تقلّد مناصبَ القيادة والإدارة في مراحل الدراسة، وتميّز في مجال الفن التشكيلي، أحبّ عالم الطيران، فقدم له الكثير من الأبحاث والمؤلفات التي طبق عدداً منها بشكل عملي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 26 تشرين الثاني 2019 التقت الفنان الكاتب "عصام تاجا" ليتحدث لنا عن مسيرته الحافلة بالكتابة والأبحاث والرسم، وعن بداياته مع تلك الألوان الأدبية قال: «كان ترتيبي في سنوات الدراسة جميعها بين الأوائل، مع رضا كامل من المعلمين والمدرسين عن مسيرتي التربويّة والتعليميّة، بالإضافة لإبراز موهبة الرسم عندي بعمر التسع سنوات، بتلك المرحلة وما بعدها شاركت في المعارض التي احتضنتها مدارسي ومدارس المنطقة التي كنتُ أدرس فيها، ومع مرور الزمن تكوّرت الموهبة، حتى بات اسمي ضمن قائمة المتميزين بالرسم، ونشرت حينها لوحاتي في مجلات الطفولة الفنية، وأثناء دراستي الابتدائية كان هاجس الطيران يسيطر عليّ، لذلك جلّ لوحاتي كان مجسمات لأنواع الطائرات».

لديّ شهادة معتمدة في التنمية البشرية، لذلك فإن جل اهتمامي الآن مخصص لتدريب وتمكين وتطوير فكر الشباب، إلى جانب تمكين المرأة، وهما الأكثر ضرراً خلال سنوات الحرب، سأمنحهم كل ما أملك من خبرة وثقافة تطوعاً، هذه التوعية ستكون في برنامج إذاعي بعنوان "حياتنا" لتكون الفائدة عامة

وعن مراحل ما بعد الثانوية يضيف: «حققتُ حلمي بعد نيل الشهادة الثانوية، واتجهت لإكمال الدراسة في كلية الفنون الجميلة، وتركتها بعد تجاوز السنة الأولى، لأحقق حلم الصغر والتوجه إلى الكلية الجوية، للمشاركة في الدفاع عن وطني مع نشوب حرب "تشرين التحريرية"، ومعها بدأت رحلة التأليف والأبحاث، فقد أنجزت 18 بحثاً علمياً تمت مناقشتها في مؤتمرات علميّة، بالإضافة إلى تصاميم كثيرة في الكلية التي انتسبتُ إليها، ومنها تصميم أول برنامج حاسوب للسلاح الجوي، والمشاركة في تصنيع مقلد أرضي لإحدى الطائرات، وقدمت الكثير من المراجع في مجال أمان الطيران والتدريب الجوي، مع تأليفي لخمسة كتب في مجال اختصاصي، إلى جانب تطوير مفاهيم التدريب والتكتيك وتصاميم علمية في السلاح الجوي، وكثير من الأعمال الأخرى والمنجزات عدّها المختصون ذات قيمة وأهمية كبيرة».

من لوحاته

ليس له غنى عن ممارسة الرسم بشكل يومي، وله معه مشوار جميل، وأضاف عن ذلك: «الرسم هو جزء مهم يومي في حياتي، أرسم بمختلف الأقلام والألوان سواء بالزيتي أو المائي وبقلم الرصاص أيضاً، شاركت في عدد من المعارض بمدينة "دمشق" وريفها، أغلبها في المراكز الثقافية ومكتبة "الأسد"، الريشة لا تفارقني حتى أثناء إقامتي خارج البلد أنجز لوحات تعبر عن عشقي لوطني وتراثه وطبيعته، سواء في "قطر" أو غيرها من الدول، وهناك من يعتبر أنني أهتم باللوحات التي تشير إلى طبيعة وطني الجميلة، لكن توجهي كان لمختلف أشكال الجمال في بلدي، لذلك قمت برسم عشرات اللوحات الأثرية لتبقى في الذاكرة، كرسمي طاحونتي "تل الذهب"، و"عربين"، وأرسم كل ما أصادفه من تراث وتاريخ وحضارة، ولأن بلدي تشهدها الفصول الأربعة، فلي وقفة مع جميع الفصول وما فيها من مزايا».

وعن عمله الحالي يضيف: «لديّ شهادة معتمدة في التنمية البشرية، لذلك فإن جل اهتمامي الآن مخصص لتدريب وتمكين وتطوير فكر الشباب، إلى جانب تمكين المرأة، وهما الأكثر ضرراً خلال سنوات الحرب، سأمنحهم كل ما أملك من خبرة وثقافة تطوعاً، هذه التوعية ستكون في برنامج إذاعي بعنوان "حياتنا" لتكون الفائدة عامة».

لوحة قدمها لجمهوره

الإعلامية "أماني الصديق" تحدّثت عن النموذج السوري المتميز كما قالت عنه، وتضيف: «تابعتُ منذ زمن بعيد كل أعماله الفنية والأدبية وإنجازات الاختراع في مجال الطيران، ما قدمه ويقدمه يستحق الإشادة والتقدير، والأهم أنه يعود اليوم ليكمل مشوار العطاء المتدفق عنده، وتصدى تطوعاً ليكون معنا في إذاعة "القدس" وببرنامج أسبوعي عن مهارات الحياة والتنمية البشرية، يريد أن تكون رسالته شاملة وعاملة وذات فائدة لأكبر قدر، يتنقل من مكان لآخر، ينجز ويبدع ويقدم بالمجان، وكل ما ينثره يعدّ ذا معانٍ سامية، حتى لوحاته الفنية فيها معاني الجمال والسلام».

يذكر أنّ "عصام تاجا" من مواليد "دمشق" 1954 حاصل على عدّة شهادات دولية في أكثر من مجال منها: (فن التفاوض، إدارة الأزمات، القيادة وتطوير عمل القائد، التخطيط الاستراتيجي، تدريب المدربيّن)، وأشرف على عدة دورات في التنميّة البشرية في "قطر" و"الإمارات"، علماً أنه كان رئيس بعثة الطيّارين السوريين في الاتحاد السوفيتي سابقاً عام 1982، وحصل على المركز الأول من بين ممثلين عن ست دول عربيّة وأجنبية، وتقلّد عدداً من الأوسمة من القوى الجويّة.