تقع غربي مدينة "درعا"، وتعدّ البحيرة الطبيعية الأقدم، ففيها الطاحونة المائية الساحرة، وعلى أطرافها قلعة شاهدة على عراقة التاريخ السوري، حيث تعدّ "بحيرة المزيريب" أحد أهم المعالم الطبيعية في الجنوب، ومقصداً سياحياً بقي محافظاً على جماله الخلاب على الرغم من الحرب.

مدونة وطن "eSyria" زارت منطقة البحيرة بتاريخ 24 آب 2018، وجالت فيها بعد عودة الأمان إلى المنطقة، وعودتها إلى ألقها السياحي، والتقت "يمان الحشيش" الذي حدثنا عن واقع بحيرة "المزيريب" اليوم، فقال: «عادت البحيرة اليوم لتنتعش من جديد بفضل الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة هذا الشتاء، وعاد منسوبها إلى الارتفاع، وأصبحت أفضل بكثير مما كانت عليه قبل أعوام، وعادت إلى ألقها وأصبحت المقصد السياحي الأول في "سورية"، وليس في الجنوب فقط».

عادت البحيرة اليوم لتنتعش من جديد بفضل الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة هذا الشتاء، وعاد منسوبها إلى الارتفاع، وأصبحت أفضل بكثير مما كانت عليه قبل أعوام، وعادت إلى ألقها وأصبحت المقصد السياحي الأول في "سورية"، وليس في الجنوب فقط

أما "محمد البرازي"، فتحدث عن حفاظهم على محيط البحيرة وممتلكاتها الطبيعية والعامة، فقال: «لم يتوانَ السكان على القيام بكل ما يلزم للحفاظ على هذه البحيرة طوال سنوات الحرب، فلم يسمحوا بقطع أشجارها، أو تخريب ممتلكاتها العامة، بل ساهم الجميع في زراعة المناطق غير المزروعة، وصيانة القوارب وتشغيلها دائماً، فالقوارب هي الروح الأخرى لهذا المكان، وجميع السياح الذين يقصدون المنطقة يعلمون مسبقاً أن الرحلة في البحيرة على متن القوارب، هي الجولة الأكثر متعة وتشويقاً في هذا المكان. واليوم عادت البحيرة إلى سابق عهدها، فقد كان ينقصها الأمان، وها هي تتمتع اليوم به كما في السابق».

الحشيش والسعدي على ضفة البحيرة

"مرام العبد الله" تحدثت عن الحركة السياحية التي تشهدها البحيرة، فقالت: «بحيرة "المزيريب" والآثار المحيط بها هي مقصد سياحي مهم على مستوى "سورية" والبلدان المجاورة، وأبرز ما يميزها أنها بحيرة طبيعية وليست صناعية، ولها رونق مميز، وقد عادت إلى ما كانت عليه قبل الحرب بفضل أبنائها وجهود سياحة "درعا" التي شجعتنا على ذلك، فهي مكان يستطيع القادم إليه أن يستمتع بالمناظر الطبيعية ومياهها النظيفة. لقد كنا أيام الطفولة والمدرسة نأتي باستمرار إليها، ونلتقي أطفالاً وشباناً من كافة المحافظات السورية».

وفي الحديث عن تفعيل البحيرة مجدداً تحدث "عمار الحشيش" مدير غرفة سياحة المنطقة الجنوبية، فقال: «موقع بحيرة "المزيريب" طرح على طاولة ملتقى الاستثمار السياحي في وزارة السياحة، هذه البحيرة الطبيعية تعدّ من أهم المعالم السياحية في الجنوب، ونحن قدمنا كل الدعم والتسهيلات للمستثمرين، وهي اليوم مقصد لآلاف الزوار من داخل المحافظة وخارجها».

منظر أخاذ للبحيرة وهي محاطة بالأشجار

أما "ياسر السعدي" مدير سياحة "درعا"، فتحدث عن الدور الكبير لأهالي "المزيريب" في الحفاظ على هذا المكان الجميل، فقال: «هم أصحاب مروءة وشهامة ونخوة، حافظوا على كل ممتلكات الطبيعة التي هي مقوم أساسي لوجود هذه البحيرة، حموا الأشجار والمياه، وكانوا حراساً حقيقيين على هذا الكنز السياحي الكبير. نعمل على تطوير العمل لكي تعود من جديد مقصد كل السوريين، لأنها تستحق.

مرت البحيرة بمنعطف خطر طوال السنوات السابقة من الحرب، لكن السكان أثبتوا قدرتهم في المحافظة على هذا المعلم المهم في السياحة السورية، وها هم يستقبلون الزوار يومياً؛ وهو ما جعل المنطقة تنتعش من جديد، وتعود إلى ألقها السابق».