عمله الفني المتكامل جاء نتيجة المزج بين موهبته مع دراسته الأكاديمية، فنانٌ بحث عميقاً عن بصمته الخاصة في الفن التشكيلي، فاشتغل على مفهوم الدائرة في لوحاته، وهو ما أطلق عليه "المدرسة الدائرية"، وطموحه الآن تثبيت هذا الطرح عالمياً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 2 شباط 2020 مع الفنان التشكيلي "فداء منصور" والذي تحدث عن بداية ظهور موهبته وأبرز الداعمين له في مشواره الفني حيث قال: «موهبةٌ قديمةٌ تعود إلى الطفولة في مراحلها المبكرة، أما أثناء مراحلي المدرسية المتتالية، فقد كنت أحاول التعبير قدر الإمكان من خلال الرسم عن كل شيء يقع أمامي، ولطالما كان الأهل والأصدقاء من أبرز الداعمين لي خلال مسيرتي، أيضاً الأصدقاء من المبدعين في الوسط التشكيلي، وممن يسعى إلى اقتناء لوحاتي، ووسائل الإعلام المختلفة، هؤلاء جميعاً هم الداعمون في كل ما أقدمه من أعمال فنية، كثيرون الذين تركوا انطباعاً جميلاً وإيجابياً في مشواري التشكيلي، وأكثر ما يسعدني هو أن أعيد هذا الانطباع عبر لوحة أو بورتريه أقدمه لهم ولا غاية لي في ذلك سوى أن تبقى ذكرى وعرفاناً ومحبةً لهم».

الاتجاه التجريدي أو الطفولي العبثي الذي أنتجَه المحترفون بطريقة عبقرية، أصبح حجةً وذريعةً لارتكاب حماقات تشكيلية من قبل كثيرين، وبطريقة مزعجة للنظر، دون أي دراسة للتكوين واللون وموسيقا اللون، والحقيقة أستغرب من بعض الصالات كيف تعرض مثل هذه التجارب العبثية كما قلت عنها، أو ما أحب تسميته بالهراء التشكيلي، لكنّني أهتم بالدرجة الأولى وفقط بما أقدمه، فأنا دائم السعي للعالمية ولرفع اسم بلدي "سورية" وهذه هي رسالتي

وعن أبرز الموضوعات التي يتناولها في لوحاته ولا سيّما حضور الأنثى فيها بشكل بارز قال: «خلال مسيرتي تأثرت بالفنانين الكبار، وكنت وما أزال متابعاً للمؤسسين لهذا الفن الجميل أصحاب المدارس المتنوعة، وبشكل عام الكثير من لوحاتي تتسم ببعض الحزن أو الألم وهذا طبيعي، فمن منّا لم يتأثر بالأزمة والأحداث من حوله، لكن بالمقابل رسمت الأمل والانتصار والصّمود، والكثير الكثير من حالاتي الخاصة، أيضاً للأنثى حضورها اللطيف في الكثير من لوحاتي، هذا الكائن الذي يجمع الضعف والقوة والجمال والسلام والخطورة بآن واحد، والحقيقة لقد كان لزوجتي دورٌ هامٌ في نجاحي التشكيلي، من مساعدة واقتراحات وملاحظات وإلهام ومحبة، كما أنني أحب عاطفة الأنثى وأمومتها ودورها الكبير في خلق الجمال والحنان والإلهام، وتأثيرها على أطفالها وعلى المجتمع ككل».

من أعماله

وفي حديثه عن أعماله وبعض مشاركاته وعن التكريمات يتابع قوله: «موهبتي في مجال الرسم كانت أساسيةً، صقلتُها بالتجربة والممارسة، وهذا ضروري جداً، أيضاً الدراسة الأكاديمية، فأنا خريج كلية الفنون الجميلة جامعة "دمشق" عام 1999، وأحمل دبلوم دراسات عليا في قسم التصوير الزيتي عام 2001، في بداية العام 2019 أطلقتُ ما أسميتُه "المدرسة الدائرية" من صالة "أدونيا" بـ "دمشق"، وعُززت هذه التجربة في معرض آخر في صالة "لؤي كيالي"، ومشاركة أخرى في معرض "الخريف"، وغاليري "مصطفى علي"، وفي ملتقى "الشام بتجمعنا"، وأطمح لتثبيت هذا الطرح عالمياً، هذا ولي العديد من المشاركات والمعارض الفردية التي أقمتها وحصلت من خلالها على العديد من الجوائز منها من قبل وزارة الداخلية عام 2007 عن معرضي "تحية لشهداء البرلمان" واقتنت الوزارة إحدى لوحاتي، وفي عام 2008 حصلت على المركز الأول بمشاركتي في معرض "مكافحة المخدرات" وكذلك اقتنت الوزارة إحدى لوحاتي.

من الرائع جداً أن يحصل الفنان على تكريم يكون نتاج جهده، ما يمنحه الحافز لتقديم الأجمل».

مع الفنان خالد حجار

ويختم قائلاً: «الاتجاه التجريدي أو الطفولي العبثي الذي أنتجَه المحترفون بطريقة عبقرية، أصبح حجةً وذريعةً لارتكاب حماقات تشكيلية من قبل كثيرين، وبطريقة مزعجة للنظر، دون أي دراسة للتكوين واللون وموسيقا اللون، والحقيقة أستغرب من بعض الصالات كيف تعرض مثل هذه التجارب العبثية كما قلت عنها، أو ما أحب تسميته بالهراء التشكيلي، لكنّني أهتم بالدرجة الأولى وفقط بما أقدمه، فأنا دائم السعي للعالمية ولرفع اسم بلدي "سورية" وهذه هي رسالتي».

عنه يقول الفنان التشكيلي "خالد حجار": «الفنان "فداء منصور" من الفنانين المهمين جداً في ساحة التشكيل السوري، من حيث العطاء المستمر والنشاط الدائم ومحبته للجميع، فهو فنان خلوق ومحب جداً، ملونٌ قويّ وله روح حاضرة في اللون، كما أنه اشتغل على مفهوم الدائرة في لوحته الفنية، وقد أبدع في تقديم مواضيعه الإنسانية من خلال هذا المحور، فكانت الدائرة هي الحامل لهذه الموضوعات على اختلافها، ومن هنا نجد بحثه العميق والمتواصل عن بصمة متميزة وعن هوية خاصة نورها لا يخطئ الطريق، كما أن اجتماع الموهبة مع الدراسة الأكاديمية لديه هو أمر مهم جداً، وذلك من خلال قدرة الفنان على التعامل مع عفوية العمل الفني النابعة من القلب والموهبة، ومزجها مع التحليل العقلي والأكاديمي لكل زاوية من لوحته، وبذلك يجتمع القلب وعفويته مع العقل الأكاديمي وموازنته، ومن هنا يكون تكامل العمل الفني لديه».

من أحد التكريمات

يذكر أنّ الفنان التشكيلي "فداء منصور" من مواليد "جبلة" عام 1977، مقيم في "دمشق"، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين، صاحب أكبر لوحة زيتية في "سورية" رسمها على جدار السفارة الصينية بـ "دمشق" عام 2017، بطول خمسين متر وارتفاع مترين.