من الأسماء البارزة في رياضة المحافظة التي عرفته لاعباً مميزاً في نادي "إبطع" الرياضي بكل فئاته، وحكماً سمته الهدوء والانضباط والإلمام الوافي بمتطلبات التحكيم.

إنه الحكم "محمد النصيرات" الذي التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 تموز 2018، ليتحدث عن بداية مشواره الرياضي وممارسته مهنة التحكيم، فقال: «ممارستي للرياضة كانت مع تأسيس نادي "إبطع" الرياضي؛ انضممت حينئذٍ إلى فئة الأشبال وبدأت الصعود تدريجياً مع فئات النادي، كانت مشاركتي مع فئة الشباب هي الأزهى والأكثر عطاء، في هذه المرحلة استطعنا من خلال ما بذلناه من جهد تحقيق نتائج رائعة مكنتنا من الصعود إلى مصاف الدرجة الثانية، انتقلت بعدها إلى اللعب مع فئة الرجال التي حققنا فيها نتائج مرضية انتقلنا فيها أيضاً إلى الدرجة الثانية، بدأت بعدها نتائج النادي تتراجع لنعود معها إلى الدرجة الثالثة، في هذه المرحلة توقفت عن اللعب، وتسلّمت رئاسة نادي "إبطع" لكرة القدم لمدة ثلاثة أعوام».

يعدّ الحكم "محمد النصيرات" من الحكام المميزين بأدائهم داخل الملعب، فهو معروف بانضباطه واجتهاده المستمر لتطوير ذاته وإمكاناته، الأمر الذي جعله يصنع لنفسه اسماً مميزاً ومكاناً مرموقاً في مجال التحكيم

وعن انتسابه إلى أسرة التحكيم يضيف "النصيرات": «أحببت مهنة التحكيم منذ الصغر، وكنت أتطلع إلى خوض غمار هذه التجربة، ساعدني في ذلك السنوات التي أمضيتها في الممارسة والإشراف الرياضي، وأيضا مهنتي كمدرّس لمادة التربية الرياضية، وبعد عدد من الدورات التي حضرتها أصبحت حكماً في الدرجة الثالثة، كانت الأمور خلال مشواري لأصبح حكماً تسير بسهولة، فاستطعت خلال مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات أن أتدرج في الترقية وأصبح حكم درجة أولى، بعدها أصبحت حكم ساحة للدرجة الثانية، وحكم ساحة في الدوري لفئة الشباب، وحكماً رابعاً في الدوري الممتاز، انتقلت بعدها إلى التحكيم في مجال كرة القدم للصالات، وخضت من أجل ذلك العديد من الدورات، وأصبحت حكم درجة أولى، وبسبب الظروف التي تمرّ بها رياضة المحافظة في هذه الأوقات أمارس حالياً العمل على نطاق ضيق في الدوريات المصغرة والشعبية التي تقام بين الحين والآخر».

مع زملائه

الذكريات جزء أساسي في حياة كل رياضي، وركن يزوره كلما شدّه الحنين إلى الماضي، عن أهم ذكرياته يقول "النصيرات": «البدايات دائماً تكون هي الشيء الراسخ في الذاكرة؛ لما فيها من إثارة وتشويق؛ وهذا ما حصل معي سواء في بداية هذا المشوار الذي كان من خلال بطولات المدارس التي قمت بتحكيمها، والتي كانت البوابة التي دخلت منها عالم التحكيم، أو من خلال المباراة الأولى التي يقودها الحكم، بالنسبة لي لا تزال المباراة الأولى التي قدتها حاضرة في ذاكرتي بكل تفاصيلها، وقد جمعت بين ناديي "الشعلة" و"درعا البلد"، وانتهت بفوز "الشعلة" بهدفين مقابل لا شيء، وهناك مباراة لا تغادرني تفاصيلها وفيها أجمل الذكريات، وقد جمعت ناديي "الوحدة السوري" و"الصريح الأردني"، التي كانت في إطار استعدادات الناديين للموسم الجديد في البلدين، وانتهت المباراة بفوز نادي "الوحدة" بنتيجة أربعة أهداف نظيفة».

