من المواهب التي ظهرت بقوة في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، تتلمذ على يد كبار فناني المحافظة، تأثر باللون الفراتي فحمل رايته في العديد من العواصم العربية والغربية، يمتلك حنجرة قوية وحضور مميز، يذيب القلوب بكلماته ويهيج المشاعر إذا جاد بصوته العذب، أنه سفير الأغنية الفراتية الفنان "عبد القادر عبد القادر" أو كما هو معروف "الحناوي" أحد الأصوات التي ساهمت في الحافظ على التراث الفني الفراتي ونشره. وللتعرف أكثر على هذا الفنان أجرى موقع eDeiralzor هذا الحوار والذي حدثنا فيه عن بدايته الفنية قائلاً:

«كان ملكوت الغناء يراودني منذ الطفولة، وكنت أقوم بشكل دائم بترديد بعض الأغاني برفقة بعض الأصدقاء، وأذكر أول مرة غنيت فيها أمام الناس كان في عرس معلمي في المدرسة، وكنت حينها في الصف الخامس الابتدائية، لكن موضوع الغناء في تلك الفترة بقي شيئاً ثانوياً بالنسبة لي، واقتصر على الصدفة في المناسبات، ثم ذهبت في العام 1977 بعد إنهاء المرحلة الإعدادية لمتابعة الدراسة في مدرسة البريد "بدمشق"، وتعرفت هناك على مجموعة من الأصدقاء منهم الفنان "حسام عيد" و"ماجد قباني" والذين كانوا يعملون مع فرقة موسيقية في مدرسة "أبو الخير"، فانضممت إليهم، وبدأنا نغني على مسرح المدرسة في المناسبات الوطنية وبعض الحفلات الخاصة حتى 1979 حيث بدأت فكرة امتهان الفن تراودني بشكل كبير، فتقدمت إلى نقابة الفنانين "بدمشق" بطلب لمنحي موافقة للعمل في أحد النوادي الليلية، لكني لم أحصل عليها، وبقيت أمارس الفن في الحفلات الخاصة التي لم تكن تحتاج إلى موافقة النقابة.

"الحناوي" من الفنانين الكبار على مستوى الأغنية الفراتية، كما يتمتع بصوت قوي جداً، وله حضوره المميز في المحافل الفنية، لكنه لم يأخذ فرصته الحقيقية على مستوى التلفزيون والإذاعة

لكن الحظ لم يعاكسني كثيراً، فكان عام 1980 نقطة التحول الكبرى في حياتي، بعد أن ظهرت على شاشة التلفزيون السوري خلال مهرجان أقامته منظمة الشبيبة، أديت فيه أغنية "سلامات" للفنان العراقي "حميد منصور"، وعدت بعدها إلى "دير الزور"، فاستقبلني أهالي المحافظة كمطرب كبير، وبدأت بعد ذلك إقامة الحفلات الخاصة والعامة في المحافظة، ثم شاركت بعد ثلاث سنوات في حفل أقيم في المركز الثقافي "بدير الزور" على هامش الندوة الثقافية التاريخية التي أقامتها وزارة الثقافة بحضور الدكتورة "نجاح العطار" نائب رئيس الجمهورية وكانت وزيرة للثقافة في حينها، ومن الشخصيات البارزة التي كانت في الحفل الكاتب الكبير "حنا مينه" والملحن "إيلي شويري" والذي أثنى عليّ كثيراً بعد الحفل الذي شارك فيه أغلب فناني المحافظة، ودعاني لإقامة بعض الأعمال المشتركة، لكنها لم تكتمل لأنني لم أكن أملك المال الكافي لإنجاز هذه الأعمال، إضافة لعدم وجود جهات داعمة في المحافظة في ذلك الحين.

