اتخذت "علا ديوب" مجال الترجمة كعامل أساسي للاطلاع على حضارات الشعوب ونشر الثقافة على مستوى العالم، وذلك من خلال تقديم عدة إصدارات عكست الصفات الإبداعية واللغوية والثقافية التي امتلكتها بخبرة ومتابعة متواصلة منها.

مدونة وطن "eSyria" التقت الكاتبة المترجمة "علا ديوب" بتاريخ 8 آب 2020 لتتحدث عن بداياتها في مجال العمل بالترجمة، فقالت: «أنا قارئة منذ طفولتي، وكنت أشعر دوماً بالامتنان للمترجمين الذين أقرأ لهم، لاسيما عند قراءتي الروايات والكتب الأجنبية، لأنه بفضلهم وصلت لي معارف وأفكار ذات قيمة. بالمقابل كانت فرصة حقيقية للاطلاع على ثقافات وحضارات عدة بلدان لا سبيل لي للتعرف عليها لولا جهود المترجمين الجبارة في محاولة إيصال المعاني والفكرة الدقيقة للقراء. بعدها اتجهت للترجمة كهواية تحديداً في المرحلة الجامعية عندما كنت أدرس الأدب الإنكليزي في جامعة "تشرين"، تعلمت فيها أساسيات الترجمة من خبراء في المجال، وأخص بذلك الدكتور "مالك سلمان" الذي أثنى على ترجمتي للكتب في السنة الثانية بالجامعة، وقد كان ثناءه بمثابة بداية تغيير هام في حياتي، حيث اقتنعت أنه يمكن أن أكون مترجمةً بارعة، وبالفعل بعد التخرج مباشرة بدأت في العمل بعدة مواقع تطوعية، وأنشأت مدونتي "سيكولوجيا" المختصة بالمقالات المترجمة المعنية بتطوير الذات والتربية. استمريت بعدها بزيادة خبرتي من خلال قراءة الكتب التي تعلم الترجمة بحرفية أكبر، ككتب الدكتور "محمد العناني"، وأيضاً من خلال التدرب على النصوص الموجودة في اللغتين العربية والإنكليزية لزيادة المعلومات وتمكين حب الكتابة عندي، واكتشاف المزيد من روائع الكتّاب وتطلعاتهم في شتى المجالات».

استطاعت المترجمة "علا ديوب" ملامسة قلوب قرائها أينما كانوا، وبشكل واسع تخطى حدود الدول، من خلال اختيارات متميزة وإبداعية، ركزت على المواضيع التي تدفع القارئ نحو الهدف في حياته وأفكاره، لا يمكن أبداً تجاهل القيمة الفكرية لترجماتها مما جعل أعمالها على مستوى هام وكبير لا تقف عند أمور تطوير الذات وحسب، إنما تجاوزتها إلى الإنسانيات والأدب النسوي

وعن الكتب الأكثر تأثيراً واهتماماً بين القراء تابعت حديثها بالقول: «في الفترة التي كنت أنشر فيها مقالاتي التي اخترت ترجمتها تطوعاً؛ تواصل معي زميلي "يونس بن عمارة" من "الجزائر" ليبلغني إذا كنت راغبة في العمل لدى "دار كلمات" للنشر والتوزيع، ومقرها في "الكويت"، وتشجعت كونها فرصة حقيقية لأكتب وأترجم عن موضوع التربية الإيجابية، وبدأت العمل معهم على أول كتاب من اختياري حمل عنوان "أبناء أكفاء أبناء عظماء" وذلك عام 2016، ونظراً لأن فريق الإدارة في الدار راقٍ ومبدع بكل معنى الكلمة، تابعت في إصدار كتب في مجال تطوير الذات معهم من أهمها "أشياء جميلة" عام 2017، الذي لاقى حينها نجاحاً باهراً، كذلك سلسلة كتب "#44 حب الحياة"، "#44 أنت تستطيع"، كما اخترت ترجمة مضمون كتاب تثقيفي بحت تحت عنوان "أغرب عادات الشعوب"، بالإضافة لترجمة كتاب يعنى بالمرأة، وهو بمثابة داعم لها في مراحل حياتها ككل، حمل عنوان "تكلمي الآن أو اصمتي للأبد"، وبذات الوقت اتجهت لقراءة النصائح والمقالات المتضمنة نصوص وقصص الكتب المتعلقة في هذا الشأن لأني أعي بشكل جيد هموم النساء وقضاياهن، ودوماً أختار المقالات التي تمكننا جميعاً كسيدات على المشاركة بالنهوض المجتمعي سواء على صعيد العلاقات الاجتماعية أو العمل. وأحدث إصداراتي "عزيزي أنا" صدر عام 2019 وهي مجموعة رسائل موجهة للذات باللغتين العربية والإنكليزية، وهو من أعلى الكتب مبيعاً لدى "دار كلمات" منذ صدوره».

كتاب عزيزي أنا

"كنان القرحالي" زميل "علا ديوب" تحدث عن رأيه كخبير في مجال الترجمة، وعن كيفية اختيارها لنصوصها المتنوعة من حيث المضمون، حيث قال: «هي علم من أعلام كتب تطوير الذات الحديثة، وقد نالت كتبها المستوى الأكثر مبيعاً في معظم الدول العربية. تنتقي بعناية فائقة مختارات كتبها، وتبذل مجهود إبداعي قل نظيره حتى، وهذا ما يعطي قيمة عالية جداً لكتبها، كما نجحت بدورها في إيصال صوت المرأة من خلال تقديم مختارات ترجمتها في كتاب "تكلمي الآن أو أصمتي للأبد" ليشكل علامة فارقة في الكتب التي تناصر حقوق المرأة في الدول العربية».

المترجمة "فرح عمران" تكلمت عن انطباعها حول كتب "علا ديوب"، وكيف عكست شخصيتها في مختاراتها للنصوص المكتوبة بالقول: «استطاعت المترجمة "علا ديوب" ملامسة قلوب قرائها أينما كانوا، وبشكل واسع تخطى حدود الدول، من خلال اختيارات متميزة وإبداعية، ركزت على المواضيع التي تدفع القارئ نحو الهدف في حياته وأفكاره، لا يمكن أبداً تجاهل القيمة الفكرية لترجماتها مما جعل أعمالها على مستوى هام وكبير لا تقف عند أمور تطوير الذات وحسب، إنما تجاوزتها إلى الإنسانيات والأدب النسوي».

أشياء جميلة

يذكر أن المترجمة "علا ديوب" من مواليد "طرطوس" عام 1983، خريجة أدب إنكليزي جامعة "تشرين"، تقيم حالياً في "لبنان".