في منأى عن المدن، وفي قلب الصحراء المتململة، تتربّع "الملّاحات" بين قرى وأرياف منطقة "جيرود"، لتشّكل ملاذاً للسياحة والاستجمام، وإقامة سهرات مليئة بالبساطة والحياة، حيث تكسوها البحيرات لتزيد جمالها جمالاً، وتعدُّ ملجأً آمناً للصيد، وطريقاً مختصراً لشاحنات بعض الشركات.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت "إياد النوري" مسؤول لجنة التوثيق في "الجمعيّة السوريّة للاستكشاف والتوثيق" بتاريخ 24 حزيران 2020، ليحدّثنا عن مّلاحات "جيرود" وأهميّتها، فقال: «تتبع الملّاحات لمنطقة "جيرود"، وهي واحدة من عدّة قرى ومزارع ريفيّة بهذه المنطقة، ويقال أنّه قديماً جدّاً كانت هناك بحيرة بحجم منطقة "دمشق"، وبسبب الجفاف وقلّة الأمطار انسحبت البحيرة وظهرت تحتها ملّاحات "جيرود"، وهي رمال بيضاء بنيتها الأساسيّة الملح والكلس على امتداد مسافة كبيرة جدّاً، كانت تصب بها الجداول فيما سبق، ويستخرج منها الملح من قبل سكّان المناطق المجاورة، ونظراً لتفرّد هذه الملاحات في المنطقة الجنوبيّة، يهمّنا إلقاء الضوء على طبيعتها وطبيعة النسيج البيئي المحيط بها، لذا نشجّع على استغلال تميّزها بإقامة الأنشطة السياحيّة والتعريفيّة لإنعاش السياحة بهذه المنطقة التي سبق وكانت مقصداً للسيّاح العرب والأجانب، وقد تعرّفت على هذه المعلومات من خلال مشاركتي بالزيارات التوثيقيّة لطبيعة وتاريخ الملّاحات».

من ممّيزات المنطقة أنّها تتمتّع بالرطوبة صيفاً، ما جعلها مقصداً للتنزّه وإقامة الحفلات والتجمّعات العائليّة ليلاً، وتتميّز النزهة الريفيّة بالبساطة وإقامة الدبكات وتناول ما لذَّ وطاب. وفي السنوات الماضية خفّت السياحة الأجنبيّة قليلاً، لكن الداخليّة ازدادت بين أهل القرى وزوّار فرق السياحة والتخييم، فالموقع يمتاز ببحيرات جميلة جداً، والتي يزداد منسوبها مع وفرة الأمطار، كما أنّها موقع مميّز لجلسات تصوير فنيّة أو لتصوير مشاهد في مسلسلات بدويّة وغيره، فبالإضافة لسحرها تتمتّع بهدوء كبير تبعاً لانعدام السكن فيها، وأيضاً تشتهر برحلات الصيد إليها، فيتم صيد الطيور؛ ومنها الطير "الحر"، وأيضاً بعض الحيوانات البريّة في محيطها

ومن بين أهالي القرى المجاورة التقينا "غياث حواري" الذي قال: «من ممّيزات المنطقة أنّها تتمتّع بالرطوبة صيفاً، ما جعلها مقصداً للتنزّه وإقامة الحفلات والتجمّعات العائليّة ليلاً، وتتميّز النزهة الريفيّة بالبساطة وإقامة الدبكات وتناول ما لذَّ وطاب.

"إيّاد النوري" مسؤول لجنة التوثيق في الجمعيّة السوريّة للاستكشاف والتوثيق

وفي السنوات الماضية خفّت السياحة الأجنبيّة قليلاً، لكن الداخليّة ازدادت بين أهل القرى وزوّار فرق السياحة والتخييم، فالموقع يمتاز ببحيرات جميلة جداً، والتي يزداد منسوبها مع وفرة الأمطار، كما أنّها موقع مميّز لجلسات تصوير فنيّة أو لتصوير مشاهد في مسلسلات بدويّة وغيره، فبالإضافة لسحرها تتمتّع بهدوء كبير تبعاً لانعدام السكن فيها، وأيضاً تشتهر برحلات الصيد إليها، فيتم صيد الطيور؛ ومنها الطير "الحر"، وأيضاً بعض الحيوانات البريّة في محيطها».

أمّا المهندس "ليث مارديني" عضو مجلس إدارة في فريق "أنا السوري"، ومن الموثّقين المعتمدين في "الجمعيّة السوريّة للاستكشاف والتوثيق"، فقال: «المنطقة ليست سكنيّة، ولم يسبق أن كانت كذلك، بسبب تربتها غير الصالحة للبناء والعمران، وأيضاً لأنّه على الرغم من طقسها الجيّد معظم أيام السنة، لكن ببعض الفترات الموسميّة تعصف بها رياح قويّة محمّلة بالغبار منها ومن القرى المجاورة مثل "الناصريّة"، "العطنة"، و"جيرود"، بالإضافة للغبار الناتج عن الشاحنات الثقيلة المحمّلة بمواد شركات الإسمنت والرخام، كونها تعدّه طريقاً عشوائيّاً يؤدّي إلى مقلع رمل الجصّ، وهذا يعني تفتيت وطحن التربة، وبالتالي تصبح مهيّأة للزحف.

من الأنشطة التعريفيّة والتوثيقيّة لملّاحات جيرود التي أقامها فريق "أنا السوري"

ومؤخّراً أصبح محيطها موقع مكب القمامة العشوائي المنتشر على مساحات واسعة، ما يؤدّي إلى تناثر النفايات والأكياس، وفي الشتاء يتشكّل الصقيع أحياناً، كما أنّها مصنّفة من ضمن مناطق الاستقرار الخامسة وخارج خط الأمطار ما أدّى إلى ازدياد المساحات المتصحّرة، لذا فهي تحتاج لبعض الاهتمام بالنظافة والخدمات لتحافظ على جمالها وسياحتها».

لقطة للتربة الملحيّة البيضاء والمميّزة