خلال احدى الحفلات

بعد ذلك شاركت في حفل افتتاح نادي "الواحة" وهو أول نادٍ سياحي في المحافظة، واستمريت بالعمل فيه لمدة عامين، ثم غادرت في العام 1988 للعمل في "تايلاند" بتشجيع من المغتربين الفنان "جمال شويخ" و"أمير بعاج"، وأقمت فيها مدة عام تقريباً ووفقت في العمل هناك، لكن ظروف الحياة في ذاك البلد كانت قاسية والمعيشة جداً غالية، لذلك قررت العودة إلى "ديرالزور"، بعد أن تلقيت عرضاً من فندق "فرات الشام" للعمل فيه، حيث بقيت أعمل هناك لمدة عامين ونصف، ثم تنقلت بين العديد من النوادي وفنادق المحافظة حتى العام 2000، حيث غادرت إلى دولة "الإمارات" للعمل لكنني لم أوفق فيها بالشكل المطلوب فقررت العودة إلى مسقط رأسي مرة أخرى، وقد أتيحت لي بعد ذلك العديد من فرص العمل في "مصر" والتي أقمت فيها لعدة شهور لكنني لم أغتنمها بشكل جيد».

عرف الفنان "عبد القادر" باسم "الحناوي" فمن الذي أطلق عليه هذه اللقب؟ يقول: «منذ الصغر كان والدي يناديني "الحناوي"، ولأنني أحب هذا الاسم كثيراً، ثبته كلقب في نقابة الفنانين، على اعتبار أن النقابة تطلب من الفنانين عادة تدوين الاسم الحقيقي واسم الشهرة أو اللقب المفضل له».

أما غيابه عن التلفزيون السوري أو القنوات الفضائية فيعزو إلى إمرين: «الأول تقصير شخصي من قبلي، والأمر الآخر بسبب القائمين على هذه المحطات والقنوات، علماً أنني تلقيت عدة دعوات لإجراء لقاءات، كان آخرها منذ عامين تقريباً، حيث دعاني الدكتور "ممتاز الشيخ" المدير العام الأسبق للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لإجراء لقاء في إحدى القنوات "السورية"، لكن لم يكتب لهذا اللقاء أن ينجز».

عدد كبير من الأغاني الخاصة في جعبة "الحناوي" يقول عنها: «أملك /46/ أغنية بعضها من كلماتي كأغنية "الفلوجة"، أم الأغنية الأقرب إلي فهي أغنية "مدلل" من كلمات الفنان الفراتي "يحيى عبد الجبار"، وقد صدرت مع كاسيت كامل في عام 1995، وهنالك أغنية "يا بيتنا" وهي من كلمات السيد "حسان العطوان" وألحان "يحيى عبد الجبار"».

لم يقم "حناوي" بتصوير فيديو كليب لأي من أغانيه لعدم قناعته بالفيديو كليب كحالة فنية، إضافة للتكاليف الباهظة التي يتطلبها والتي من الأفضل أن تصرف على الأغنية ذاتها؛ من تكاليف توزيع موسيقي وتسجيل في استوديوهات احترافية، ويحدثنا عن موقف طريف حدث معه في العام 2003: «تلقيت دعوة للمشاركة في مهرجان "الحلاقين"، والذي أقيم حينها في "عمان"، وقد شاركت مع الفنانة "هيفاء وهبي" في نفس الحفل، يومها استمريت في الغناء لمدة ست ساعات، في حين لم تتجاوز وصلة الفنانة "وهبي" أكثر من ساعة، وبالمقابل حصلت هي على عدد من الملايين، وأنا عدت بخفي "حنين"».

وللتعرف أكثر على هذا الفنان التقى الموقع السيد "تحسين الحسين" رئيس مكتب ارتباط "دير الزور" لنقابة الفنانين والذي حدثنا قائلاً: «"الحناوي" من الفنانين الكبار على مستوى الأغنية الفراتية، كما يتمتع بصوت قوي جداً، وله حضوره المميز في المحافل الفنية، لكنه لم يأخذ فرصته الحقيقية على مستوى التلفزيون والإذاعة».