طريق المجد تعترضه المتاعب والصعوبات، عن أهم الصعوبات والتحديات التي واجهها يتحدث "النصيرات": «أهم التحديات والصعوبات التي تعرضت لها -والحال ينطبق على جميع حكام المحافظة- غياب العدالة والمساواة في منح الفرص التي كنت آمل -وما زلت- أن تتحقق بمنحنا الدعم الكافي لقيادة المباريات في الدوري الممتاز، الأمر الذي يساعدنا على التطور للوصول إلى شارة الحكم الدولي، والأمر ذاته كان كفيلاً بعدم حصولي على فرصة الوصول إلى مرتبة الحكم الدولي لكرة القدم في الصالات على الرغم من حصولي على المركز الأول في الاختبارات المؤهلة لهذا اللقب. أما داخل الملعب، فهناك جملة من الصعوبات؛ لعلّ أبرزها ضعف الثقافة الكروية لدى الكثيرين من اللاعبين؛ وهو ما يعرّض الحكم إلى كثير من الضغوط خلال قيادته للمباريات».

مع فريق حكام درعا

شخصية الحكم عامل مهم في إدارة المباراة ونجاحها، عن ذلك وكيف يطور شخصيته يقول "النصيرات": «الحكم الناجح لا بدّ أن يتمتع بشخصية قوية على أرض الملعب، ويملك الحزم الكافي لفرض القرارات التي يراها صحيحة أثناء قيادته المباراة. بالنسبة لي، فإنني أدركت منذ دخولي هذا المجال أنه لا بدّ من تعزيز ثقتي بنفسي بالقدر الذي يمكنني من التعامل مع كل ظروف وضغوطات المباراة مهما كان حجمها؛ وذلك من خلال الإلمام التام والكامل بالقوانين وكثرة المتابعة والمشاهدة للحكام المتميزين، والمشاركة في الدورات والأنشطة التي يقيمها الاتحاد الرياضي، والاستماع إلى ملاحظات المراقبين وتقبّل النقد البنّاء، وكذلك من خلال الإعداد البدني الجيد؛ فهو عامل مهمّ وأساسي للحكم الناجح».

علاقة الجمهور مع الحكم فيها الكثير من الجدل، عن ذلك يقول: «الحديث عن الجمهور يقودنا مرة أخرى إلى الحديث عن الثقافة والوعي الرياضي؛ فكما أن هناك جماهير مثقفة رياضياً، هناك أيضاً بعض الجماهير التي لا تحب إلا أن تكون النتائج المرضية لها بصرف النظر عما يجري على أرض الملعب، هذا النوع من التعصب كثيراً ما يوقع الحكم في جدل مع الجماهير وأغلب الأحيان تحمّله أسباب الهزيمة».

مع اللاعب حسام فقرة

وعن دور تقنية الـvar في مجال التحكيم، يقول "النصيرات": «لا يوجد حكم لا يخطئ، وكما هو معروف في مجال التحكيم فإن الحكم الجيد هو الأقل أخطاء، وجاءت هذه التقنية للحدّ من الأخطاء القاتلة في هذه اللعبة، التي قد يترتب عليها ظلم كبير في مباريات مصيرية وبطولات حاسمة، قد يرى بعضهم أنها قد تقلل من المتعة والإثارة، لكن بالنسبة لي تحقيق العدل هو الأهم».

الحكم "عبد الرحمن النصيرات" يتحدث عن زميله ويقول: «يعدّ الحكم "محمد النصيرات" من الحكام المميزين بأدائهم داخل الملعب، فهو معروف بانضباطه واجتهاده المستمر لتطوير ذاته وإمكاناته، الأمر الذي جعله يصنع لنفسه اسماً مميزاً ومكاناً مرموقاً في مجال التحكيم».

"حسام الفقرة" لاعب نادي "داعل" الرياضي، يقول عن الحكم "محمد النصيرات": «وجود حكم شجاع وحازم داخل الميدان أمر ضروري ومهم، وينعقد عليه النجاح في اللعب، وهي مواصفات يمتاز بها الحكم "محمد النصيرات" الذي كما عرفناه لاعباً مميزاً، عرفناه حكماً مميزاً ذا قرارات صائبة ورأي سديد في كثير من الحالات».

بقي أن نذكر، أن الحكم "محمد محمود النصيرات" من مواليد بلدة "إبطع" عام 1975، حاصل على شهادة معهد تربية رياضية.