مجموعة من القوارب الصغيرة تنقل الساكنين على ضفاف الفرات أو في الجزر النهرية من وإلى هذه الجزر، هذا ما تقتصر عليه حركة النقل اليوم بعد عقود كان النهر فيها عامراً بالحركة والسفن التي تمخر عبابه من منبعه إلى مصبه، الملاحة النهرية في "الفرات" يذكرها كبار السن في "دير الزور" بكثير من الحميمية ويروون عنها وعن تاريخها الكثير في الأيام التي كان فيها الفرات فراتاً -على حد تعبيرهم- أي شديد الغزارة.

وقد بينت المكتشفات الأثرية الحديثة وفي "ماري" خاصةً الدور الذي لعبه نهر الفرات فيما يتعلق بالنقل النهري والذي يرجع تاريخه إلى أكثر من أربعة آلاف سنة.

أنواع السفن "الطوف"- "القارب"- "العبارة"- "السفينة"- "الباخرة"- "الشختور"، استخدمت بعض السفن لعمليات صيد الأسماك، واستخدم البعض الآخر لقطع وتجارة الحطب ونقل السيارات القادمة من أوربا إلى "دير الزور". أما "العبَارة" فاستخدمت لنقل الأغنام من "الشامية" إلى "الجزيرة" وبالعكس بحثاً عن المرعى، واستخدمت البواخر لنقل الركاب من "براجيك" إلى "العراق" و"سوريا". أما أهم مرافئ الفرات فهي مرفأ "بغداد" بين "الأنبار" و"حلب" و"هيت" و"عانة" و"الرحبة" و"دير الزور" و"الخاتونة" و"السبخة" و"بالس" و"دير حافر"

للحديث حول هذا الأمر التقى eSyria في متحف "دير الزور" بالآثاري "يعرب العبد الله" الذي أفادنا بالقول: «كان الفرات على الدوام عصب الحياة في الحضارات التي قامت على ضفافه سواءً من خلال دوره في الزراعة أو دوره في النقل النهري والذي اهتمت به الحضارات المتعاقبة عامةً ومملكة "ماري" تحديداً حيث تشير المكتشفات الأثرية في "ماري" بوضوح شديد إلى اهتمام هذه المملكة بالملاحة هذا الاهتمام الذي تم التعبير عنه من خلال النشاط الكبير في صناعة السفن والتي كانت على أشكال وأحجام متعددة وبناء القنوات الملاحية مثل القناة التي تصل الفرات بالخابور، واتخاذ العديد من الإجراءات التي من شأنها تسهيل النقل النهري مثل ابتكار قوارب ذات جوانب مستديرة وهذا النوع من السفن وجدت في العصر الحديث نماذج تشبهها تستخدم في العراق، ويعتقد أنها نماذج لسفن "ماري" ظلت مستخدمة، أو سفن ذات قواعد مستقيمة أو مسطحة وهذا النوع من القوارب لا يحتاج لأشرعة كون اندفاع تيار النهر أقوى من حركة الرياح، لذلك يلجأ إلى سحبها بالحبال وهذا النوع من السفن ظل مستخدماً في الفرات حتى منتصف القرن الماضي تقريباً وتستخدم بشكل أساسي لنقل الحطب من الحوايج النهرية ونقل المحاصيل الزراعية، كما كانت تصنع بعض تلك القوارب من الجلد حيث يتم نفخها عند الاستعمال، وميناء "ماري" كان المحطة الأخيرة للسفن القادمة من الجزيرة العليا.

عملية جر السفن المتوارثة من ماري إلى اليوم

وللتعرف على تاريخ الملاحة النهرية في الفرات في العصر الحديث وعرض التفاصيل التي قد يجهلها أبناء المحافظة أنفسهم التقينا الباحث "عامر النجم" والذي حصلنا من مجموعته على الصورة الرئيسية فحدثنا عن تاريخ الملاحة بالقول: «إن مكانة الفرات الهامة فيما يتعلق بالنقل النهري استمرت حتى منتصف القرن الماضي تقريباً، وهناك الكثير من الوثائق التي تشير إلى وصف الرحلة عبر النهر من منبعه إلى مصبه فهذا الدكتور "رود وولف" يتحدث في كتابه "رحلة إلى بغداد" كيف أتى من "ألمانيا" إلى "تركيا" ومنها عبر "الفرات" في سفينة عام 1575 ومرَ على "بالس" "مسكنة" ووصل "توتول" "الرقة" ومكث فيها أربعة أيام نتيجة معركة دارت خارج أسوار "الرقة" حيث أوصدت أبوابها وتابعوا رحلتهم إلى "دير الزور" وعند وصولهم ذكر كيف استقبلهم في النهر بعض أهل السفن ووجهوا سفينتهم كي لا ترتطم بالصخور إلى بر الأمان حيث الميناء.

إلا أن الدور الأكبر للفرات كان يتعلق بالتجارة وخاصة من "براجيك" حيث تحمل البضائع التركية والأوروبية إلى "دير الزور" وإلى "بغداد" كما نشطت الحركة النهرية فيما يتعلق بالبريد ونقل المواشي ونقل الركاب.

الآثاري يعرب العبد الله

ثم جاء الاحتلال الأوروبي واشتملت الخطط على النظر إلى "الفرات" وليس إلى الصحراء كهمزة وصل بين أوروبا والمستعمرات الهندية وقرر مجلس العموم البريطاني تجربة المواصلات البخارية مع الهند بواسطة "سورية" ونهر "الفرات" لأن هذا الطريق ينقص 1230 ميلاً عن طريق "السويس" وأنشئت أحواض مؤقتة على "الفرات" على بعد ميلين ونصف من "براجيك" وأنزل قاربان تجاريان في هذه المحطة التي سماها الانكليز "بورت وليم" وذلك في الربيع من عام 1836 وعامت هذه القوارب على بحيرة "أنطاكية" وبنيت محطات لخزن الفحم في "دير الزور" وخاناً، وقد استعد البدو لاستقبال القوارب البخارية بشكل ودي وقام الخبراء بمسح النهر حتى "الخليج العربي" ورغم خسارة القارب "دجلة" مع عشرين من رجاله في عاصفة قرب "الخيام" وإنشاء شركة تدعى "شركة الملاحة البخارية على نهري الفرات ودجلة" لكي تقوم بخدمات النقل على نهر "دجلة" ما بين "بغداد" و"البصرة" وبذلك تصل الخدمات البحرية التي تقوم بها البواخر التابعة لخدمات شبه الجزيرة والمشرق والهند البريطانية ما بين "بغداد" و"البصرة"».

أما عن أهم أنواع السفن واستخداماتها فقد أضاف قائلاً: «أنواع السفن "الطوف"- "القارب"- "العبارة"- "السفينة"- "الباخرة"- "الشختور"، استخدمت بعض السفن لعمليات صيد الأسماك، واستخدم البعض الآخر لقطع وتجارة الحطب ونقل السيارات القادمة من أوربا إلى "دير الزور".

نموذج للقوارب المستديرة

أما "العبَارة" فاستخدمت لنقل الأغنام من "الشامية" إلى "الجزيرة" وبالعكس بحثاً عن المرعى، واستخدمت البواخر لنقل الركاب من "براجيك" إلى "العراق" و"سوريا".

أما أهم مرافئ الفرات فهي مرفأ "بغداد" بين "الأنبار" و"حلب" و"هيت" و"عانة" و"الرحبة" و"دير الزور" و"الخاتونة" و"السبخة" و"بالس" و"دير حافر"».