على الرغم من فقدانه لذراعيه في الخامسة من عمره، إلا أنّ "مثنى الزعبي" واصل حياته واستطاع النجاح والإبداع؛ فهو فنان متعدد الأبعاد والمواهب، من تصميم الجرافيك، إلى متطوع وناشط في مجالات اجتماعية متنوعة، كان آخرها تأسيس نادي الطلبة السوري في المغترب.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 15 تشرين الثاني 2016، مع الفنان "مثنى الزعبي"، ليحدثنا عن حياته بالقول: «فقدت ذراعيّ نتيجة حادث حصل معي في الطفولة، دخلت إلى المدرسة، ومارست الحياة الطبيعية، وبعد حصولي على شهادة الثانوية العامة دخلت كلية الآداب، قسم علم الاجتماع، إضافة إلى عملي في الزراعة والتجارة وتربية طيور الزينة، كما عملت مدة قصيرة كموظف في المصرف الزراعي التعاوني. لم أكمل دراستي الجامعية بسبب الأوضاع، وسافرت إلى "الأردن"، ودرست دبلوم تصميم غرافيك، وأرغب في متابعة دراسة هذا المجال. أعمل حالياً كمتطوع في تعليم الرسم؛ فمنذ طفولتي كان الرسم عبارة عن مساحة كبيرة أستطيع التعبير فيها عن رغباتي وأحلامي التي لا أستطيع تحقيقها على أرض الواقع، لكن لم ألقَ الدعم والتشجيع للمتابعة، وأستخدم أبسط التقنيات المتوفرة للرسم، أرسم مجموعة قصص لن يفهم معناها إلا من كان يعيش فيها. ورسوماتي هي تجليات وتوصيف لحالات شعورية كالفرح والخيبة، حيث استطعت أن أمرّن ما تبقى من يدي لحمل القلم والريشة.

شخص يمتلك طموحاً كبيراً، وذو همّة عالية منقطعة النظير، استطاع التغلب على حادث الصعق الكهربائي الذي تعرّض له في الخامسة من عمره، وأدّى إلى فقدانه الأطراف العلوية، وبعد وعيه لما حدث معه كانت لديه حماسة لمواجهة المستقبل، بعد بدء الأزمة سافر إلى "الأردن" وسجّل تصميم غرافيك في كلية "توليدو" الأهلية؛ فهو مبدع بالرسم والخط العربي، كما أسّس نادي الطلبة السوريين الذي ينفذ نشاطات متنوعة إنسانية ومبادرات تطوعية، إضافة إلى التعامل مع الحالات الخاصة للأطفال

لدي مجموعة من المشاركات الفنية، ونظّمت معرضاً مع طلابي في حفل التخرّج، وتواجهني بعض المصاعب، منها عدم وجود مرسم خاصٍ، وإمكانية مادية محدودة، إضافة إلى غياب قيمة الأعمال الفنية في وقتنا الحالي».

أثناء عمله مع الأطفال

فيما يخصّ مشاركاته الاجتماعية والتطوعية في المغترب، يقول: «أسّست نادي الطلبة السوري؛ وهو مساحة للتنمية والقيام بمجموعة أنشطة ومبادرات، وتقديم المساعدة للطلبة، كما يضمّ فرقة غنائية للحفاظ على الغناء السوري. وأسّست فريقاً للرسم الجداري، إضافة إلى صالون أدبي ومكتب تصميم وفريق رياضي، وأعمل كمتطوع في التدريب على الغناء وتعليم الرياضة والرسم مع مجموعة مراكز وجمعيات ومدارس، كما أنني عضو في جيل البناء، وعضو في الحملة الوطنية لمهارات النجاح في عالم متغير. أسعى إلى توسيع أعمالي بإنشاء مشاريع للأطفال تشمل (الدعم النفسي، والتعليم التعويضي، والرسم، والغناء، والموسيقا، والرياضة، والمسرح والكتابات الأدبية)».

"حسام أبا زيد" عضو في نادي "الطلبة السوري" أبدى إعجابه ورأيه بالفنان "مثنى"، وقال: «شخص يمتلك طموحاً كبيراً، وذو همّة عالية منقطعة النظير، استطاع التغلب على حادث الصعق الكهربائي الذي تعرّض له في الخامسة من عمره، وأدّى إلى فقدانه الأطراف العلوية، وبعد وعيه لما حدث معه كانت لديه حماسة لمواجهة المستقبل، بعد بدء الأزمة سافر إلى "الأردن" وسجّل تصميم غرافيك في كلية "توليدو" الأهلية؛ فهو مبدع بالرسم والخط العربي، كما أسّس نادي الطلبة السوريين الذي ينفذ نشاطات متنوعة إنسانية ومبادرات تطوعية، إضافة إلى التعامل مع الحالات الخاصة للأطفال».

إحدى جدارياته

يذكر أن الفنان "مثنى الزعبي" من مواليد "خربة غزالة"، عام 1988.