تعدُّ "نسرين حمدان" من العازفات المتميزات على آلة الكمان وتمتلك خبرةً في الأداء الموسيقي الكلاسيكي الغربي والنمط الشرقي أيضاً، ولها أسلوبها الخاص في التعليم الموسيقي، حيث خرّجت العديد من الأسماء لها شأنها اليوم في الساحة الفنية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الموسيقية "نسرين حمدان" بتاريخ 9 أيار 2020 بمكتبها في معهد "صلحي الوادي" للموسيقا، وتحدثت عن مرحلة البدايات، قائلة: «بدأت العزف على آلة الكمان في السادسة من عمري، ووالدي رحمه الله هو المشجع الأول والأهم، وقد لاحظ شغفي بالموسيقا عند جلوسي للاستماع إليها معه، لأنه كان متذوقاً للموسيقا من الطراز المهم، فانتسبت إلى معهد "صلحي الوادي"، المعهد "العربي" للموسيقا حينذاك عام 1979، ليشكّل ذلك الخطوة الأولى نحو الموسيقا الأكاديمية والتحضير للدخول إلى المعهد العالي للموسيقا لأكون من خريجي الدفعة الثانية عام 1996، ومن ثم التحقت بالعديد من ورشات العمل الخاصة بآلة الكمان في "الولايات المتحدة الأمريكية" و"تركيا"، وأنا من مؤسسي "الفرقة السمفونية الوطنية السورية" وكورال "الحجرة" التابع للمعهد العالي للموسيقا وكورال "غاردينيا" النسائي، وشاركت بحفل في قاعة "الكرملين" في "موسكو" كما تشكّل مشاركتي في "الصين" إحدى المحطات المهمة ولا سيّما أنني العازفة السورية والعربية الوحيدة التي عزفت مع "الفرقة السيمفونية الصينية" في مؤتمر "حوار الحضارات الآسيوية" في العاصمة الصينية "بكين" عام 2019».

لا شكّ أنّ اللغة الموسيقية هي لغة واحدة في كل العالم، والإحساس الموسيقي مشترك، وجاءت تجربة مهمة بالعزف مع مايسترو عالمي، والمشاركة في مهرجان على هذا المستوى من الأهمية بحضور عازفين من كل دول شرق "آسيا"، منها "أذربيجان وأوزبكستان وطاجكستان"

وتابعت حديثها قائلة: «لا شكّ أنّ اللغة الموسيقية هي لغة واحدة في كل العالم، والإحساس الموسيقي مشترك، وجاءت تجربة مهمة بالعزف مع مايسترو عالمي، والمشاركة في مهرجان على هذا المستوى من الأهمية بحضور عازفين من كل دول شرق "آسيا"، منها "أذربيجان وأوزبكستان وطاجكستان"».

مع كورال "الحجرة" و"فيكتور بابينكو"

تؤدي "حمدان" كل أشكال الموسيقا وهي عضوة في "الفرقة السيمفونية الوطنية السورية" التي تهتم بالموسيقا الكلاسيكية العالمية وأيضاً في "الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية" التي تؤدي الأعمال الموسيقية الشرقية، وهنا تقول: «آلة الكمان آلة معبرة لكل أنواع الموسيقا بشرط توظيفها بشكل صحيح، لأن لكل نوع موسيقي لون خاص به، لا يمكنني فصل عشقي للموسيقا الكلاسيكية عن موسيقانا الشرقية لأنني أجد نفسي بأي نوع موسيقي له هدف، وبخصوص وجودي في "الفرقة السيمفونية الوطنية"، فأنتمي إلى الجيل الثاني المؤسس للفرقة، كنا نتمرن في فرقة موسيقا "الحجرة" بالبداية، وكنت من أصغر العازفين فيها، وبدأت العزف مع الفرقة منذ عام 1985، وشاركت معها بالعديد من الفعاليات أهمها حفل في "الولايات المتحدة الأميركية" بقيادة المايسترو "صلحي الوادي" عام 1998، ومعرض "إكسبو" في "إسبانيا"، ومشاركات أخرى في "تركيا، فرنسا، إيطاليا" والعديد من دول العالم، ونحن كموسيقيين سوريين بحاجة لكل مادة موسيقية جيدة مع المحافظة على هويتنا الشرقية».

تشغل "نسرين حمدان" حالياً مديرة لمعهد "صلحي الوادي" للموسيقا، وعن مهمتها هذه تقول: «هدفي إتمام الرسالة التعليمية التي أسس هذا المعهد من أجلها وجعل الموسيقا في متناول أكبر شريحة من الأطفال لأنهم غايتنا في بناء مجتمع متوازن نفسياً، والاهتمام بتراثنا الموسيقي هو جزء من هويتنا كشرقيين، ومهمتنا كتربويين حفظه بنقله لكل الأجيال القادمة إما عن طريق التلقين أو عن طريق التوثيق بطريقة رقمية أو ورقية».

مع مجموعة عاملات في المعهد

"جوان قرجولي" موسيقي وأستاذ في المعهد "العالي للموسيقا"، قال: «الأستاذة "نسرين حمدان" من أهم عازفي ومدرّسي آلة الكمان في "سورية"، وهي عازفة من الطراز الرفيع وعلى مستوى دولي، حيث شاركت في عدة أنشطة دولية حازت فيها على إعجاب الموسيقيين المحترفين في أكثر من دولة، وأنا لي تجارب معها في هذا المجال كما أنها أفضل من درّس الكمان لجميع الأعمار، وباختصار، هي برأيي أستاذة الجميع».

جدير بالذكر أنّ "نسرين حمدان" من مواليد "دمشق" عام 1973، وتشغل حالياً مديرة المعاهد الموسيقية والباليه في "سورية".

"حمدان" أثناء التدريس