التي تقوم بسحب الأطفال من أهلهم وليس فقط العرب بل الأطفال من الجنسيات الأخرى، وأهم الصعوبات التي تواجهنا كإعلاميين مقيمين في الخارج عدم وجود مؤسسة إعلامية عربية بالمطلق في "السويد"، عدا مؤسسة في "ستوكهولم" تبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولا يمكن تسميتها بالمؤسسة الإعلامية التي يصعب تأسيسها لأنّها تحتاج إلى تمويل ضخم إضافةً إلى الضرائب».

تقديم مهرجان "مالمو"

بدوره "علاء الصحناوي" مخرج سينمائي يقول: «الإعلامية "وسام" مجتهدة، تمتلك شغفاً عالياً بمهنة الإعلام، ومن مكان وجودها في "السويد" استطاعت أن تترك بصمة مهمة، وتوصل فكرة عن الثقافة العربية والسورية وعن المبدعين السوريين الموجودين في "السويد" لتكون صلة وصل بين السوريين في الخارج والمجتمع السويدي، ونفخر دوماً بكل سوري مبدع ومجتهد أينما كان، فهو سفير لبلده في المكان الذي يقيم فيه، كما أنّ لديها حافزاً قوياً لتقوية الترابط بين السوريين المغتربين مع الوطن، لأنّ الانتماء يجمعنا جميعاً».

بدورها "خنساء الحكمية" إعلامية ومذيعة نشرات إخبارية، إحدى صديقاتها تقول: «كنا زميلات في العمل بقناة "الدنيا" عام 2011، وكانت "وسام" تعمل مذيعة أخبار فيها، تعرفت عليها في ذلك الوقت واستمرت صداقتنا حتى اليوم حيث نتواصل عبر الإنترنت بسبب سفرها، تتميز بأنها إعلامية مجتهدة، صبورة، وإنسانة ودودة ومعطاءة، اجتماعية ومحبوبة على الصعيد الاجتماعي وتترك انطباعاً إيجابياً لمن يعرفها، وصديقة تحافظ على الصداقة، صوتها جميل ومميز أكن لها كل المحبة».

يذكر أنّ الإعلامية "وسام حمود" سورية ولدت في "بيروت" عام 1978، تعود أصولها إلى محافظة "حلب" أقامت في "دمشق" منذ عام 1993 حيث كانت في الخامسة عشرة، حاصلة على إجازة في "الحقوق" من الجامعة اللبنانية.