كان للشيخ "أحمد النقشبندي" الفضل في تأسيس "التكية" في محافظة "دير الزور" عام 1885م، وهو أحد مشايخ "السلطان عبد الحميد"، حيث أقام دعوة دينية وفق "الطريقة النقشبندية" في "دير الزور"، لتعتمدها وزارة الثقافة كموقع أثري إسلامي في "دير الزور".

مدونة وطن eSyria بحثت بتاريخ 3/9/2013 في كتب التاريخ، حيث تحدث الباحث المرحوم "عمر صليبي" في كتابه "لواء الزور في العصر العثماني" عن الشيخ "أحمد"، بالقول: «هو "أحمد بن حسن بن رمضان بن فهد بن محمد"، "العزي" نسباً، و"الشافعي" مذهباً و"الأشعري" عقيدة، ولد في "كركوك" عام 1845م، وقدم إلى "دير الزور" بناء على طلب شيخه المكنى "حامل الجفا" لإقامة دعوة دينية في المنطقة وفق الطريقة "النقشبندية"، كان متزوجاً من السيدة "ريمة العزي"، وقد جاء أولاده الذكور جميعهم في "دير الزور"، وأكبرهم الشيخ "ويس" الذي ولد عام 1879م».

كان الشيخ "أحمد الكبير" يذهب إلى "السلطان عبد الحميد" كل ستة أشهر بعد معرفته به، عندما كان السلطان يبحث عن شيخ علّه يشفي ابنته من مرضها بعد أن أعيت الطب والأطباء، فذكر له الشيخ "أحمد النقشبندي" الذي كان مقيماً في "دير الزور"، فأرسل السلطان في طلبه وكان شفاء ابنته على يديه بإذن الله

وأضاف: «تلقى الشيخ "أحمد النقشبندي" تعليمه على يد مشايخ "العراق" في مجال التربية والسلوك، اعتمد الطريقة "النقشبندية" اعتماداً أساسياً على العلم والتمسك الكبير بالكتاب والسنة، والابتعاد ما أمكن عن كل ما هو محدث، حيث لا توجد فيها ممارسات للخوارق وإظهار الكرامات، ومن مبادئها الأساسية القاعدة التي تقول (الجلوة في الخلوة) أي إن اتصال الإنسان مع ربه يجب أن يكون مستمراً وملازماً له في جميع حالاته وشؤونه، وتعتمد على "الذكر الخفي" لحديث "رسول الله صلى الله عليه وسلم": "خير الذكر الخفي" (حديث مسند)، و"الذكر" لديهم يكون وفق صيغ وردت في "السنة النبوية الشريفة" والإكثار من قراءة "سورة الإخلاص" مع بعض، وأصحاب الطريقة "النقشبندية" لا يظهرون تقواهم ولا يحبون إبراز أدواتهم، وكانوا يداومون على قراءة "سورة يس" أثناء "الذكر"».

المرحوم الباحث عمر صليبي

وذكر الشيخ "عبد الجليل النقشبندي": «كان الشيخ "أحمد الكبير" يذهب إلى "السلطان عبد الحميد" كل ستة أشهر بعد معرفته به، عندما كان السلطان يبحث عن شيخ علّه يشفي ابنته من مرضها بعد أن أعيت الطب والأطباء، فذكر له الشيخ "أحمد النقشبندي" الذي كان مقيماً في "دير الزور"، فأرسل السلطان في طلبه وكان شفاء ابنته على يديه بإذن الله».

وأضاف "النقشبندي": «كان من عادة الشيخ "الذكر" مع أبناء "الطريقة" في "دير الزور" بعد صلاة العشاء بجلسة غير مطولة يتم فيها "الذكر"، أما في رمضان، فبعد كل صلاة عصر أيضاً يكثر من الدعاء. توفي رحمه الله عام 1908م بعد عزل السلطان "عبد الحميد" بستة أشهر، وكان له الفضل في نشر "الطريقة النقشبندية" ومن أولاده: الشيخ "ويس" والشيخ "حسن" والشيخ "محمد" والشيخ "سعيد"».

ويشير الباحث "مازن شاهين" في كتابه "تاريخ محافظة دير الزور" عن الشيخ "أحمد" بالقول: «أول "تكية" في "دير الزور" بناها الشيخ "أحمد" في "شارع التكايا"، ومن هنا أطلق على الشارع اسم "التكايا"، وكان بناؤها من اللبن المسقوف بالصبر والحطب. وكان الشيخ "أحمد" يتعبد في "التكية" لمدة أربعين يوماً بين الفترة والأخرى، وهذه الحالة جزء من مكونات "الطريقة النقشبندية"، وكانت تربطه علاقة مع "السلطان عبد الحميد"، فقد منحه فرش المسجد والثريات هدية منه، وقد أعتمدت وزارة الثقافة "تكية النقشبندي الكبير" موقعاً أثرياُ إسلامياً في مدينة "دير الزور" عام 2004».

وأضاف: «أسس "التكية" العارف بالله الشيخ "أحمد العزّي النقشبندي القادري" بن الشيخ "حسن العزي الأعرجي"، يعود نسبه إلى "عبيد الله الأعرج" ومن ثم إلى "العترة الطاهرة"، "أشعري" العقيدة، "شافعي" المذهب، "نقشبندي" الطريقة، قدم إلى "دير الزور" في أواسط القرن التاسع عشر، وأسس فيها "التكية" و"الطريقة النقشبندية"، وهو أحد مشايخ السلطان "عبد الحميد" رحمه الله، توفي عام (1908 – 1909)، ثم خلفه من بعده ولده الشيخ "محمد أويس" الذي عرفت "التكية" باسمه فيما بعد».

يذكر أن بناء "التكية" تم قبل عام (1885) من قبل الشيخ "أحمد العزي النقشبندي الكبير" المتوفى عام 1909م، وهو (المؤسس الأول) وعلى نفقته الخاصة، ثم أعاد بناءها أيضاً، في بداية القرن العشرين ما بين عامي /1900 – 1905/.