أخذت تسمية "دير الزور" تفسيرات متعددة فردها البعض إلى ألفاظ "آرامية" و"عمورية" و"يونانية" إلى أن استقرت في تسميتها عام 1856م.

أطلق الباحثون على مدينة "الدير" تفسيرات كثيرة فبعضهم أطلق عليها اسم "دير الرهبان" لكثرة الأديرة المسيحية الموجودة فيها، وآخرون أطلقوا عليها "دير الرمان" لشهرتها بزراعة الرمان، وسمّى آخرون المنطقة باسم "دير الشعراء" لكثرة الشعراء الذين يؤمون المنطقة.

إنهم أقوياء الأجسام شعورهم سوداء، وهم لطيفون ويحبون الغرباء

مدونة وطن eSyria بحثت بتاريخ 23/12/2012 في كتب التاريخ من أجل التعرف على التاريخ والأسماء التي أطلقت على "الدير" حيث أشار المؤرخ "أحمد سوسة" بالقول: «أقدم الأسماء التي منحت "لدير الزور" هي "شورا" أو "جديرته" وهي كلمة سريانية، وخلال العصر السلوقي سُميّت "ثياكوس"، لاحقاً تغير الاسم إلى "دير حتليف" وهو اسم "الدير" الذي استقرّ به "عبد الملك بن مروان"، حين جاز الفرات لمحاربة مصعب بن الزبير، وبحسب ياقوت الحموي فإن الدير كانت تسمى أيامه في القرن الثالث عشر "دير الرمان" لاشتهار المدينة بهذه الثمار التي لا تزال تزرع حتى اليوم، أما العثمانيون فقد أسموها في القرن السادس عشر "دير الرحبة" نسبة إلى قلعة الرحبة التي تقع بالقرب من "الميادين" إلى أن استقر اسم "دير الزور" عام 1856 أواخر العصر العثماني».

تعاقبت على دير الزور الحضارات واختلف المؤرخون في أصل تسميتها حيث أشار الباحث الاجتماعي "عمر صليبي" في كتابه "لواء الزور في العصر العثماني" عن أصل التسمية بالقول: «أسماء كثيرة أطلقت في القديم على "دير الزور"، منها "دير الرهبان" وهو مكان التعبد، أما "الزور" بفتح الزاي فتعني الصدر الواسع أي صدر النهر، وهي المنطقة الزراعية المروية الواقعة على ضفاف الفرات والمتكونة بفعل فيضانات الأنهار والمتمثلة بالتربة الخصبة السمراء».

وذكر الباحث الاجتماعي "عامر النجم" عن التسمية بالقول: «رغم كل التفاسير والأسماء التي حظيت بها "الدير" فهذا يخلق هدفاً له بعدان الأول هو تثبيت معنى التسمية، والثانية إثبات القدم للمنطقة من جهة أخرى، ولذلك "دير الزور" مؤلفة من كلمتين، "دير" وهو المكان الذي يسكنه الرهبان المسيحيون، و"الزور" هو المكان الموجود على مقربة من نهر الفرات وتكثر فيه النباتات الطبيعية كالغرب الطرفاء على شكل غابة نهرية صغيرة».

في عام 1574 م توقف في "الدير" الطبيب والعالم النباتي "روولف" أثناء زيارته لشواطئ الفرات قادماً من مدينة براجيك التركية متوجهاً إلى مدينة الفلوجة العراقية، وقد وصف مدينة "دير الزور" بـ«أنها مدينة صغيرة يحكمها الأتراك وسكانها عرب» ويقول: «إن البيوت مبنية على تل من الجهة اليمنى لنهر الفرات وهي محاطة بسور وخندق».

ويصف السكان بقوله: «إنهم أقوياء الأجسام شعورهم سوداء، وهم لطيفون ويحبون الغرباء».

ورأى الكاتب "أحمد وصفي زكريا" تعريفاً "للزور" بقوله: «هو الوادي الطويل المقفل والممتد على ضفتي نهر الفرات حيث تكثر فيه الأشجار من الغرب والتوت أشبه بالغابات يستحيل الدخول إليها».

وأضيفت "للدير" كلمة "البشارة" في زمن "إبراهيم باشا" فعرفت باسم "دير البشارة" ارتباطاً بجبل "البشري" الذي يقع في نهاية بادية الشام، والذي يبشر بقرب الوصول إلى "الدير" ولذلك سمي جبل "البشري". وفي 16 نيسان 1769 م وصل إلى "دير الزور" الأب اليسوعي جاكوب فيليوب وتلميذه، وقد أتيا من القسطنطينية، وكان الاثنان جائعين وقعا بأيدي قطاع الطرق، ويصف الأب فيليوب مدينة "دير الزور" بقوله: «ولقد وصلنا مسرعين إلى المدينة حيث كان البدو يطاردوننا، و"الدير" قرية فقيرة قائمة على الفرات ويحميها أحد البكوات العرب باسم سلطان الأتراك ويتقاضى هذا البيك ديناراً ذهبياً عن كل مسيحي يمر من المدينة».

ورأى سيادة "البطريرك اغناطيوس يعقوب الثالث" بالقول: «جاءت تسمية "دير الزور" من السريانية "دير زعور" أي الدير الصغير وذلك لأن حرف العين في اللغة السريانية الشرقية العامية يلفظ أحياناً همزة وأحياناً يختفي كلياً، كما حصل في كلمة دير الزور كما عرف بالدير الصغير تميزاً له من الدير الكبير الذي كان بجواره وبحسب هذا التفسير تكون الدير ديرين ديراً صغيراً كان يسمى دير زعور وهو دير الزور الآن والدير الكبير كان بجانبه ويرجح أن النهر دمره مع ما دمر من المعالم التي وجدت على شاطئيه ومنها بقايا سور على الفرع الكبير لنهر الفرات».

وفي عام 1809م وصف السائح الفرنسي روسو في كتابه "باشوات بغداد" "دير الزور" بقوله: «إنها قرية قليلة الأهمية تقطنها بعض العائلات العربية والتي تخضع من حيث المبدأ لسلطة باشا بغداد ولكنها في الواقع مستقلة».

وفي 15 أيار 1826 جاء إلى "دير الزور" الكولونيل الإنكليزي شيسني قادماً من براجيك عن طريق نهر الفرات وهو أول من سار في النهر بمركب تجاري وكان يأمل أن يكتشف طريقاً مائياً بين الهند والبحر المتوسط ماراً ببراجيك فانطاكية فنهر العاصي، وقد وصف "الدير" بقوله: «"الدير" مبنية على هضبة مخروطية على الضفة اليمنى للنهر مواجهة لجزيرة الحويقة وعدد بيوتها ألفا بيت، وجزيرة الحويقة واقعة بين ذراع الفرات وقناة محفورة لتخفيف المياه أثناء الفيضان وهذه القناة جيدة الحفر قابلة لسير المراكب».

يذكر أن سكان مدينة دير الزور الآن أطلقوا هذه الأسماء القديمة على بعض المنشآت والمحلات والنشرات المحلية إضافة إلى الألقاب التي تطلق على محافظة دير الزور مثل عروس الفرات ودرة الفرات.