لم يكن المنصب ضمن طموحاتها وهي طالبة في كلية التجارة والاقتصاد، تنتقل بتفوق من عام دراسي إلى آخر، ولم يكن كذلك ضمن طموحاتها حين دخلت ميدان التربية والتعليم كمدرسة في المعهد الفندقي في "دير الزور" والذي تركته لتعين في مديرية الاقتصاد ويتم ترشيحها للإدارة بعد فترة وجيزة، قبل أن تبلغ سن الثلاثين.

إنها السيدة "يارا الناصر"، متزوجة من السيد "بشار هنيدي" مهندس عمارة ولها منه طفلتان أكبرهما 4 سنوات وأصغرهما سنتان.

"يارا" من النساء العاملات المثابرات وقدرتها على الإدارة بنجاح أعتبره دون مبالغة إنجازاً للمرأة الديرية عموماً

موقع eSyria التقاها في مقر عملها في مديرية الاقتصاد لتحدثنا بداية عن أهم الخطوات التي التزمت بها حتى تتمكن من الموازنة بين حياتها العملية وحياتها الاجتماعية فتحدثت قائلة: «إن كل إنسان يفتح عينيه مع بداية أي يوم جديد يضع لنفسه مخططاً يلتزم به، أو يجب أن يكون كذلك، كما يضع مخططاً أسبوعياً وشهرياً وسنوياً، باختصار هو يرسم مستقبله ويضع الخطوط العامة التي عليه أن يلتزم بها وفق إرادته وقدراته التي يتميز بها ويحاول قدر الإمكان الالتزام لتحقيق كل ذلك ويترك الباقي لإرادة الله سبحانه وتعالى، أي باختصار التخطيط والنظام هما الأساس الأهم للنجاح سواء على المستوى الاجتماعي أو المهني، يضاف إلى ذلك التمتع بقدر من المرونة والتفهم».

السيدة فاتن النقشبندي

أما فيما يتعلق بتجربة التعليم وما أضافته إلى شخصيتها أضافت قائلة: «التعليم تجربة ممتعة ومفيدة بالتأكيد ورغم قصر المدة التي مارست فيها التعليم إلا أنه أضاف إلي الكثير، فهذه التجربة منحتني الكثير من الثقة بالنفس والقدرة على التعامل مع الآخرين بالإضافة إلى الاعتياد على النظام والصبر واكتساب الكثير من المرونة».

وفيما يخص تجربة الإدارة وكيف تعايشت معها وماذا قدمت لها تابعت: «قبل أن يتم ترشيحي لمنصب الإدارة لم يكن يخطر في ذهني هذا الأمر، ولم يكن أيضاً ضمن أولوياتي رغم أنني كنت مهيأة له، وحين تسلمته أدركت أن كل تجربة يمر بها المرء تضيف إليه بقدر انهماكه بها، ففي العام الأول لتسلمي المنصب كنت أعمل صباحاً ومساءً وبدأت أشعر لأول مرة بمعنى المسؤولية والقلق المتولد من فكرة أن الخطأ يمكن أن يعالج إن كان في مواضع أخرى أما فيما يتعلق بالأمور المالية والمصالح العامة فإصلاح الخطأ لا يكون سهلاً أبداً، هذا القلق كان يمنعني في البداية من النوم وكنت كثيراً ما أعود في المساء إلى المديرية لمراجعة شؤون كنت قد أنجزتها صباحاً، استمر الأمر على هذا طوال السنة الأولى وكانت التجربة صعبة في بدايتها ثم ما لبثت أن اعتدت على هذه التغيرات في حياتي المهنية وعلى الواجبات والمسؤوليات المرتبطة بالمنصب».

وحول طموحاتها في قادمات الأيام أضافت: «أعتبر أنني في سن استطعت أن أحقق فيه جزءاً كبيراً مما يمكن أن تحققه امرأة في سني، فأنا الآن جزء من أسرة ناشئة، سعيدة بها وبدوري كزوجة وأم، أما على المستوى العملي فأنا راضية أيضاً عن نفسي وإن كان لي طموح في هذا المجال فهو يتعلق بالفرص التي تمكنني من تطوير ذاتي وقدراتي بشكل أفضل فالحياة تتطور ومجاراة هذا التطور لم تعد أمراً سهلاً».

السيدة "هناء عكل" موظفة، تحدثت عن السيدة "يارا الناصر" وعن علاقاتها الاجتماعية بقولها: «السيدة "يارا الناصر" استطاعت أن تنشئ أسرة هادئة ومتوازنة من جهة وأن تدير منصبها بشكل جيد بفضل مثابرتها ومرونتها وأتوقع أن هذا هو العامل الأهم في نجاحها».

السيد "نزار شويخ" موظف في مديرية الاقتصاد تحدث عنها قائلاً: «السيدة "يارا" امرأة أولاً وشابة ثانياً، وهاتان المركبتان لم يكن من السهل على الموظفين في البداية تجاوزهما ولكن مع المرونة والتفهم والحوار الذين أبدتهم السيدة "يارا" صرنا نشعر بأننا نحيا في المديرية وكأننا أسرة واحدة، بالإضافة إلى أنها تتمتع بفاعلية كبيرة وإحساس بالمسؤولية».

السيدة "فاتن النقشبندي" مديرة بنك "بيمو": «"يارا" من النساء العاملات المثابرات وقدرتها على الإدارة بنجاح أعتبره دون مبالغة إنجازاً للمرأة الديرية عموماً».