على الضفة اليسرى من نهر "الفرات" تقع قرية "الكبر" بالقرب من آثار "زلبية" ما جعلها محطة سياحية، وبقدر ما اهتم سكانها بالزراعة اهتموا بحياتهم الاجتماعية من خلال الجمعيات والمشاريع التنموية...

للتعرف أكثر على قرية "الكبر" التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 آذار 2014 المدرس "إسماعيل العثمان" من أهالي المنطقة، ويقول: «تتميز القرية التي تقع على بعد 56 كيلو متراً من مركز المدينة "دير الزور" بقربها من آثار "زلبية" ما جعلها محطة للسياح والزائرين، فهي تقع على الضفة اليسرى لنهر "الفرات" على طريق "دير الزور – الرقة"، وتتبع إلى ناحية "الكسرة"، وقد أحدثت البلدية فيها عام 1993م، ومن القرى التي تجاورها قرية "حمار العلي"، و"الشاطي" من جهة الغرب، وناحية "التبني" من الجنوب، و"الهرموشية"، و"الكسرة" من الشرق، وقرية "أبو خشب" من الشمال، ويتجاوز عدد سكانها 7000 نسمة».

يربي بعض أبناء القرية الأغنام التي يستفاد منها كمورد اقتصادي من صنع الألبان والأجبان والزبدة والسمن العربي، وهناك بعض الأعمال اليدوية التي تمارسها نساء القرية كصناعة الحصر

ويشير "العثمان" إلى أن البلدة فيها "جمعية الكبر" الخيرية التي أسست عام 1975 ويبلغ عدد أعضاءها 525 عضواً، إضافة إلى المشاركة في مشروع "تمكين المرأة والحد من الفقر" من خلال التعاون بين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وقد أطلق هذا المشروع في "دير الزور" عام 2008، وقد استهدف حتى الآن 11 قرية في المحافظة من ضمنها قرية "الكبر"، وقدم المشروع دراسة لتدريب نساء القرية بهدف تحسين الظروف التنموية فيها وتمكين المرأة ومشاركتها في عملية التنمية المجتمعية.

تربية الأغنام في قرية الكبر

وعن الواقع الخدمي والعمل يتحدث "مساعد العلي" من أبناء القرية ويقول: «يوجد في "الكبر" مدرسة ثانوية ومدارس التعليم الابتدائي الأساسي ومدارس التعليم الإعدادي، وفيها وحدة إدارية تدير أمور القرية وتهتم بمطالبها، وفيها أيضاً مستوصف وطبيب أطفال وطبيب أسنان، كما توجد فيها مصلحة الزراعة التي تتبع إليها الوحدات الإرشادية حيث مهمتها تقديم المساعدة للفلاحين، إلى جانب جمعية فلاحية، كما يوجد فيها خدمة مواصلات، ويعمل أبناؤها بالزراعة وتبلغ المساحة المزروعة 6500 دونم، حيث تتم زراعة عدة أنواع من المحاصيل الزراعية ومنها "القمح" ويزرع بأنواعه ويُعتنى به عناية شديدة لأنه يعدّ الغذاء الأساسي، إضافة إلى "الشعير" الذي يُزرع قبل "القمح" بشهر تقريباً ويُحصد قبله بشهر أيضاً، وتتم زراعة "القطن" مع الاهتمام البالغ به لأنه الذهب الأبيض بالنسبة إلى أهالي المنطقة، إلى جانب "الشوندر السكري" والحبوب الشتوية والخضراوات المتنوعة وأشجار "الحور"».

ويتابع: «يربي بعض أبناء القرية الأغنام التي يستفاد منها كمورد اقتصادي من صنع الألبان والأجبان والزبدة والسمن العربي، وهناك بعض الأعمال اليدوية التي تمارسها نساء القرية كصناعة الحصر».

الباحث كمال الجاسر

أما الباحث "كمال الجاسر" يقول: «يسكن قرية "الكبر" أفخاذ من عشيرة "البوصالح" وتنوجد هذه العشيرة في "سورية" في كل من: "دير الزور"، و"الرقة"، و"الحسكة"، و"حلب"، ومن تلك الأفخاذ "الدواغنة" ويسكن أفراده في قرى من "دير الزور" و"الرقة"، ومنها قرية "جروان" التابعة إلى ناحية "الكسرة"، وقرية "الكبر"، و"الجزرة"، و"البيضة". ومنهم في قرية "الكرامة" التابعة إلى محافظة "الرقة"، كما توجد نسبة كبيرة من أبناء فخذ "العاقوب" في "الحسكة" في قرية "مشيرفى"، ومنهم في قرية "الكبر" التي تعد أكبر تجمع لهم متفرقين على شطري "الفرات" في محافظة "دير الزور"».