انطلق "باسل طه" من المسرح وأثبت نفسه كممثّل متمكّن، وجرى بخطوات ثابتة نحو شاشتي التلفاز والسينما، ممثّل ومخرج وكاتب ومنتج، ونال جوائز دوليّة عديدة على أعماله الفنيّة، والتي أصبح بعضها مرجعاً فنيّاً في مشاريع التخرّج لطلّاب التمثيل والإخراج.

مدونة وطن "eSyria" التقت الممثّل "باسل طه" بتاريخ 17 أيلول 2020 ليحدّثنا عن دخوله عالم التمثيل، فقال: «حضرت عرضاً مسرحيّاً عندما كنت في المرحلة الابتدائيّة، فشعرت أنّني أريد أن أكون في الأعلى ولست مشاهداً بل صانعاً للمشهد، ومن تلك اللحظة وحتّى الآن أنا أعمل في فسحة الفن؛ وهو مشروع أخلاقي بالنسبة لي، حيث كبرت مع تجارب لعشرات المخرجين بين المسرح والتلفزيون والسينما، وبين الشعراء والمثقّفين، وحصلت على شهادة برنامج التطوير الفنّي العربي "روسيا-سورية" عام 2008، وفي العام التالي نلت شهادة دراما أكاديمي في فن التمثيل. وعلى الصعيد العملي قدّمت عدداً كبيراً من المسرحيّات كممثّل ومؤلّف ومخرج أيضاً، منها "التلي تابيز في ورطة" للأطفال، و"وجلَّ وَجَلْ" من مسرح الغرفة، و"إضحك أنت عربي" التي قُدّمتْ كمشروع في "المعهد العالي للفنون المسرحيّة"، وفي مهرجان "الخرافي" للإبداع المسرحي في "الكويت"، ومهرجان "المسرح الأكاديمي الدولي" في "الكويت"، وفي الجامعة الأمريكيّة في "لبنان" كمشروع تخرّج لقسم الإخراج فيها. كما قدمت "قهوة تكفي" في "المعهد العالي للمسرح" في "دمشق" عام 2010، وكان أوّل ظهور لي على شاشة التلفزيون كممثّل بمسلسل "صقر قريش" للمخرج "حاتم علي" والكاتب "وليد سيف"، وتعد هذه المشاركة أوّل تجربة احترافيّة أقف فيها أمام قامات فنية كبيرة، وعبر تلك التجربة فهمت أنّني بحاجة لأن أكون ممثّلاً انتقائيّاً، ولهذا السبب أحاول ألا أتساهل في مسيرتي وخياراتي، ومن أعمالي الدراميّة أذكر أيضاً "ملح الحياة" للمخرج "أيمن زيدان"، و"فوق السقف" مع المخرج "سامر برقاوي"، و"في حضرة الغياب" للمخرج "نجدة أنزور"، و"رائحة الروح" للمخرجة "سهير سرميني"، و"حارس القدس" للمخرج "باسل الخطيب"».

"باسل" لديه قدرات كبيرة بمجال التمثيل، فهو قادر على التلوين بالشخصيّات، وأعتبره من الأشخاص النادرين بالوسط الفنّي الذين يخلقون كاراكتر خاص بهم، وباستطاعة المخرج أن يخرج منه شخصيّات جديدة يمكن أن تطرح للمرّة الأولى بالدراما السوريّة، بالإضافة لكونه مخرجاً ومنتجاً، ممّا يمكّنه من فهم العمليّة الفنيّة ككل

وعن الأعمال السينمائيّة والمشاركات في المهرجانات الدوليّة، أضاف قائلاً: «شاركت بفيلم "نامو سينما" للمخرج "محمد ملص"، و"بوط كعب عالي" للمخرج "نضال عبيد"، وفيلم "فولت حار جداً" الذي حزت على ثلاث جوائز من خلاله في مهرجان "السينما" عام 2011 في "دمشق"؛ ومنها جائزة "أفضل ممثّل". كما أخرجت فيلم "بلازما" من تأليف "رؤوف حوراني" عام 2014، والذي شارك في عدد كبير من مهرجانات السينما حول العالم، أذكر منها مهرجان "كوكب برشلونة" السينمائي، ومهرجان "مالطا" السينمائي، و"ويبسود" في "تكساس" ، كما أدّيت عدّة شخصيّات في الأعمال المدبلجة للعربيّة، وأذكر منها "بوليفار" و"قصّة شتاء"، و"سنوات الصفصاف"، كما لدي تجارب في مؤلّفات مسرحيّة ودراميّة وشعريّة وتلفزيونيّة كمسلسل "قضاة عظماء" الذي أنتج في "مصر" وضمّ نجوماً من كل أنحاء الوطن العربي. وكنت من مؤسّسي الصالون الفنّي الأدبي "شغف"، وهو حالة غير مألوفة إذ يقدّم الشعر في أماكن كالمقاهي والشوارع لتشكّل خروجاً بالفن للشارع والجمهور. كما أسّست شركة "يوتوبيا" للإنتاج والتوزيع الفنّي عام 2015».

لقطة من دوره في مسلسل "صقر قريش"

المخرج السينمائي "يزن أنزور" قال عنه: «"باسل" لديه قدرات كبيرة بمجال التمثيل، فهو قادر على التلوين بالشخصيّات، وأعتبره من الأشخاص النادرين بالوسط الفنّي الذين يخلقون كاراكتر خاص بهم، وباستطاعة المخرج أن يخرج منه شخصيّات جديدة يمكن أن تطرح للمرّة الأولى بالدراما السوريّة، بالإضافة لكونه مخرجاً ومنتجاً، ممّا يمكّنه من فهم العمليّة الفنيّة ككل».

أمّا الكاتب "زكي مارديني" فقال: «يمتلك "باسل" طموحاً مميّزاً وأسلوباً خاصاً في تبنّي المشروع الفنّي والتعلّق به وتطويره دائماً لمقترحات فنيّة ومشاريع غير مألوفة تركت أثراً جميلاً وذكريات رائعة لدى كل من تابعها، ومن هذه الأعمال أذكر مشروع "شغف". وما يعطيه طابعاً مميّزاً عن أقرانه هو اتّصاله الدائم بالحياة والتغنّي بها، وامتلاكه لكم كبير من الخبرات والتجارب الحياتيّة أولاً والفنيّة ثانياً، والتي تجعل منه شعلة فنيّة وإنسانيّة ننتظر لها أن تفرد نورها لأقصى درجة».

أثناء عمله في الأعمال الفنيّة المدبلجة للغة العربيّة

يذكر أنّ "باسل طه" من مواليد "حلب" عام 1985، مقيم في "دمشق".

المخرج السينمائي "يزن أنزور"