على الرغم من غياب معظم مقومات الرياضة التي أحبها، إلا أنه نجح بجهوده في التغلب على كل المصاعب، وقاد لعبته إلى فرض وجودها، وتحقيق العديد من النتائج الجيدة والمراكز المتقدمة في بطولات الجمهورية، وإنجاب عدد من الأبطال الذين برزوا على مستوى القطر.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 11 تشرين الأول 2018، مع المدرّب "حسان الخلف" ليحدثنا عن مسيرته الرياضية، حيث يقول: «البداية كانت عام 1983 في رياضة الكاراتيه بإشراف المدربين "إبراهيم قطب" و"ملهم خطاط" اللذين كانا يقومان بتدريب هذه اللعبة في نادي "الصقور"، وفي عام 1989 انتقلت إلى ممارسة رياضة التايكواندو، وتدربت على يد المدرّب الوطني "عبد السلام الخلف"، واستمريت بالتدريب في هذه اللعبة لمدة 4 سنوات شاركت خلالها في العديد من البطولات.

كنت عضواً في إدارة نادي "الجيش" التابع للمنطقة الشرقية، وعضواً في اللجنة الفنية للكاراتيه، وأمين سرّ لجنة الكيك بوكسينغ، وورئيس لجنة الجمباز في "دير الزور"، وأمين سرّ رابطة مشجعي نادي "الفتوة"

وفي عام 1994، استهوتني رياضة الجمباز لما فيها من رشاقة وخفة وسرعة كانت تحتاج إليها معظم الألعاب القتالية من قفز وطيران ودوران في الهواء. بدأت ممارسة هذه اللعبة في نادي "الجيش" بالمنطقة الشرقية الذي كان مقره في "دير الزور"، وبعد ذلك مثّلت نادي "العمال" في أكثر من بطولة، وأخيراً استقريت في نادي "الفتوة" الذي أعتزّ بالانتساب إليه».

مع فراشات الجمباز

وعن البطولات التي أحرزها يقول: «تصدرت بطولات محافظة "دير الزور" منذ عام 1985 ولمدة خمس سنوات متتالية، وفي التايكواندو حصلت على بطولة الأندية في عام 1990، وبطولة الأندية العمالية في عام 1992، كما حصلت على المركز الرابع في عام 1993».

وعن عمله في الجانب التدريبي يقول: «درّبت في أكثر من لعبة، ومنها رياضة "الكيك بوكسينغ" لمدة عامين، وبعدها تمّ ترشيحي لدورة تدريبية لمصلحة وزارة التربية، حيث تفرّغت بعد تخرّجي للعمل في المراكز التدريبية التابعة لمديرية التربية بـ"دير الزور"، وتمّ تكليفي بتدريب مراكز رياضة الجمباز لعدم توفر الكادر التدريبي لهذه اللعبة، التي كانت من الألعاب المنسية في تلك المدة».

وعن التطور الذي حصل في رياضة الجمباز بعد تولّيه مهمة التدريب فيها، يقول: «على الرغم من عدم توفر مستلزمات اللعبة من الأجهزة التي تحتاج إليها وغياب المكان المناسب للتدريب وضعف الاهتمام وقلة الدعم للعبة، استطعت خلال مدة قصيرة تأسيس قاعدة واسعة من اللاعبين الصغار ومن الجنسين، وإقامة العديد من البطولات، وتشجيع اللاعبين المتفوقين ومتابعة أمورهم وتأمين مستلزماتهم، ونتيجة التدريب المستمر والتزام اللاعبين استطعنا الانتقال من المركز الثاني عشر بين المحافظات إلى المركز الثالث خلال عدة سنوات، وتجاوزنا بذلك محافظات عريقة باللعبة تمتلك الكثير من الإمكانيات التي كانت غير متوفرة لدينا.

وهذه النتائج المتميزة لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة جهد ومتابعة ومساعدة من قبل زملائي المدرّبين "حسين الخضر" و"حنان"، وتضحيات اللاعبين وتعاون أهلهم من خلال تشجيع أبنائهم على الاستمرار في ممارسة اللعبة، والمشاركة في كافة البطولات، ودعم المعنيين في الرياضة المدرسية والاتحاد الرياضي.

وقياساً للوضع العام، الأمور جيدة، ونسعى حالياً إلى تأمين مكان مناسب؛ لأن الصالة التي نستخدمها تحت المدرجات لا تتوفر فيها شروط الأمن والسلامة، ولا تساعد في تنفيذ بعض التدريبات على محور الدوران على الثابت والقفز على الطاولات».

وعن الذكريات العالقة في ذهنه خلال ممارسته اللعبة، يقول: «فيها المرّ والحلو، ومنها طوفان بساط الجمباز أثناء هطول الأمطار وتسربها من سقف الصالة، حيث كنا نضطر إلى إيقاف التدريب حتى تتم معالجة هذا الخلل وتنظيف البساط، والمفرح التقدير والتكريم الذي حظينا به خلال عملنا، ومنه تقديم ألبسة رياضية لفريقنا من مشرف مراكز "حلب" التدريبية "محمد خشروم" أثناء إحدى البطولات، وتقديم مكافآت مالية من قبل الكابتن "وليد مهيدي" للاعبين بعد فوزهم بإحدى البطولات، وتكريمي في "الحسكة" من قبل القيادة السياسية والاتحاد الرياضي».

وعن أهم المهام الإدارية التي كلّف بها، يقول: «كنت عضواً في إدارة نادي "الجيش" التابع للمنطقة الشرقية، وعضواً في اللجنة الفنية للكاراتيه، وأمين سرّ لجنة الكيك بوكسينغ، وورئيس لجنة الجمباز في "دير الزور"، وأمين سرّ رابطة مشجعي نادي "الفتوة"».

مدرّبه ورفيق دربه المدرّب الوطني د."عبد السلام الخلف" عنه يقول: «عشق الألعاب القتالية، ومارسها على نطاق واسع، وتفوّق في أكثر من لعبة، وحصل على مراكز متقدمة في كثير من البطولات منذ يفاعته، وعندما تفرغ لرياضة الجمباز عمل فيها بصدق وتفانٍ، وأسس لها قاعدة واسعة، وقدم عدداً من الأبطال الذين حققوا مراكز متقدمة في بطولات الجمهورية، ولم يتوقف نجاحه وتميزه في الجانب الفني فقط، بل برز كإداري متابع ومتفهم لعمله في كثير من المواقع الرياضية، واستطاع أن يثبت مقدرة وكفاءة، ونجح بكسب احترام ومحبة الكثيرين لصدقه وتعامله الطيب، لكنه على الرغم من كل نجاحاته في المهام التي كلّف بها لم يحظَ بعد بالمكانة التي تليق به، وتتناسب مع مؤهلاته وخبرته الكبيرة التي اكتسبها من خلال عمله لمدة طويلة في مختلف مفاصل العمل الرياضي».

يذكر أن المدرّب "حسان الخلف" من مواليد "دير الزور" عام 1973.