مكان واحد.. إنتاجي، تعليمي، يضمن استمرار الحرف اليدوية التراثية للأجيال القادمة وتطويرها وعدم اندثارها مع الزمن، ومنع شبهة احتكارها من قبل شيوخ الكار، إنه حاضنة "دمر" المركزية للفنون الحرفية.

أمين سر هيئة المدربين في الحاضنة، الحرفي "عدنان تنبكجي" قال إن الحاضنة هي مشروع وطني تنموي وتعليمي وتوثيقي واقتصادي، يهدف إلى تعليم وتوريث الأجيال الحرف التقليدية، ودعم الحرف هو دعم للاقتصاد الوطني، فالحاضنة تقوم بتوثيق الحرف ومنع احتكارها، وهي مركز تجمع للحرفيين المبدعين وورشات لهم، وتعليم مجاني واستقطاب للمميزين والناجحين، وتقوم الحاضنة بدمج حرفتين أو ثلاثة لاستخراج حرف جديدة، وتستهدف الحاضنة ذوي الاحتياجات الخاصة وجرحى الجيش وأبناء وبنات الشهداء، موضحاً أنهم كشيوخ كار يأخذون المعلومة من المتدرب ويطورونها، وتمّت إقامة مركز لدولة "أبخازيا" في الحاضنة، وخلال أسابيع قليلة قادمة سيقام مركز لدولة "العراق" تحت اسم "بيت العراق" وسيقام أيضاً مركز لجمهورية "إيران" من أجل تبادل الخبرات وتعريف كل بلد بالحرف التراثية في البلد الآخر، والمشروع التعليمي قائم، وستكون هذه هي الحاضنة المركزية، ويتم إنشاء فروع لها في كل المحافظات السورية.

أحدثت حاضنة "دمر" من أجل تعليم وتدريب عدة فئات على الحرف التراثية، والهدف منها إنشاء جيل جديد يحمل اسم تراثنا، وتعليم الحرف يضمن استمراريتها فهي هوية وطن، فالحرف التي تتميز بها "سورية" نطلقها للعالم من خلال المعارض والتصدير والبيع، وبالتالي رفع اقتصاد البلد ودعم الحرفي مادياً

رئيس اتحاد الجمعيات الحرفية للمنتجات الشرقية في "دمشق" الحرفي "فؤاد عربش" قال: «أحدثت حاضنة "دمر" من أجل تعليم وتدريب عدة فئات على الحرف التراثية، والهدف منها إنشاء جيل جديد يحمل اسم تراثنا، وتعليم الحرف يضمن استمراريتها فهي هوية وطن، فالحرف التي تتميز بها "سورية" نطلقها للعالم من خلال المعارض والتصدير والبيع، وبالتالي رفع اقتصاد البلد ودعم الحرفي مادياً».

الحرفي فؤاد عربش

أحد المشاركين في الحاضنة، الحرفي "عامر نديم" شيخ كار حرفة الجلديات، قال إن حرفته تعتمد على الجلد الطبيعي الوطني مثل جلد البقر والجمل والماعز، مع القماش والألوان والرسم على الجلد بالإضافة إلى الموديلات الحديثة التي تتطور يومياً، حافظت الحرفة على الطابع الشرقي الدمشقي، وقدمت الحاضنة المكان لتعليم الحرفة لمن يرغب بشكل صحيح، وساعدت الحرفي على الترويج لمنتجاته داخلياً وخارجياً وعرفت شيوخ الكار ببعضهم من أجل التعاون وخلق منتج جديد وتطوير الحرفة وتقديم الدعم للحرفي ليبدأ بمشروع صغير، ووجود هذا الكم من شيوخ الكار في مكان واحد إنجاز بحد ذاته.

الدكتورة "هيا الحلبي" مشرفة اجتماعية في جمعية "سوا" التعاونية الإنتاجية لمساعدة ذوي الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري، وإحدى المشاركات في الحاضنة قالت إن الجمعية تدرب وتؤهل ذوي الشهداء وجرحى الجيش على مهنة الخياطة، وتقيم دورة تدريبية مدتها ثلاثة أشهر، وبعد الدورة يحصل الخريج على شهادة معترف بها من اتحاد الحرفيين ووزارة الصناعة وموقعة من رئيس مجلس الإدارة، وبعد التخرج يستطيع ممارسة المهنة وتوقع الجمعية عقداً مع المتفوقين مدته ستة أشهر قابلة للتجديد تلقائياً، وخلال فترة التدريب يحصل المتدرب على راتب شهري ووجبة طعام، وقريباً سيتم تأمين المواصلات للمتدربين.

الحرفي عدنان تنبكجي

أما مدير الحاضنة الحرفي "لؤي شكو" فأشار إلى أن الحاضنة هي نتاج بحث علمي تقدم به إلى معرض "الباسل" للإبداع والاختراع وحمل عنوان" التراث السوري بين عراقة الماضي وتحديات الحاضر" ونال عليه جائزة المركز الثالث، مؤكداً أن الحاضنة أول مشروع تنموي إنتاجي تعليمي متكامل لضمان استمرار الموروث التراثي للأجيال القادمة، ولتطوير مهارات الحرفيين وتحقيق التكامل بين الصناعات الصغيرة وتبادل المعلومات فيما بينهم.

وأضاف: «تنوعت الحرف المشاركة في الحاضنة من حرفة الموزاييك والصدف والنقش على المعادن وتركيب العطور والخياطة والتريكو والفنون التشكيلية التي تضم خمس عشرة مهنة، إضافة إلى برامج دعم المرأة الريفية، وضمت الحاضنة 47 حرفياً من شيوخ الكار ولكل حرفي ورشة يعمل ويعلم فيها، وتتفرع عن كل حرفة عدة مهن، وتؤمن الحاضنة استيراد المواد الأولية والمعدات اللازمة لهم، وتقسم الحاضنة إلى صالة معارض وصالة مؤتمرات ومركز أبحاث تراثية ومركز تجاري لتسويق منتجات الحرفيين داخل وخارج "سورية" وللمزادات، إضافة إلى متحف حرفي ومشاغل عملية للتعليم وأكاديميات نظرية، ويوجد فيها أيضاً مركز الطفل الحرفي الذي يهدف إلى اكتشاف مواهب الأطفال منذ الصغر ورعايتها وتأمين فرص عمل للمتفوقين منهم، على سبيل المثال حرفة الخياطة يتم تعليم الطفل فيها المبادئ الأولية وكيفية خياطة ملابس الدمية، وتُعامل الحاضنة معاملة القطاع العام في تأمين حاجات الدولة من السلع والمنتجات، والحرفيون المتخرجون هم من ينفذون العقود الموقعة مع وزارة الصناعة».

حرفة صناعة الجلديات.

هذا وتمّ ضمُّ المراكز التعليمية في الحاضنة إلى جامعة "الشام" لأنّ تطوير الحرف يحتاج المواد من الجامعة كالبرمجيات والمواد الكيميائية واللغة الأجنبية والتصميم على الكمبيوتر، ومن أهم أهداف الحاضنة مساعدة جرحى الجيش من خلال اختيار تعليمهم الحرفة المناسبة لكل منهم وليس للحاضنة علاقة بمشروع جرحى الجيش.

حضرت مدوّنة وطن "eSyria" افتتاح حاضنة "دمر" المركزية للفنون الحرفية 8 كانون الأول 2020.