اشتهر بالعمل الإنساني وكان يقدم الدواء مجاناً لأهالي "الدير" وريفها القريب والبعيد، وكان الطبيب الوحيد بطب العيون في المنطقة، وشكّل مع الدكتور "آصف صائب"، والدكتور "علي الحافظ" رعيل البداية الطبية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 29 أيار 2014 السيدة "غادة علوني"، ابنة المرحوم "عبد القادر علوني" التي تحدثت بالقول: «يعتبر والدي من أوائل الأطباء في "دير الزور" فكان هو والدكتور "آصف صائب"، والدكتور "علي الحافظ" الرعيل الأول من الدكاترة في "دير الزور"، حصل والدي على شهادتين في الطب؛ الأولى من فرنسا باختصاص "عيون"، والثانية من الجامعة اليسوعية في "لبنان" اختصاص مخابر، افتتح عيادته في الشارع العام والكائنة حالياً مقابل القسم الشرقي سابقاً، تسلم والدي مديراً لصحة "دير الزور" قبل أن ينتقل إلى "دمشق" عام 1961 لظروف دراسة أولاده ومتابعة تحصيلهم الجامعي، حيث تسلم مديراً للأمراض السارية والمتنقلة في وزارة الصحة.

كان والدي يعمل على بناء جسور الثقة والمحبة والمودة والاحترام بين الناس، ويعد مصدر الأمان الرابط لعائلته، فمهما كانت مشاغله إلا أن مسؤولياته تجاه أسرته تبقى في مقدمة المسؤوليات، وهذا ما جعل منه طبيباً ناجحاً ومربياً فاضلاً تجاه أسرته، وبانتقال والدي إلى "دمشق" انتقلت عائلتنا كاملة معه، وأكملنا دراستنا فيها، فأخي الكبير "صباح" طبيب نسائية، و"سمير" مهندس مدني، و"عمر" مهندس ميكانيك. وقد توفي والدي في "دمشق" عام 1978م

هو من مواليد "دير الزور" عام 1910م، درس في مدارسها، وتتلمذ على يد خيرة أساتذتها، وظهر تفوقه باكراً، وكان حلمه دراسة الطب، وعند حصوله على شهادة الثانوية العامة قرر الذهاب إلى "دمشق" لإكمال تحصيله العلمي هناك، وفعلاً درس الطب في جامعة "دمشق" وبعد تخرجه ذهب إلى فرنسا؛ وهناك تخصص في أمراض العيون وجراحتها».

الشارع العام مكان العيادة سابقاً

وأضافت: «كان والدي يعمل على بناء جسور الثقة والمحبة والمودة والاحترام بين الناس، ويعد مصدر الأمان الرابط لعائلته، فمهما كانت مشاغله إلا أن مسؤولياته تجاه أسرته تبقى في مقدمة المسؤوليات، وهذا ما جعل منه طبيباً ناجحاً ومربياً فاضلاً تجاه أسرته، وبانتقال والدي إلى "دمشق" انتقلت عائلتنا كاملة معه، وأكملنا دراستنا فيها، فأخي الكبير "صباح" طبيب نسائية، و"سمير" مهندس مدني، و"عمر" مهندس ميكانيك.

وقد توفي والدي في "دمشق" عام 1978م».

القاضية غالية الثلاج

وأشارت القاضية "غالية الثلاج" بما تعرفه عن الدكتور "علوني" بالقول: «عند عودته من فرنسا مارس مهنته كطبيب عيون متخصص في طب العيون وجراحتها، وكانت له الريادة في ممارسة هذه المهنة في هذه المنطقة آنذاك، ويعتبر من الأطباء الرواد بعد الدكتور "آصف صائب"، وسمعت من والدتي أنه كان يداوي أهل المنطقة ويساعدهم في نشر الوعي الصحي وطرائق الاستشفاء من أمراض كثيرة والوقاية منها، ولا سيما مرض "التراخوما" الذي كان من الأمراض المستوطنة في هذه المنطقة آنذاك.

وكان يقدم للكثيرين الدواء مجاناً في عيادته، وكانت له أياد بيضاء في العمل الإنساني، من حيث مساعدة الأهالي لمن لا يملك ثمن العلاج أو الاستشفاء لدى مستشفيات خاصة».

وتابعت "الثلاج" بالقول: «يعد الدكتور "عبد القادر" من رجالات "دير الزور" المثقفين والرواد، إضافة لما يتمتع به من دماثة خلق وحسن طباع، وهو متزوج من السيدة "فخرية طبال" التي انتقلت الى رحمة الله تعالى منذ عامين، وهي أيضاً سيدة مثقفة وواعية أنجبت له ثلاثة شباب وابنتين، وهو والد الدكتور "صباح علوني" الشهير المتخصص في أمراض النساء وجراحتها إضافة إلى أمراض العقم، والمقيم بالمملكة البريطانية، في أوائل عام 1978م.

رحل باكراً رحمه الله، وأشرفت زوجته السيدة فخرية على تربية أبنائه ومتابعة تحصيلهم العلمي متسلحة بالإيمان وبما بذره الدكتور في طريق أسرته».