تعد من أهم الأكلات الشعبية في منطقة البصيرة، فهي تعتبر القاسم المشترك لأي مناسبة في "دير الزور"، فقد باتت مع مرور الزمن بمثابة موروث شعبي عند أهالي المحافظة وخصوصاً أن الرجال هم من يقومون بطهوها بعد أن تقوم النسوة بتحضيرها.

وللحديث عن هذه الأكلة، التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 29/11/2012 السيدة "فاطمة العثمان" من أهالي الدير والتي تحدثت بالقول: «هي إحدى الأكلات المشهورة والمحببة كثيراً للنفوس عند أهالي "دير الزور"، فهي تصنع من خبز التنور أو الصاج الذي يتم تقطيعه ووضعه في المناسف، ثم يسكب عليه اللحم بعد طهوه ويوضع إلى جانب الطبق بعض البصل الأخضر والفجل كنوع من أنواع الزينة.

كما أن سهولة طبخ البجارية يسمح بطهوها في المنزل، فالكثير من هذه العائلات تقدم هذه الأكلة يوم الجمعة لكونه يوم عطلة، ويكون كل أفراد الأسرة مجتمعة فيه ولعل هذا الطقس أصبح تقليداً لدى كثير من الأسر في المحافظة في أن تكون أكلة "البجارية" هي طبق كل يوم جمعة أو في كل يوم عطلة

فالبجارية تقدم في الولائم من أعراس وأحزان ومناسبات كبيرة، وعلى الرغم من التطور الحاصل وكثرة أنواع الطعام الجديدة، إلا أن أكثر أبناء محافظة "دير الزور" يعتبرون أن مناسباتهم من دون أكلة البجارية ينقصها شيء ما ولعل هذا ما يميزها».

السيدة فاطمة العثمان

تتابع: «إن طريقة تحضيرها بسيطة، حيث يتم غسل اللحم بالماء قبل طهوه ثم يتم وضعه في قدر كبير على حسب كمية اللحم، ثم يضاف إليه الماء طبعاً مع اضافة البصل والملح وورق الغار والفلفل الأحمر والقرنفل والقرفة لإضفاء نكهة خاصة للطعام، وبعد أن يجهز يتم سكبه في المناسف التي يوضع فيها خبز تنور».

ويشير السيد "حسن غنام" من مدينة "الميادين": «إن أكلة البجارية لها طعم خاص، ونحن نقوم بتقديمها في الأعراس وميزتها في "دير الزور" أن من يقوم بطهوها هم الرجال، وتوضع على الحطب ثم تقدم للمدعوين في العرس، كما يتم تقديمها في بعض القرى في مناسبات العزاء، وأنا أتذكر أن هذه الأكلة قديمة ولكن بدأ انتشارها يخف في عموم المحافظة ولعل التطور وكثرة الأطعمة الجاهزة التي باتت تقدم في كثير من المناسبات حلت محل البجارية مثل (الكباب والكبسة والفروج المشوي) وغيرها من الأطعمة الجاهزة» .

الباحث رضا الجابر

أما الباحث الاجتماعي "رضا الجابر" فذكر بالقول: «إن كلمة "بجارية" مما أضافته قبيلة البقارة إلى التراث الشعبي للمنطقة وأكلة البجارية تنتشر وتكثر في العراق، ولعل القرب الجغرافي هو أبرز أسباب انتشار البجارية في دير الزور، حيث أصبحت من المأكولات التي نفتخر بتقديمها فهي عبارة عن خروف مقطع مطبوخ بالسمن العربي فقط، ويوضع بعد طهوه على عدد من أرغفة الخبز.

تقدم في مختلف المناسبات سواء في الأفراح أو الأتراح، وخصوصاً في مناطق ريف المحافظة أما في المدينة فهي أقل انتشاراً».

يضيف: «كما أن سهولة طبخ البجارية يسمح بطهوها في المنزل، فالكثير من هذه العائلات تقدم هذه الأكلة يوم الجمعة لكونه يوم عطلة، ويكون كل أفراد الأسرة مجتمعة فيه ولعل هذا الطقس أصبح تقليداً لدى كثير من الأسر في المحافظة في أن تكون أكلة "البجارية" هي طبق كل يوم جمعة أو في كل يوم عطلة».