الملخص يعتبر تخطيط مدينة "دير الزور" بوضعه الحالي تخطيطاً شطرنجياً منتظماً، فشوارعها تسير موازية للنهر أو متعامدة عليه وفقاً لشكل المدن أيام الرومان، ولكن تفاصيل ملامح المدينة تختلف عما كانت عليه سابقاً.

"مدونة وطن eSyria" التقت بتاريخ 16/9/2013 المهندس المعماري "مهيدي الجراد" الذي تحدث عن موقع المدينة قديماً بالقول: «تقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات وتمتد مدرجة أربعين متراً حتى قاعدة "تل علوه"، طولها من الغرب إلى الشرق ثلاثة كيلو مترات تقريباً في سهل لا يزيد ارتفاعه عن خمسة أمتار عن حوض النهر، وعرضها من الشمال إلى الجنوب 1200م تقريباً، وتشكل التلال الرملية والصخرية حاجزاً طبيعياً بين المدينة والصحراء الشامية، وترتفع المدينة 200م عن سطح البحر وتقع في الدرجة 35 والدقيقة 20 من الطول الشمالي والدرجة 37 والدقيقة 45 من العرض الشرقي»، موضحاً أنه أمام المدينة من جهة الشمال تقع جزيرة خضراء تسمى "الحويقة" تفصل النهر إلى ذراعين تحتضنها، وهكذا فمدينة "دير الزور"- حسب تعبيره- تنظر إلى النهر والجزيرة وتدير ظهرها إلى الصحراء.

"العذي" وهي تلال رملية تقع ممتدة من أراضي الكنامات وحتى المنطقة الصناعية، و"العصوص" وتقع شرق المدينة عند نهاية "الحويقة" في نهايتها الشرقية يوجود مضيق نهري يلتقي بعده النهر بفرعيه، وكذلك "المارد" ويقع على النهر الكبير وكان مكاناً لورود الأغنام ويأخذ منه الأهالي الماء من مكان قريب يدعى "الشريعة"

أما الباحث "عمر صليبي" في كتابه "لواء الزور في العصر العثماني إدارياً وسياسياً" فيتحدث عن تاريخ المدينة ويقول: «بنيت المدينة القديمة على التل المسمى "الدير العتيق" المحاط من الشمال والغرب بالنهر ومن الجنوب والشرق بخندق وجدران مسورة، أما المدينة الحديثة فقد بنيت حول هذا التل وبصورة موازية للنهر، فهي مدينة قديمة جداً ولم يكشف حتى الآن عن آثارها المبعثرة تحت أبنية الدير القديمة، وليس فيها من مستندات محفوظة إلا التقارير الرسمية للحكومات المتعاقبة وأقوال السياح ومؤرخي العرب وما كتب عن تسلسل الحوادث التي جرت في وادي الفرات».

شارع النهر في دير الزور

ويبين "صليبي" أن المدينة القديمة محاطة بمجموعة من التلال الطبيعية وأهمها "تلال الولي" التي تقع جنوب المدينة ويبلغ ارتفاعها 250 متراً عن سهل المدينة وتنتهي عند "وادي الجفرة"، وإلى الجنوب منها هناك "تلال ثرود" ويصل ارتفاعها إلى 291 متراً ويفصل بينهما سهل منبسط يخترق "وادي الجورة" غرباً و"وادي الجفرة" في الجنوب الشرقي، إضافة إلى "تلال الحجيف" وهو تل بركاني يقع شمال غرب المدينة عند "البغيلية" ويصل ارتفاعه إلى 230متراً ولكنه يبدو مرتفعاً لإنبساط السهل المحيط به، بالإضافة إلى "تلال خسارات" وهي رملية تنتهي بتل صخري في منطقة "الجفرة" وترتفع 225 متراً.

ويتابع "صليبي" عن ملامح المدينة القديمة: «تظهر على النهر بعض المعالم الصنعية التي زال معظمها حتى الآن بفعل عمليات تنظيم مجرى النهر في المدينة، ومما كان قديماً منها "الصوايات" التي تقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات وتتقابل مع "رأس الكسر" الذي يقع في الطرف الغربي من منطقة "الحويقة" الحالية، وسمي بذلك لأن المياه تنحرف فيه بسرعة وتنكسر نحو الفرع الكبير الأخفض في العمق، بالإضافة إلى "بيوت الجاجان" التي تقع على المصطبة النهرية المطلة على نهر الفرات والتي كانت تعرف بمنطقة "الصالحية" التي بنيت فيها الثكنات العسكرية العثمانية».

ويشير إلى وجود مواقع آخر مثل "المخاضة" في منطقة "الكب" أو "الحصيوة" وتقع مقابل بساتين "بيت جواد"، و"البكرة" وهي منطقة مائية كان فيها غرافات وتقع أمام المشفى الوطني مقابل جرداق "صالح الملحم"، و"بساتين الحلبي" وتقع إلى الشرق من السرايا القديمة حيث أقام بها حاكم المدينة مزرعة له لا تزال آثارها باقية حتى اليوم، بالإضافة إلى "الصور والصورين" وهما بقايا طواحين مائية استخدمت فيما بعد كمستقر للسفن.

وكذلك الباحث "محمد العواد" الذي أضاف إلى الملامح السابقة الذكر؛ «"العذي" وهي تلال رملية تقع ممتدة من أراضي الكنامات وحتى المنطقة الصناعية، و"العصوص" وتقع شرق المدينة عند نهاية "الحويقة" في نهايتها الشرقية يوجود مضيق نهري يلتقي بعده النهر بفرعيه، وكذلك "المارد" ويقع على النهر الكبير وكان مكاناً لورود الأغنام ويأخذ منه الأهالي الماء من مكان قريب يدعى "الشريعة"».

وعن المعالم الأساسية في وسط المدينة يقول "العواد": «أهمها الشارع الرئيسي الذي يخترق المنطقة من الوسط ويرتصف فيه الدير العتيق على جانبيه، وينتهي شرقاً بالجامع العمري وغرباً بـ "باب الهوى" بينما يحاذي النهر مباشرة من جهة الشمال طريق ضيق وتنحدر المساكن على النهر مباشرة، وكان هناك عدد من الشوارع الضيقة التي تخترق الدير من الجنوب والشمال بشكل متدرج، وأما الشوارع الرئيسية فيها فتعرف بكلمة "الدربة" وتعني الحي ومنها "دربة السعادة" في "السوط" و"دربة الطويل" المحاذي للجامع العمري من جهة الغرب، و"دربة الجويشنة" في القسم الغربي من التل، وعلى امتداد "شارع الوسط" يوجد "دربة المعامرة" المحطية بجامع "الوسط" ومقابل جامع "ملا علي"، وهناك "دربة الخرشان"، أما على النهر فهناك جامع قديم جداً ذو مئذنة خشبية وغالباً ما كان الصعود إلى التلة من النهر بدرج ترابي مدعوم بالحجر وفي الجهة الشمالية الغربية كان هناك فسحة بني مجاورها الطاحون القديمة ويقابلها منازل "الشكال" و"سليمان الصليبي" و"محمد الإسماعيل"، أما الساحة المعروفة بساحة الحدادة فكانت في جنوب شرق الدير العتيق».