استطاع "رياض وكيل" أن يكون واحداً من أهم صناعيي "سورية" ومعماريها، حيث ساهم ووضع بصمته المتميزة في فن الإكساء بالرخام لعدد من الصروح والمنشآت التعليمية والسياحية والثقافية، لتكون نتاجات حية موقعة باسمه وشاهدة حتى يومنا هذا على طموحه.

مدونة وطن "eSyria" التقت "هند وكيل" خريجة قسم الهندسة الطبية الحيوية من جامعة "دمشق" بتاريخ 24 حزيران 2020 لتتحدث عن أعمال والدها الراحل "رياض" في مجال تجارة الشرقيات والعمارة الحديثة، حيث قالت: «كان إنساناً محباً للعراقة والكلاسيكية، عمل في مجال التجارة والصناعة إضافة لاهتمامه باقتناء المصنوعات التقليدية. امتلك فكراً إبداعياً وموهبة في التصميم بشكل عام، واستطاع إثبات نفسه وصنع اسمه الذي هو نتاج أعمال متعددة هامة على مستوى "سورية"، وتجسدت بصمته الخاصة حتى الآن في كل منشأة شارك في بنائها. لم يكن رجل أعمال عادياً؛ بل لطالما أحب الفن والموسيقا، فبعد دراسته في ثانوية "الآسية" بدأ بدراسة الحقوق في الجامعة العربية في "بيروت"، لكنه لم يكمل الدارسة فيها، ليعود بعدها ويدخل عالم الشرقيات من أوسع أبوابه، كان عنده شغفاً عميقاً لاقتناء كل ما هو (أنتيك) وشرقي وبالفعل كان أحد أكبر أسماء تجار الشرقيات في "دمشق"، وبالتالي ورثت عنه هذا الحب وما زلت أفتخر جداً بأن البعض يناديني بابنة "ملك الحجر"».

كان عضواً فعالاً في غرفة صناعة وتجارة "دمشق"، ومشاركاً أساسياً في كل المعارض الصناعية، ومن أهم مشاريعه في التصميم الحرفي أو التنفيذ بتعاونه مع مجموعة المهندسين الخبراء، معرض "دمشق" الدولي، منتجع الياسمين، فندق "الفورسيزون"، المدرسة الباكستانية الدولية، مشفى "حمشو أورفلي"، و"الأرت هاوس"، وكلهم في مدينة "دمشق"

وتتابع مضيفة: «امتلك والدي أكبر معرض للتحف الشرقية والأنتيك بـ"دمشق"، أسماه "طريق الحرير" الذي كان يمثل تجمعاً للأجانب في مواسم السياحة من كل عام، كما أسس عام 1980 معملاً للرخام، وتحول لأهم معمل في إنتاج الرخام في "سورية" مساحة وإنجازاً نوعياً، حيث اهتم بآليات هذه الصناعة من مراحلها الأولية حتى آخر مراحل تخزينها ونقلها سواء الرخام أو الغرانيت أو البازلت، وعمل بكل جد ومتابعة على استيراد الرخام والأحجار على مختلف أنواعها من أكبرها حتى أصغرها، كما أتى بها من عدة أماكن مختلفة منها "إيطاليا"، "الهند"، وسعى إلى تصدير الحجر السوري لبلاد العالم المختلفة؛ وخاصة الحجر الرحيباني.

لوحات من الحجر المعتق

ومن جهة أخرى صمم الكثير من اللوحات، وعلّم أهالي منطقة "الثنايا" صناعة لوحات من الرخام، وهو أول من باعها وروج لها في "دمشق"، وبالفعل كان النتاج في ذلك الوقت مبهراً لما فيه من فن وبصمة شرقية خالصة تشبه ذوقه تماماً في الأنتيك».

"سعيد عماد" مالك فندق "الفراديس" تحدث عن معرفته بالراحل "رياض وكيل" حيث قال: «كان عضواً فعالاً في غرفة صناعة وتجارة "دمشق"، ومشاركاً أساسياً في كل المعارض الصناعية، ومن أهم مشاريعه في التصميم الحرفي أو التنفيذ بتعاونه مع مجموعة المهندسين الخبراء، معرض "دمشق" الدولي، منتجع الياسمين، فندق "الفورسيزون"، المدرسة الباكستانية الدولية، مشفى "حمشو أورفلي"، و"الأرت هاوس"، وكلهم في مدينة "دمشق"».

بحرة دمشقية من تصميمه

"حنان اسرب" تعمل في مجال الإدارة لشركة طبية وتجميلية تحدثت بدورها عن الراحل "رياض وكيل" بالقول: «هو خالي، وأعرفه جيداً كإنسان معطاء، جمع بين القديم والجديد في مهنته، وكان يعشق العراقة ومواكباً للحضارة، ساهم في تكريس إبداعه في العمارة والرسم معاً بطريقة خاصة طبقها عملياً على الكثير من المعالم التي نمر جانبها كل يوم. معماري عصامي جداً صنع نفسه بنفسه عندما كان تاجراً للأنتيك، وهذا ما ميزه بالفعل بدءً من عمله بالتجارة وانتهاءً بتأسيس معمله الضخم للرخام».

يذكر أن الراحل "رياض وكيل" من مواليد "اللاذقية" عام 1948، توفي عام 2010 في "دمشق".

إحدى المعالم التي شارك في تصميمها