يتحدث عن العلم بلهفة كبيرة، ويفكر بالمستقبل بحماس يفتقده الكثير من الشبان، وصل عتبات السبعين من العمر حاملاً العديد من براءات الاختراع... شهادات التقدير... الأفكار الإبداعية.

أسماه والده "مجحم" نسبة إلى "مجحم بن مهيد" أحد شيوخ البادية المعروفين، اهتم منذ صغره بالاختراعات العلمية ليحقق العديد من الإنجازات، إنه المخترع "مجحم الدليمي" الذي التقاه eSyria ليحدثنا عن حياته وكيف كانت بدايتها بالقول: «ولدت في "دير الزور" عام 1937 عانيت في طفولتي إثر وفاة والدتي من ظروف اجتماعية غاية في القسوة وفي ظل تلك الظروف بدأت ميولي باتجاه الفك والتركيب وبدأت أفكر بالآلات البسيطة –آنذاك- التي كانت تستخدم في المنازل فكان أول ما أنجزته على هذا الصعيد مدفأة كهربائية، وفي تلك السنوات لم أجد من يدعمني بل لاقيت أنواعاً من السخرية والاستهزاء التي حاولت قدر الإمكان عدم الالتفات إليها».

شاركت في دورات معرض "الباسل للإبداع" وفي المعارض التي تعنى بهذا الشأن وقد كرمت من قبل عدة جهات آخرها منذ مدة قصيرة من قبل جامعة البعث في "حمص"

وعن أهم الانجازات أو الاختراعات في حياته أجاب: «أول الاختراعات المهمة كان عبارة عن طائرة شراعية وذلك بعد أن تدربت في مدرسة "الديماس" على الطيران وهناك بدأت أسأل وأتعرف على الطائرات وآلية عملها ومما تتكون، وحين عدت إلى "دير الزور" قمت بتصميم هذه الطائرة وساعدني في تنفيذها السيد "كره بيت فارتانيان" رحمه الله والد السيد "سورين" القنصل الأرمني في "دير الزور" وذلك سنة 1959.

مجحم الدليمي أثناء اللقاء

اخترعت أيضاً البراد العصري الذي يتميز بتوفير الطاقة بشكل كبير مما يطيل عمر المحرك ويقلل استهلاك الطاقة.

وكذلك فرن لحرق مخلفات المشافي دون تلويث للبيئة حيث يمر الدخان الناتج عن الاحتراق من خلال "فلتر زيت" ثم خزان مملوء بالماء وهذا الاختراع تم تطبيقه وهو مستعمل حالياً في مشفى "البوكمال" ولم يكلفهم تنفيذه أكثر من 13 ألف ليرة هي ثمن المواد المستخدمة فقط.

شهادة تقدير من جمعية المخترعين

ولدي أيضاً اختراعات طبقتها على سيارتي الخاصة مثل فلتر لتصفية دخان السيارات، وكذلك بعض التعديلات والإضافات الميكانيكية على العجلات مما يحول دون الكثير من الحوادث المرورية قد أسميت هذه السيارة بالسيارة الآمنة وحصلت على براءة اختراع رقم 5802 بتاريخ 2001 وشاركت بها في معرض الباسل للإبداع ولكن للأسف فإن مهندساً ليبياً هو "محمد الفتوري" كان ضمن الوفد الليبي المشارك في المعرض وقتها قد التقط عدة صور لسيارتي في المعرض وقام بتنفيذها والمشاركة بها في معرض أقيم في "سويسرا" وحصل على جائزة هناك وقد ذكرت جريدة "تشرين" السورية هذه الحادثة وبينت مشكورةً أن هذا الاختراع مسجل في "سورية" باسم "مجحم الدليمي".

كما اخترعت أيضاً جهازاً لتنبيه السائق في حال نام أثناء القيادة وكان هذا الاختراع سنة 2000 وأخذت عليه براءة اختراع ولكن للأسف أيضاً تم تنفيذ هذا الاختراع في إحدى دول شرق آسيا بعد عدة سنوات من عرضي له في المعرض وحصولي على براءة الاختراع».

وفيما يتعلق بأبرز الصعوبات التي واجهها في هذا المجال أضاف: «المشاكل التي أعاني منها لا تختلف عن المشاكل التي قد يعاني منها أي مخترع وأهمها وجود جهة تتبنى هذه الابتكارات العلمية وتسوقها، أنا شخصياً لا أفكر بأي حق مادي من الممكن أن يتأتى منها ووضعي المادي يسمح لي بمواصلة العمل وتنفيذ اختراعاتي ولكن على نطاق ضيق، أما الصعوبات الاجتماعية فهي تتعلق في الغالب بعدم تفهم البعض لحقيقة ما أقوم به وبجدواه لأنهم اعتادوا أن تأتي الأشياء جاهزة ومستوردة».

وعن هواياته الأخرى أضاف: «أحب السفر والارتحال كثيراً زرت خلال مسيرة حياتي كل الدول العربية تقريباً من "العراق" و"دول الخليج" إلى "الجزائر" و"المغرب العربي" كما زرت معظم الدول الأوروبية وأول ما يشدني في البلد الذي أزوره كان المتحف والنوادي العلمية، ولي ذكريات لا تنسى في "ألمانيا" و"اسبانيا" و"روسيا" أذكر في إحدى زياراتي إلى "ألمانيا" مثلاً أنني شكوت من آلام في المعدة أثناء إقامتي في "برلين" فدخلت المشفى لمدة 21 يوماً وكان رئيس قسم الأمراض الهضمية في المشفى الدكتور "عبد الرزاق سليمان" وهو "سوري" مقيم في "ألمانيا" وكان معي في غاية اللطف وفي أحد الأيام نزلت إلى حديقة المشفى وأنا أرتدي "البيجاما" فجاء هذا الطبيب ليخبرني أنني إن أردت التجول في الحديقة علي أن أرتدي الزي الرسمي لأن هذا الزي للحجرة فقط ويخدش الذوق الألماني وهنا تساءلت كيف يمكن لزي أن يخدش الذوق الألماني بينما القنابل التي يقصفون بها البلدان الضعيفة لا تخدش هذا الذوق».

وعن أهم مشاركاته والتكريم الذي حصل عليه خلال مسيرة حياته تابع قائلاً: «شاركت في دورات معرض "الباسل للإبداع" وفي المعارض التي تعنى بهذا الشأن وقد كرمت من قبل عدة جهات آخرها منذ مدة قصيرة من قبل جامعة البعث في "حمص"».

وفيما يتعلق بأهم طموحاته المستقبلية أضاف: «إن أكثر ما أطمح له حالياً هو افتتاح نادٍ للمخترعين في "دير الزور" تكون له ميزانية خاصة وأن يحصل على بعض الدعم اللازم لتطبيق مخترعات المنتسبين إليه».

ومن الوسط الاجتماعي للسيد "مجحم" التقينا ابن اخته السيد "عامر النجم" الذي حدثنا عنه قائلاً: «إن "مجحم الدليمي" هو ابن "صبحي راجي" أول رجل في "دير الزور" حصل على شهادة في المحاماة فهو ابن أسرة محبة للعلم ومعتادة على التميز وقد عانى خالي كثيراً من مشاكل اقتصادية واجتماعية كان يمكن أن توقف مسيرة إبداعه لكنه بإرادته القوية وحبه لفعل الخير وخدمة الآخرين تمكن من الاستمرار وتحقيق جزء أفكاره التي تتكئ على مفهوم تسهيل حياة الإنسان وخدمته».