يعدّ "أحمد قطيفان" أحد رموز لعبة كرة السلة في "درعا"، بعد النجومية التي حقّقها في الملاعب سواء بالأندية التي مثّلها كلاعب، أو كمدرّب وحكم وقيادي وإعلامي، وكان من القلائل الذين استمروا في الملاعب وسجّلوا الكثير من الذكريات والعبر.

مدونة وطن "eSyria" التقت الكابتن "أحمد قطيفان" بتاريخ 4 كانون الأول 2016، فتحدث عن تجربته الرياضية بالقول: «بدايتي كانت كأي طفل في الحي والمدرسة، حيث لعبت لمنتخب المدرسة في الابتدائي، ثم انتقلت إلى منتخب الطلائع، ومنه خطوت أولى خطواتي الفعلية نحو عالم كرة السلة عبر بوابة نادي "الشعلة" عام 1975، وتدرجت في جميع الفئات. لعبت بتلك المدة إلى جانب كل من اللاعبين: "غسان أبو قويدر"، والدكتور "ياسين سكر"، و"محمد صقر"، و"غازي عياش"، و"عاطف الكراد"، و"جوزيف العيد"، وهناك تنقلت بين الفئات العمرية وصولاً إلى فريق الرجال بإشراف المدرّب "أحمد ناجي المسالمة"، ثم لعبت مع الجيل الثاني من اللاعبين ومنهم: "محمد تهتموني"، و"قاسم البرماوي"، و"سهيل شدايدة"، و"فرزات الكراد"، و"عدنان الحر المسالمة"، و"عمار الجهماني"، و"هاروت عيسى العيد"، بإشراف المدرّب "عاطف الأكراد"».

أظن أن السلة السورية تحتضر الآن، حيث تراجعت كثيراً، والدليل نتائج مشاركاتنا الأخيرة في بطولات غرب آسيا، نتمنى أن تعود سلتنا إلى منصات التتويج، ويعود إليها التألق من جديد

بعدها انتقل إلى التدريب وحقّق نتائج مع الفرق التي درّبها، وهنا يقول عن هذه المرحلة: «بعد تلك المراحل التي لعبت بها، انتقلت للتدريب ودربت جميع فئات النادي بكرة السلة من عام 1980 إلى 2000، وحققت معها نتائج مهمة، حيث أشرفت على تدريب جميع فئات النادي عندما كان في الدرجة الثانية منذ عام 1986 ولغاية عام 2000، ولم يحالفنا الحظ بالصعود إلى الدرجة الأولى، حيث كنا نحتل المركز الثاني في دوري الدرجة الثانية، ومن أجل الصعود إلى الدرجة الأولى كان يتطلب منا أن نلعب مباراة (صعود وهبوط) مع تاسع الدرجة الأولى الذي يكون أكثر خبرة واحتكاكاً منا، فلعبنا مع "الوثبة" و"العروبة"، وصعدنا أيضاً أكثر من مرة إلى المربع الذهبي للرجال والشباب بدوري الثانية، وبهذه المناسبة نذكر فريق الشباب في تلك المدة، الذي كان يشار إليه بالبنان نظراً إلى مستواه الجيد والمتميز، وكان أبرز لاعبيه "ماهر النزال"، و"ناصر المقداد"، و"أحمد الحصان"، و"سامر البرماوي"، و"وائل المسالمة"، و"محمد الفالوجي"، و"قاسم الصمادي"، و"حسن أبا زيد"، و"سامي العوده"، و"فراس النزال".

مع المنتخب الوطني بكرة السلة

إضافة إلى تدريب "الشعلة"، قمت بتدريب منتخبات الطلائع والشبيبة المدرسية في "درعا"، وحققت مع الطلائع بطولة "سورية" أكثر من مرة بين أعوام 1984-1994، وكذلك البطولات المدرسية، وكنت مشرفاً ومدرباً لأغلب أندية المحافظة، مثل: "خبب"، و"إزرع" رجال وسيدات، ونادي "العمال" سابقاً».

اتجه إلى تطوير المهارات التدريبية باتباع دورات دولية بعالم تدريب كرة السلة المتطور، حيث حدثنا عنها قائلاً: «اتبعت عدة دورات تدريبية محلية بإشراف مدربين محليين وأجانب، بعدها أرسلني اتحاد كرة السلة السوري لاتباع دورة تدريبية في "موسكو" لمدة ستة أشهر عام 1990، وحصلت من خلالها على دبلوم تدريب، واستفدت جداً من تلك الدورة؛ حيث تعلمت أصول التدريب الحديث لكرة السلة، وكانت دورة مفيدة جداً لي بأول مشواري التدريبي، وقمتُ بدورة معايشة مع فرق المقدمة بموسكو، إضافة إلى دورة عن تطوير المهارات الأساسية للاعب كرة السلة، ودورة عن تفكير اللاعب بالمباراة وقراءته لها، وتطوير مهارات اللاعب وتنمية قدراته وتوظيفها في أرض الملعب».

