ليس من السهل أن يحتفظ رياضي بلقب بطل "سورية" بالوثب العالي لمدة تسع سنوات متتالية، لكن تعلّق "مهند الحرفي" الكبير بالرياضة الذي ورثه عن والده والتدريب المستمر، كانا كفيلين بجعله ناجحاً في عدة رياضات وليس في الوثب العالي فقط.

يقول "مهند" لمدوّنة وطن "eSyria" إنّ والده "عمر الحرفي" كان من أهم الداعمين له، وقد تتلمذ على يده منذ الصغر وأتقن رياضة الوثب العالي وكرة اليد كون والده مؤسس اللعبة في "دير عطية" بـ"ريف دمشق".

حكّمتُ في البطولة العربية للرجال والسيدات في "القاهرة" وبطولة "العرب للناشئين" في "الأردن" و"قطر"، ثم ذهبت إلى "بكين"، وخضعتُ لدورة تدريب للمتقدمين في المبارزة بإشراف المدرب الفرنسي العالمي "دانيال ليفافاسور" عام 2009، وبعدها كنت نائباً لرئيس اللجنة المنظمة للبطولة العربية للرجال والسيدات التي أقيمت في "دمشق" عام 2009، ونائب رئيس اللجنة المنظمة لبطولة الأندية العربية التي أقيمت في نادي "دير عطية" في العام ذاته

تفوقه الرياضي ظهر منذ مرحلة التعليم الأساسي، ثم انتقل إلى الإعدادية بإشراف الأستاذ "مصباح الريش"، وأشرف بعدها على تدريبه الأستاذ "عبد الباسط زكريا" المحاضر الدولي بألعاب القوى.

في إحدى بطولات الوثب العالي

في رياضة الوثب العالي، حصل "مهند" على المركز الأول في "سورية" بفئة المراكز التدريبية، مسجلاً رقماً سورياً جديداً للناشئين بارتفاع 194 سم، وفي عام 1994، كان في عِداد المنتخب الوطني في المعسكر المُقام في "القاهرة"، وشارك في بطولة "العرب للشباب في "اللاذقية" عام 1995 وأحرز خلالها المركز الرابع 198 سم، وحافظ على لقب بطل "سورية" حتى عام 1999.

كما مارس "مهند" كرة اليد منذ صغره، فقد أحب اللعبة من خلال والده، وتدرج بالفئات العمرية في نادي "دير عطية" حتى عام 2000 وصعد مع النادي إلى الدرجة الممتازة عدة مرات، لكن السّفر جعله يتوقف عن ممارسة هذه الرياضة كلاعب.

أثناء دورة صقل المدربين في المبارزة بالسيف في "دمشق"

كما استطاع مع الأستاذ "عبد الباسط زكريا" إدخال لعبة المبارزة بالسيف إلى "سورية"، بعد أن سافرا إلى "الأردن" عام 2006 والتقيا القائمين على هذه الرياضة ومنهم الدكتور "خالد عطيات" نائب رئيس الاتحاد العربي آنذاك، وأحضرا أول الأدوات وباشرا بنشر اللعبة، كما اجتهد وحصل على العديد من الشهادات المهمة التي تخوّله أن يكون حكماً فيها، وبعد ذلك، ذهب إلى "كازاخستان" وأجرى دورة تدريب بجمعية "مستقبل المبارزة"، وعاد لكي يبدأ بإعداد كوادر للعبة في كُليات التربية الرياضية في "حماة" و"اللاذقية" و"الحسكة" و"درعا" و"دمشق"، ثم سافر إلى "الإمارات العربية المتحدة" للخضوع لدورة تحكيم المبارزة، وحصل على الشّارة الدولية في التحكيم عام 2008، وهو حالياً الحكم الدّولي الوحيد في "سورية"، كما قال.

أما عن البطولات التي شارك في تحكيمها فيقول: «حكّمتُ في البطولة العربية للرجال والسيدات في "القاهرة" وبطولة "العرب للناشئين" في "الأردن" و"قطر"، ثم ذهبت إلى "بكين"، وخضعتُ لدورة تدريب للمتقدمين في المبارزة بإشراف المدرب الفرنسي العالمي "دانيال ليفافاسور" عام 2009، وبعدها كنت نائباً لرئيس اللجنة المنظمة للبطولة العربية للرجال والسيدات التي أقيمت في "دمشق" عام 2009، ونائب رئيس اللجنة المنظمة لبطولة الأندية العربية التي أقيمت في نادي "دير عطية" في العام ذاته».

أثناء مشاركته في "الأردن" كمدرب في بطولة الأندية العربية للإناث

كذلك شارك "الحرفي" في بطولة "الأندية العربية" في "الكويت" كمدرب لنادي "دير عطية" وأحرز فريقه المركز الأول في الترتيب العام للسيدات عام 2010، وكمُساعد مدرب للمنتخب الوطني في البطولة العربية للأشبال والناشئين في "لبنان" عام 2010 أيضاً، ومدرب المنتخب المشارك في المعسكر والبطولة الدولية في "بانكوك" "تايلاند" 2011، وبعدها توقف عن المشاركات بسبب الأزمة وعاد عام 2016 ليكون أحد أعضاء الاتحاد السوري للمبارزة، وفي عام 2017 ذهب إلى "فيتنام" كمدرب للمنتخب السوري المشارك في بطولة "آسيا" للأشبال والناشئين، وبعدها قام بتجديد الشارة الدولية للتحكيم أيضاً في "دبي" عام 2018.

وأوضح أن من أهم الصعوبات التي تواجههم في هذه اللعبة هي عدم توفر الأدوات والتجهيزات في "سورية".

وصفتهُ "سميرة فرح" نائب رئيس نادي "دير عطية" الرياضي بأنه رياضي مميز ونشيط وذو شخصية قيادية، ودائماً على قدر كبير من المسؤولية، مضيفة بأنه معطاء بكل معنى الكلمة في جميع النشاطات سواء بالتحكيم بفريق كرة القدم، أو كمدرب ومشرف بفريق كرة اليد، ومتعاون مع الجميع ولا يبخل بمعلوماته على أحد.

الجدير بالذكر أنّ "مهند الحرفي" من مواليد مدينة "دير عطية" في "ريف دمشق" عام 1978.

جرى اللقاء في مدينة "دير عطية" بتاريخ 12 تشرين الثاني 2020.