شغلتْ الرياضة حيزاً كبيراً من وقتهِ طوال أربعة وعشرين عاماً من وجودهِ ضمن صفوف نادي "البوكمال" الرياضي، فلعِبَ مع جميع الفئات العمرية؛ واستطاع الاستحواذ على إعجاب الكثيرين ممن تابعوه، كما بَرَز كأحد أفضل لاعبي خط وسط النادي في الفترات السابقة.

"صلاح يونس" كان إحدى المحطات التي توقفنا عندها لرفع الستار عن تجربته الكروية الطويلة، فعن بداياته الأولى تحدث قائلاً: «كانت البداية في عام /1983/م عندما انتسبتُ إلى نادي "البوكمال" لفئة الأشبال؛ وذلك بعد اختياري من بين طلاب مدرسة "فايز منصور" في المرحلة الإعدادية؛ والفضل يعود يومها إلى الأستاذ "حمود الهمشري" الذي اكتشف موهبتي في لعبة كرة القدم، لم يستمر وجودي ضمن هذه الفئة إلا عاماً واحداً؛ وانتقلت بعدها إلى فئة الناشئين حتى عام /1985/م حيث انتقلت إلى فئة الشباب في ذات العام، في تلك المرحلة بدأتْ مهاراتي الكروية تنضج أكثر من السابق. في عام /1988/م صعد نادي "البوكمال" لأول مرة إلى دوري الدرجة الثانية؛ وقتها بدأتُ مرحلة جديدة من حياتي الرياضية؛ وذلك بعد أن تم الاعتماد عليّ كلاعبٍ أساسي ضمن تشكيلة فئة الرجال، إذ أكملت بعدها مشواري الكروي مع هذه الفئة حتى اعتزالي لّلعب عام /2007/م».

لم ألعب سوى في نادي "البوكمال"؛ لكن تمت محاولات جادة عام /1990/م لاستقطابي إلى نادي "الفتوة" لكني اعتذرت ولم تتم الموافقة

  • خلال فترة أربعة وعشرين عاماً من اللعب في نادي "البوكمال"؛ ما هي الفترة التي شعرت فيها بالنجاح والراحة أكثر؟
  • نادي "البوكمال" الرياضي خلال فترة التسعينيات ويتوسطهم اللاعب "صلاح اليونس"

    ** «أظن أن جميع الفترات والمراحل التي مرّت علي كانت مقبولة بالنسبة لي؛ لكن المرحلة الأجمل التي عشتها هي ما بين عامي /1990-1996/م حيث كان جميع من في النادي روحاً واحدة سواء لاعبين أو إداريين أو حتى الجماهير، لأن الكل حرصوا على مصلحة النادي، وقد تناوب على تدريب اللاعبين وقتها كل من المدربين "وليد مهيدي" أولاً ومن بعده استلم الكابتن "بسام النوري"، فالروح الجماعية والقتالية والتفاهم والانسجام بين اللاعبين كان هو السائد؛ ناهيك عن الوضع المادي المستقر آنذاك؛ لكن للأسف بعد تلك الفترة بدأ الخلل وانعدام التوازن يسيطر على جسد النادي شيئاً فشيئاً وأصبح كداءٍ لا دواء له حتى هذا اليوم».

  • يعاني النادي منذ عدة سنوات من كابوس الدرجة الثالثة ويحاول في كل مرة الخروج من هذه القوقعة لكنه يفشل؛ من خلال تجربتك الطويلة وبصفتك الآن عضو هيئة إدارية في النادي ما سبب هذا التعثر وعدم التوازن؟
  • ** «هناك عدة عوامل يكمل بعضها الآخر وتكون سبباً في إخفاق النادي بتحقيق أمنيته بالصعود إلى الدرجة الثانية، وأولى هذه العوامل هو العامل المادي وما له من دورٍ إيجابي على جميع الكادر الرياضي، فالعجز المادي الذي يعاني منه النادي طوال فتراتٍ سابقة انعكس سلباً على اللاعبين الذين هم بحاجة إلى رواتب ومكافآت ونفقات سفر، والعامل الآخر هم اللاعبون أنفسهم؛ فغياب الدعم أدى إلى غياب التفاهم والوفاء للنادي، لذلك سنحتاج في الأيام المقبلة إلى تكاتف جميع الجهود لعودة النادي إلى مكانه الطبيعي بين أندية المحافظة».

