تتميز بهضبتها الكلسية التي تسمى "جبل العرسي" الذي يحاذي النهر تماماً، ويرفده في هذا المكان قديماً نهر "دورين" ونهر الفرات حديثاً، ليشكل تجمعاً مائياً كبيراً يصطدم بالجبل، إضافة إلى "مغارة التيس" التي لا يزال أهالي "البوكمال" يذكرون تلك القصص التي تدور حولها.

إنها بلدة "الباغوز" التي تقع على بعد \2\ كم من منطقة "البوكمال" أو كما يسميها أهلها "الباخوس" التي تجذب الزوار بمنظرها الخلاب.

تقسم البلدة إلى "باغوز" التحتاني و"باغوز" الفوقاني ثم مزرعة "السفافنة" تبلغ مساحتها الكلية /4500/ هكتار، أما مساحة المخطط التنظيمي فهي /950/ هكتاراً ويبلغ عدد سكانها ما يقارب /25000/ نسمة يعمل معظمهم في الزراعة وتربية الماشية

وللتعرف على هذه البلدة وعلى نهر "دورين" بحثت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6/1/2013 في كتب ومراجع التاريخ التي تحدثت عن البلدة وعن نهر "دورين" الذي شقها قديماً حيث أشار السيد "وليد مشوح" في كتابه "حضارة وادي الفرات" بالقول: «كثيراً ما يجهل أبناء المنطقة هذا النهر الذي أمرت بشقه ملكة "الباغوز" آنذاك في الألف الثالث قبل الميلاد، حيث ما زالت بقايا المجرى قائمة حتى الآن في أسفل كهف الباغوز الشهير، و"دورين" هي ملكة "الباغوز" التي أرادت أن يكون هناك فرعاً خاصاً من نهر الفرات يصل إلى "الباغوز" دون المرور من مملكة العموريين (ماري حالياً) ويجري بمحاذاة جبل "الباغوز" ليصب خارج حدود مملكة "الباغوز"».

جبل العرسي

يضيف: «لعب نهر "دورين" الذي شق من الفرات دوراً أساسياً في حياة إنسان الباغوز القديم، إلا أن جفافه لم يشكل أي أثر على حياة السكان الحاليين لأن قرار شقه منذ البداية كان سياسياً بحتاً، حيث أمرت بحفره ملكة "الباغوز" فقط، لأن ملكة "ماري" كانت تغتسل بمياه الفرات قبلها وهي لا تريد أن تشرب وتغتسل في المنطقة التي تليها، وما زالت بقايا المجرى قائمة حتى الآن أسفل كهف "الباغوز"».

تسيمة "الباغوز" في اللغات القديمة كما يقول الباحث "عبد القادر عياش": «"الباغوز" أو كما يسميها أهل المنطقة "باخوس" والذي يعني إله "الخمر"، وربما كانت السهول المتصلة بالتل تزرع بالعنب ومنها يعتصر الخمر، وهناك رواية أخرى تعني "المضيق" حيث إن وادي نهر "الفرات" يضيق عند بداية "البوكمال" حيث تتصل حواف البادية بمجرى النهر يقابله هضبة "الباغوز" المسمى جبل "العرسي".

مغارة التيس

على سطح جبل "الباغوز" برجان قائمان زال أحدهما وبقي الآخر صامداً، وهذه الأبراج يقابلها في الشامية برج قائم ثالث في مدينة القائم العراقية، وهي أبراج تعود إلى الفترة الرومانية، كما عثر في المنطقة على قبور فخارية رومانية في كل من تلال المنطقة».

ويقول الشاعر "عبد الله ابن مالك" حول هذه الأبراج:

بلدة الباخوس من غوغل إرث

بدير القائم الأقصى / غزال شادن أحوى

برى حبي له جسمي / ولا يدري بما ألقى

وأخفي حبه جهدي / ولا والله ما يخفى

وفي منطقة "الباغوز" لا تزال هناك معتقدات حول مغارة التيس والتي يقول عنها الباحث "أسعد الفارس": «في الباغوز" مغارة مخفية على شكل نفق لا تعرف له نهاية وتسمى المغارة "مغارة التيس" لأن تيساً من الماعز دخلها وخرج في العراق أبيض الشعر، أما الحكاية الثانية فتقول: بأن شاباً دخلها ولم يخرج منها إلا بعد عدة أيام وهو أشْيب الشعر من هول المخاوف التي تعرض إليها وهو في بطن تلك المغارة».

يضيف: «تقسم البلدة إلى "باغوز" التحتاني و"باغوز" الفوقاني ثم مزرعة "السفافنة" تبلغ مساحتها الكلية /4500/ هكتار، أما مساحة المخطط التنظيمي فهي /950/ هكتاراً ويبلغ عدد سكانها ما يقارب /25000/ نسمة يعمل معظمهم في الزراعة وتربية الماشية».

من الجدير بالذكر أن بلدة "الباغوز" تتبع إداريا لمنطقة البوكمال، تبعد 125 كم عن "دير الزور"، وتتمتع هذه القرية بالمناظر الخلابة التي تحتاج لعنايةٍ من نوعٍ خاص حتى تصبح مقصداً للسياح والزوار، ومع ذلك فقد أهملها الإنسان لكن هذه الطبيعة حافظت على سحرها وجمالها.

  • الصورة الرئيسية لنهر الفرات في بلدة الباغوز.