ميدان خيل "بصرى الشام" من أهم المواقع الأثرية الرومانية في المدينة، تعاقبت عليها العديد من الحضارات تاركة أهم المنشآت التاريخيةالعريقة، واليوم مازال يحافظ على بنائه وعناصره الأساسية...

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 كانون الثاني 2014 الآثاري "علاء الصالح" الذي تحدث عن ميدان الخيل التاريخي وقال: «يقع ميدان الخيل جنوبي المدرج الروماني، وهو عبارة عن بناء مستطيل مغلق من الناحية الجنوبية، ومفتوح من الناحية الشمالية مثل الكثير من الميادين المبنية على الطراز الروماني، ولم يبق من جدران هذا الميدان سوى المعالم التي تدل على حدوده، وتعطي فكرة عن شكله القديم وبعض أقسامه، ويبدو أنه كان يتألف من مدرج عدد درجاته 15، وما زالت أساساته الأرضية سليمة، وشكله الخارجي سليم أيضاً 100%. أما حجارة مدرجه فقد استخدمت في الفترة الأيوبية في بناء أحد أبراج القلعة».‏

الجهة الجنوبية المحاذية لقلعة "بصرى"، تسمى الميدان، ويعود إلى عهد قديم من تاريخ "بصرى"، ويمثل الحقبة النبطية ومن بعدها الرومانية والبيزنطية والإسلامية، حيث كانت المدينة في أوج ازدهارها الحضاري

وعن الوضع التنظيمي لميدان "بصرى" الذي جاء منسجماً مع المخطط العمراني القديم للمدينة يقول: «يبدو النسيج العمراني من خلال الخط المركزي للبناء منسجماً مع المدينة ككل، حيث جاء متعامداً مع مسار الشارع الرئيسي في مقطعه الواقع بين ساحة المصلبة "التترابيل" وقوس النصر، ومتوازياً مع الشارع المؤدي إلى المسرح، والمتعامد مع الشارع الرئيسي عند نقطة التلاقي في أسفل قوس النصر، ويمتلك الميدان مدرجين لجلوس المتفرجين، ويرتكز المدرج الغربي على قاعدة عرضها 13.40 متراً، والشرقية 18.5 متر وامتداد 156.43 متراً، وكل واحدة مقسمة بدورها إلى مدرجات طول كل منها 68 متراً تنقسم إلى 20 قسماً، وكل قسم مكون من 20 درجة، وكل درجة ترتفع 45 سنتمتراً وعمق 68 سنتمتراً، ‏كما أن النهاية الشمالية للميدان تنتهي بشكل نصف دائري ما يعني أن البناء ملاصق للمسرح أو قريب منه، ‏وهذا له هدف مشترك هو قضاء أوقات التسلية بمشاهدة عروض متنوعة من مسرحيات وفعاليات ترفيهية كالرقص والغناء وألعاب الفروسية، مع الأخذ بعين الاعتبار مدى التقارب بين الميدان وبعض الأبنية الأخرى كالبركة الجنوبية والسوق الأرضية وقطر المسرح». ‏

السيد محمد فتحي المقداد

أما السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث الحوراني وأحد سكان مدينة "بصرى الشام" فيقول: «الجهة الجنوبية المحاذية لقلعة "بصرى"، تسمى الميدان، ويعود إلى عهد قديم من تاريخ "بصرى"، ويمثل الحقبة النبطية ومن بعدها الرومانية والبيزنطية والإسلامية، حيث كانت المدينة في أوج ازدهارها الحضاري».

كان الميدان يستخدم عبر تاريخه لتعليم الفروسية وإقامة سباقات الخيل ويضيف "المقداد": «شيد الميدان خارج المدينة وبنيت جدرانه بسماكة كبيرة وعلو مرتفع بسبب احتضانها الإسطبلات، والنظام المتبع في بناء المدرج هو نفس البناء المتبع في بناء المسارح على شكل متدرج مرتكز في الأسفل على أقواس متعاقبة، حيث يتم استغلال الفراغات السفلية لبناء حجرات ذات استخدامات متعددة، وتقسم المدرجات إلى أقسام متعددة وتفصلها أدراج شعاعية لتسهيل حركة المرور والتخفيف من الازدحام، فضلاً عن تسهيل دخول وخروج المتفرجين والاتساع في العمق».

من مرفقات الميدان

ويشير إلى أنه لم يبق في "سورية" حالياً من الميادين الأثرية القديمة للفروسية محافظاً على بنائه وعناصره سوى ميدان "بصرى الشام"، إضافة إلى بقايا من ميدان الفروسية في مدينة "عمريت" الفينيقية.