  • ما أجمل مباراة لعبتها وبقيت للذكرى؟
  • ** «المباراة التي ظلّت في مُخيّلتي حتى الآن هي التي جمعتنا مع نادي "الفرات" ضمن بطولة كأس الجمهورية لعام /1987/م وقتها كنت ألعب ضمن فئة الشباب؛ لكن تم اختياري للعب مع فئة الرجال في تلك المباراة، وكان يومها مدرب النادي الكابتن "طه الدبس" رحمه الله هو الذي اختارني من بين جميع اللاعبين؛ وبالفعل حقّقنا فوزاً عريضاً بنتيجة خمسة أهداف لهدفين؛ حيث سجلتُ يومها هدفين وصنعت هدفين أيضاً. كذلك المباراة التي لعبتها ضمن فئة الشباب ضد نادي "عمال الحسكة" وقتها كانت مباراة مصيرية بالنسبة لنا؛ فإما نصعد للدرجة الثانية أو نبقى مع أندية الدرجة الثالثة وبفضل جهود اللاعبين استطعنا الفوز وحقّقنا النجاح بالصعود إلى الدرجة الثانية؛ في تلك المباراة سجلتُ هدفاً لن أنساه مدى الحياة من ضربة مباشرة وعلى بُعد نحو /35/م عن مرمى الخصم. هذه أجمل المباريات التي لن أنساها أبداً».

  • هل لعبت لأيّ نادٍ آخر غير نادي "البوكمال"؟
  • ** «لم ألعب سوى في نادي "البوكمال"؛ لكن تمت محاولات جادة عام /1990/م لاستقطابي إلى نادي "الفتوة" لكني اعتذرت ولم تتم الموافقة».

  • ما النادي المحلي الذي كنت تطمح للاحتراف معه قبل الاعتزال؟
  • ** «بعيداً عن المبالغة؛ فأنا لم أفكر أو أطمح لّلعب مع أيّ نادٍ سوى نادي "البوكمال" لأنه هو من صنعني وعلّمني كيف أكون وفياً لمن له فضلٌ عليّ».

  • ما طموحاتك منذ البدايات الأولى وحتى هذه اللحظة؟
  • ** «طموحاتي لم ولن تتعدى أسوار نادي "البوكمال"، فمنذ بداياتي الأولى حاولت تقديم كل ما بوسعي من أجل اسم وسمعة النادي؛ وحتى هذه اللحظة وأنا كعضو هيئة إدارية أسعى مع زملائي من أجل رفع مستوى هذا النادي وبتعاون جميع الجهات التي تهمها مصلحة "البوكمال". وإذا كان لدي طموح أو حتى أمنية فهي أن أرى نادي "البوكمال" ضمن أندية الدرجة الأولى يوماً ما».

    كلمةٌ أخيرة أضافها الكابتن "صلاح يونس" طالب من خلالها جميع اللاعبين والجماهير بالوقوف جنباً إلى جنب لخروج النادي من محنته كي يظهر بأجمل صورةٍ بين الأندية السورية.

    وقد كان لزملاء "اليونس" ومحبيه آراءٌ مختلفة أشادوا من خلالها بالروح الرياضية المميزة له وبأخلاقه داخل وخارج المستطيل الأخضر؛ فقد قال فيه "وائل اليونس": «الكابتن "صلاح" ربما أفضل لاعب رأيته في النادي منذ عشرين عاماً؛ فهو محبوب من الجميع سواء لاعبين أو الجمهور، أعطى للنادي الكثير وبقيّ وفياً ومخلصاً لألوان قميصه حتى هذه اللحظة، تميّز بإسلوبه الخاص كلاعب وسط؛ كان يغيّر نتيجة أية مباراة عند دخوله أرض الملعب، حتى عند وجوده على مقاعد الاحتياط كان الجمهور يطالب به من المدرجات لدخوله أرضية الملعب».

    حارس المرمى "باسل العران" قال: «لم يكن الكابتن "صلاح" من أبناء جيلي؛ ومع أن عمره كان مناسباً لفئة الشباب؛ إلا أننا لعبنا معاً عند وجودي ضمن فئة الرجال، فقد أثبت جدارته كلاعب وسط مميز وفوق هذا تميز بأخلاقه العالية؛ فكَسَب حب واحترام جميع من عرفوه».

    اللاعب "عثمان الصالح" مساعد مدرب لنادي "البوكمال" قال: «مهما تكلمت عن أخلاق هذا اللاعب فربما لن أعطيه حقه؛ ومع ذلك أستطيع القول بأنه أفضل لاعب خط وسط لعب مع النادي لسنواتٍ مضت؛ وبرأيي لم ولن ينضم إلى صفوف هذا النادي لاعبٌ خلوق مثل "صلاح اليونس"».