انتماؤه إلى أسرة عاشقة للرياضة، وحبّه لمهنة التحكيم، قاداه إلى تدوين اسمه كأحد أبرز الحكام على الساحة الآسيوية، وبناء علاقات اجتماعية رياضية على مساحة واسعة.

مدوّنة وطن "eSyria"، بتاريخ 22 تموز 2016، التقت الكابتن "قيس العبد الله" ليتحدث عن مشواره في الملاعب والساحات الرياضيّة، وبدأ الحكاية من الصفحة الأولى، ويقول: «أثناء الدراسة في المرحلة الثانوية، كنتُ أتصفح المجلات الرياضيّة كثيراً، وفي إحدى المرّات تأثرت كثيراً بأحداث تحكيمية كبيرة لمباريات كأس العالم، وأدهشني بعض حكام التصفيات في كل شيء، حتى في شكلهم الخارجي، ومن تلك المرحلة باشرت الإعلان عن الحب والولاء والعمل من أجل مهنة التحكيم، حتّى عندما كنتُ طالباً في الصف الأول الثانوي، كان مدرّس التربية الرياضية يحملني الصافرة من أجل التحكيم بين الشعب الصفية، ثم المباريات التي كانت تقام على مستوى المدارس، وعام 1976 كانت الخطوة الأولى العلمية نحو عالم التحكيم، حيث ذهبت من أجل الالتحاق بدورة تدريبيّة والانتساب إلى لجنة الحكام، لكن المعنيين أشاروا إلى أن شرط العمر لا يسمح لي بالتقدم، لكون عمري أصغر من السنّ المطلوبة، وبعد مفاوضات ومراسلات تمّت الموافقة على ترشحي شرط تجاوز الاختبارات النظرية والعملية، ومن بين 28 متدرباً للترشح، كان النجاح لأربعة أشخاص فقط، كنت واحداً منهم».

أصعب المباريات في الدوري السوري كانت تسند إليه قيادتها، فهو شخصية قوية، وخبرة كبيرة، ويطلق الصافرة من دون تردد وبحزم، وتمثيله التحكيم السوري خارج البلد كان مشرفاً ومتميزاً، وبوجه دوري كان ضمن طاقم تحكيم سوري، وهو شخص اجتماعي بامتياز، لديه علاقات ومعارف اجتماعية على امتداد الخارطة السورية، كل ذلك بسبب الصافرة

يتابع: «بعد ذلك النجاح تسلّحت بجرعة كبيرة من الثقة والتفاؤل، وتابعتُ المشوار في التحكيم، وفي عام 1981 تجاوزت اختبارات شارة التحكيم للدرجة الثانية، أمّا عام 1984، فكان الترشح للشارة الدولية، وتطلّب مني قيادة مباراتين دوليتين الأولى بين منتخبي "قطر - إيران"، والثانية بين "كورية الجنوبية - البحرين"، والنتيجة النهائية الانضمام إلى قائمة الحكام الدوليين عام 1986، شاركت في جميع الدورات التحكيمية على مستوى التحكيم المحلي والعربي والآسيوي، التي كانت برعاية الاتحاد الآسيوي أو الاتحاد العربي، وفي أغلبها كنت أصغر مشارك، من تلك الدورات: دورة حكام غرب آسيا في "دمشق"، ودورة حكام في "الدمام" بـ"السعودية"، وكلفت بالتحكيم الرسمي في مباريات كثيرة على مستوى آسيا، ولمباريات حساسة ومصيرية، وفي جميع البطولات الرسمية سواء مسابقة أبطال الدوري أو نهائيات كأس آسيا للشباب، وأبطال الكؤوس، والتصفيات المونديالية، من تلك المباريات التي قمت بتحكميها، وكانت تصنف ضمن المباريات الكبيرة "بيروز الإيراني - الهلال السعودي" أمام 100 ألف من الجمهور الرياضي، و"السعودية - البحرين"، إلى جانب التحكيم لمباريات الدوري اللبناني والقطري ولسنوات عديدة، وكأصغر حكم في تلك الدول».

في ملعب حمص البلدي

ومن المهام الرياضيّة التي تقلدها، يتابع: «كنتُ أميناً لسر اللجنة الفنية لكرة "دير الزور" منذ عام 1980 ولدورات كثيرة، إضافة إلى استلام رئاسة لجنة حكام "دير الزور"، وكنت عضواً ضمن لجنة حكام رئيسة بـ"دمشق" لخمس سنوات، وعضواً ضمن مجلس مؤقت لإدارة نادي "الفتوة"، وكنت أكلّف دائماً كمحاضر للدورات التدريبية الآسيوية، وعملت في الصحافة الرياضية المحلية والعربية، وتحليل العديد من المباريات على مستوى آسيوي وعالمي، وخلال المشوار الذي ذكرته حصلت على الكثير من ثناءات التقدير من لجان التحكيم المحلية والعربية، إلى جانب أكثر من تكريم على مستوى محافظة "دير الزور"، أما اليوم، فأنا في سن التقاعد الرياضي، لكنني عيشت ما أسسته طوال تلك السنوات، من خلال اجتماعات ولقاءات بين المحبين والرياضيين على مستوى القطر، وهو الأهم في سيرتنا ومسيرتنا».

الخبرة الرياضيّة "فؤاد القس" لنادي "الجهاد" تحدّث عن مشوار التحكيم للكابتن "قيس"، ويقول: «أصعب المباريات في الدوري السوري كانت تسند إليه قيادتها، فهو شخصية قوية، وخبرة كبيرة، ويطلق الصافرة من دون تردد وبحزم، وتمثيله التحكيم السوري خارج البلد كان مشرفاً ومتميزاً، وبوجه دوري كان ضمن طاقم تحكيم سوري، وهو شخص اجتماعي بامتياز، لديه علاقات ومعارف اجتماعية على امتداد الخارطة السورية، كل ذلك بسبب الصافرة».

مع أصدقائه الرياضيين بالقامشلي

يذكر أن، الكابتن "قيس العبد الله" من مواليد مدينة "دير الزور"، عام 1957.