تقع جنوبي غربي "دير الزور" على بعد 85 كم على طريق "دير الزور– دمشق" وعلى بعد 35 كم من محطة T2، وسميت "الفيضة" لفيضان سيول المياه المتجمعة في وادي المياه التي تفيض في هذا الموقع.

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 10/8/2013 أستاذ التاريخ "عدنان بدري" الذي تحدث عن قرية "الفيضة" بالقول: «قديما كان يطلق عليها اسم "الفيضة" ومن ثم عرفت باسم "فيضة ابن موينع" وهي تقع بين بادية "كباجب" وبادية "الميادين"، والفيضة من إفاضة ماء المطر وتشتهر هذه القرية بكثرة الأمطار فيها شتاء حيث تقع أراضي هذه القرية في واد منخفض وتشتهر بزراعتها للقمح والشعير "عذياً" أي من مياه الأمطار، أما تسميتها "فيضة ابن موينع" لأن "ابن موينع" أول من سكنها وهو بدوي من قبيلة "عنزة"، وتمتاز القرية بكثرة المياه الجوفية داخلها».‏

قرية بدوية مستحدثة في قلب بادية الفرات تشتهر بمردودها العالي من القمح والشعير حتى ذاعت شهرتها في منطقة الفرات، واسم "الفيضة" مأخوذ من فيضان سيول المياه المتجمعة في وادي المياه والتي تفيض في هذا الموقع

ويشير الباحث "عبد القادر عياش" في مجلة "صوت الفرات" الصادرة بتاريخ 1961م عن قرية "الفيضة" بالقول: «قرية بدوية مستحدثة في قلب بادية الفرات تشتهر بمردودها العالي من القمح والشعير حتى ذاعت شهرتها في منطقة الفرات، واسم "الفيضة" مأخوذ من فيضان سيول المياه المتجمعة في وادي المياه والتي تفيض في هذا الموقع».‏

ابار البادية

ويضيف "عياش" بالقول: «أثناء زياتي للقرية لفت نظري أشخاص من بدو السبعة من عشيرة "عنزة"، حيث حفرت الدولة سنة 1955م بئراً للمواشي سمي باسم "بئر وادي المياه"، ولوادي المياه شهرة لدى عشائر بادية الشام منذ صدر التاريخ الإسلامي كانت تنزله ويبلغ طوله نحو ثلاثمئة كيلومتر يتصل بشرقي "الأردن" تنزله العشائر في الربيع في موسم غزارة الأمطار لحسن مراعيه وعذوبة مائه وقد ذكره الشاعر العربي المخضرم ابن الدمينة في شعره حيث قال في قصيدة غزلية يصف حاله وحال حبيبة له كانت تنزل في قومها على وادي المياه بالقول:

ألا لا أرى وادي المياه يثيب / ولا النفس عن وادي المياه تطيب».

الفيضة كما محدد في الصورة

ويتابع "عياش" حديثه بالقول: «ينتشر في أطراف القرية نباتات بادية الفرات الشيح والرمث والروثة والقيصوم والحرمل والحنظل وغيرها مما ترعاه الجمال، أما بيوت القرية فهي إما من الشعر أو من اللبن متجاورة، وسكان الفيضة وخلال خمس سنوات من حفر الدولة بئراً لهم حفروا سبعة آبار أحاطوا جوانبها بالإسمنت ووصلوا فتحاتها بالجوابي لسقاية المواشي، وعمق البئر الواحدة 45 متراً».‏

وأشار المهندس "أديب العبود" عن قرية "الفيضة" بالقول: «تمتاز بتربة طينية جبسية عميقة ومتوسطة وهي أفضل منطقة للرعي لكثرة الأمطار فيها، وهي من السهول الزراعية الخصبة وتصلح للاستثمار الزراعي بجميع أنواعه في حال توافر المصدر المائي لها. وموضحة وفق المخطط المرفق ويبلغ عدد سكانها 6000 نسمة، وتبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة 60 ألف هكتار، و"الفيضة" ميزوها عن فيضات أخرى بإضافة اسم رئيس عشيرة السكان "ابن موينع" فعرفت باسم "فيضة ابن موينع" وهي أول قرية بدوية ينشئها البدو بجهدهم الخاص في بادية الفرات».‏