أحمد قطيفان

التحكيم كان له حصة كبيرة من حياته الرياضية إلى أن وصل إلى درجة حكم دولي، وعن هذه الرحلة يضيف: «لم أهجر الرياضة بعد مدة التدريب الطويلة، وانتسبت إلى أسرة التحكيم عام 1981، وأصبحت حكماً من الدرجة الثالثة، ثم حكماً من الدرجة الثانية عام 1984، وحكماً من الدرجة الأولى عام 1988، ثم نلت الشارة الدولية في التحكيم عام 1990 "حكم دولي"، وشاركت بتحكيم العديد من المباريات المحلية والخارجية، أهمها تحكيم بطولة الدوري العام وكأس الجمهورية في "سورية" من عام 1985 إلى 2005، وتحكيم بطولات غرب آسيا في "لبنان" و"الأردن" و"اليمن" و"العراق" و"إيران"، إضافة إلى تحكيم بطولة الأندية العربية بالسعودية ودورة "التضامن الإسلامي" بالسعودية، وفي نهاية هذا المشوار الطويل بمسيرتي التحكيمية اعتزلت التحكيم عام 2005».

بعد اعتزاله التحكيم تسلّم العديد من المهام الرياضية، عنها يقول: «اتجهت بعد مدة طويلة إلى العمل الإداري، وشغلت منصب عضو مجلس إدارة نادي "الشعلة" الرياضي لعدة دورات، ومهمة رئيس اللجنة الفنية لكرة السلة بـ"درعا" من عام 1985 إلى 2005، وعضو لجنة تنفيذية للاتحاد الرياضي بالمحافظة عامي 1999-2000، وكذلك عام 2014- 2015، إضافة إلى تكليفي بمهمة عضو الاتحاد العربي السوري لكرة السلة من عام 2005 لغاية 2010، وكلفت بعدة مهام رياضية مع وفود رياضية، منها: رئيس بعثة منتخب "سورية" للناشئين إلى "اليمن" عام 2006، ورئيس بعثة منتخب السلة لدورة "التضامن الإسلامي" في "السعودية" عام 2006، ورئيس بعثة منتخب "سورية" بالبطولة العربية للرجال في "تونس" عام 2008، وإداري لمنتخب "سورية" للناشئين المشارك في بطولات "غرب آسيا" في "لبنان" و"الأردن" و"اليمن"، ونهائيات آسيا في "اليمن" عام 2010، وتكلفت برئاسة لجنة "الميني باسكت" في الاتحاد السوري لكرة السلة من عام 2005-2010، ونائب رئيس لجنة الحكام في الاتحاد السوري لكرة السلة من عام 2007-2010».

مع فريق سلة رجال الشعلة

وعن رأيه بكرة السلة السورية ووضعها حالياً، يقول: «أظن أن السلة السورية تحتضر الآن، حيث تراجعت كثيراً، والدليل نتائج مشاركاتنا الأخيرة في بطولات غرب آسيا، نتمنى أن تعود سلتنا إلى منصات التتويج، ويعود إليها التألق من جديد».

"ممدوح الطرمزاوي" عضو لجنة تنفيذية سابق، ولاعب كرة السلة وأحد خبراتها في "درعا" الذين عايشوا "أحمد قطيفان"، تحدث عن رأيه في مسيرته الطويلة قائلاً: «"أحمد قطيفان" أكثر الناس عطاء لكرة السلة السورية بوجه عام، وسلة محافظة "درعا" بوجه خاص، أعطاها جلّ وقته، وضحّى بمستقبله من أجلها، وفي النهاية حقق طموحه السلوي عندما كان لاعباً ومدرّباً وحكماً، وأخيراً قيادياً، فرض نفسه سواء على مستوى المحافظة أو القطر بوجه عام، وأصبح معروفاً للقاصي والداني».

"محمد تهتموني" لاعب سلة نادي "الشعلة" سابقاً، قال: «عايشته أكثر من ربع قرن، حيث لعبنا معاً، وتقاسمنا هموم التدريب، وفي التحكيم حكّمنا معاً الكثير من المباريات الرسمية والودية، وأخيراً زملاء في اللجنة الفنية لسلة "درعا"، ومع ذلك كلمة حق تقال إنه أعطى لسلة "درعا" الكثير من الجهد والعرق، وأشرف على جميع فرق النادي، وكان يعامل الجميع بمنتهى الودّ والاحترام، ونال ثقة واحترام الجميع داخل وخارج المحافظة، فهو خبرة رياضية لا يمكن الاستغناء عنها».

"ياسين كشكيه" عضو مجلس إدارة "الشعلة" سابقاً، ولاعب سلة من الرعيل القديم، قال: «"أحمد قطيفان" اسم غني عن التعريف في سلة "درعا" بوجه خاص، والسلة السورية بوجه عام، وحتى خارج القطر. قاد العديد من المباريات الدولية ورفع اسم "سورية" عالياً، متعدد المواهب السلوية لاعباً ومدرباً وحكماً وقيادياً وإعلامياً رياضياً ناجحاً».

بقي أن نذكر، أن "أحمد قطيفان" من مواليد "درعا" عام 1959، يعمل حالياً بالاتحاد الرياضي مديراً لمكتب الأمانة، وهو إعلامي رياضي نشيط، حيث يتولى حالياً مدير مكتب صحيفة "الاتحاد" بالمحافظة، وعمل مراسلاً رياضياً للقسم الرياضي في أكثر من صحيفة يومية سورية.