من أهم العواصم الدينية ومركز وممر للقوافل التجارية لآلاف السنين، مثلت نموذجاً جديداً للهندسة السورية المعمارية، وضمت مواقع أثرية دينية مسيحية وإسلامية جعلتها مركزاً أثرياً متميزاً.

مدونة وطن "eSyria" التقت الآثاري "ياسر أبو نقطة" بتاريخ 11 تشرين الثاني 2014، للبحث في أهمية مدينة "إزرع" الدينية، فتحدث عن الأبنية الكنسية، ويقول: «تعد الأبنية الكنسية في المدينة ذات أهميةٍ كبيرة، ليس في "حوران" أو "بلاد الشام" فحسب، بل في جميع أنحاء العالم، ويعود السبب إلى ما تملكه من مخططات معمارية ومنهج هندسي مترابط مثل العقود والأقواس والأروقة التي ارتكزت على ثماني ركائز وقباب، إضافةً إلى الأجنحة الجانبية المسقوفة بعوارض من بلاط حجري، حيث تكون كل بلاطة من حجر واحد ترتكز على سلسلة أكتاف أو "أطناف" بارزة من كل جهة، والسبب في ذلك مخططاتها المعمارية المرتكزة على المنهج المثمن والمندمج داخل مربع واحد مع أربعة صدور نصف دائرية وُزعت في الزوايا الأربع، ومثال على ذلك كنيسة "الخضر"، بنظامها البنائي والمعماري الذي يتقدمه صدر الكنيسة بشكله المنحني وقبته الجملونية».

المدينة هي من المدن الكنعانية الشهيرة والعريقة في القدم، التي امتازت بمناعتها وتحصينها المحكم، فهي بموقعها المميز وتوضعها الصخري المرتفع الذي يمتد لميلين ونصف الميل، وباتساع يزيد على ميل ونصف الميل، وارتفاع يصل إلى 3 أقدام عن السهل، ترقد وكأنها أشبه ما تكون جزيرة فى البحر، وتعكس زخارف جامع "إزرع" الثانوية تيار التطور الرئيس لعمارة "سورية" في القرون الوسطى، بينما التصميم العام يتبع النماذج التقليدية في "حوران"، كما أن تقسيم المصلى إلى ستة أجنحة في جامع "إزرع" يمكن أن يفهم على أنه تحول من ترتيب ثلاثي الأجنحة إلى نموذج أسلوب الهندسة المعمارية في "حوران"

يتحدث "محمد فتحي المقداد" باحث في تراث "حوران" عن مدينة "إزرع" من الناحية الأثرية، ويقول: «ورد اسم المدينة وتردد في رسائل "تل العمارنة"، وفي النقوش اليونانية القديمة، حيث أصبحت كرسياً أسقفياً في العهد البيزنطي ومدينة في العصر الروماني، وذاعت شهرتها في مضمار الفن المعماري الكنسي، لتعطي هندسة سورية جديدة في ذلك العصر، من خلال الأضلاع الثمانية عبر الزوايا الثماني، ما جعل منها موقعاً سياحياً مهماً في عصرنا الحاضر، كما تملك مدينة "إزرع" حتى وقتنا هذا العديد من المواقع والآثار الإسلامية أذكر منها: موقع "الطينفوس"، وفيه قبر أحد الصالحين، ومدفن إسلامي قديم محاذ لكنيسة "الخضر" من الجهة الغربية والشمالية والشرقية، إضافة إلى مقام "عبد مار" الذي فيه قبر أحد الصالحين، كما يقع جنوب البلدة القديمة "الجامع العمري الصغير"، المحمول على قنطرتين وسقفه من الربد، وله مدخلان أحدهما شمالي والآخر غربي، ونافذتان لجهة الغرب وأخرى من الشرق، وإلى الشمال منه يقع السوق العتيق في "إزرع" البلدة القديمة، وكان هذا الجامع يستخدم كمدرسة لتعليم أبناء البلدة القراءة والكتابة وحفظ القرآن على يد المعلم الشيخ "أبو عبد القادر سليم عقيل الشوحة"».

كنيسة الخضر القديس جورجيوس

تواجدت كتابات يونانية مهمة منقوشة فوق بابي كنيستي القديسين "مارالياس" و"مارجوارجيوس" تؤكد أن "إزرع" مدينة أسقفية، وهذا ما يؤكده الدكتور "محمد نصر الله" مدير الآثار محافظة "درعا"، ويقول: «مدينة "إزرع" من أهم العواصم الدينية، توجد فيها بيوت أثرية توثق في المستقبل، وفيها مواقع أثرية ودينية توظف لجذب السياحة الدينية، وفيها "كنيسة مارجرجيس" التي تعد كمحج للكنيسة الأرثوذكسية، وكانت مدينة "إزرع" القديمة ترتبط بمدينة "بصرى الشام" بطريق روماني مرصوف بالحجارة البازلتية، مار شمالها متجه لناحية الغرب، حيث يتفرع هناك إلى فرعين يصلان "إزرع" ببلدات "حوران" الغربية، ولا سيما ببلدتي "إنخل" و"الحارة" الحالية، والكتابات اليونانية التي تواجدت منقوشة فوق بابي كنيستي القديسين "مارالياس" و"مارجوارجيوس"، تؤكد أنها مدينة أسقفية، وقد وضعت وزارة السياحة لافتة على المدخل الغربي للمدينة كتب عليها: (اقصدوا ألف باء الفن المعماري الكنسي)».

ويتابع: «المدينة هي من المدن الكنعانية الشهيرة والعريقة في القدم، التي امتازت بمناعتها وتحصينها المحكم، فهي بموقعها المميز وتوضعها الصخري المرتفع الذي يمتد لميلين ونصف الميل، وباتساع يزيد على ميل ونصف الميل، وارتفاع يصل إلى 3 أقدام عن السهل، ترقد وكأنها أشبه ما تكون جزيرة فى البحر، وتعكس زخارف جامع "إزرع" الثانوية تيار التطور الرئيس لعمارة "سورية" في القرون الوسطى، بينما التصميم العام يتبع النماذج التقليدية في "حوران"، كما أن تقسيم المصلى إلى ستة أجنحة في جامع "إزرع" يمكن أن يفهم على أنه تحول من ترتيب ثلاثي الأجنحة إلى نموذج أسلوب الهندسة المعمارية في "حوران"».