بالتصميم والإرادة والرغبة بإثبات الذات، عاد نادي "الفتوة" إلى مكانه الطبيعي بدوري المحترفين لكرة القدم، معيداً أصداءه الرائعة إلى نفوس عشاقه الكثر داخل الوطن وخارجه، ولمحبيه الفرح الذي غاب طويلاً عن سماء "دير الزور".

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 آذار 2019، تواصلت مع الكابتن "أحمد عزام" مدرب الفريق ليتحدث عن هذا الإنجاز، فقال: «بدأنا المرحلة الاستعدادية لدوري هذا الموسم قبل 8 أشهر تقريباً، واقتصر أعضاء الفريق على اللاعبين القدامى من أبناء "دير الزور"، لكن بعد ذلك تمت دراسة وضع الفريق من حيث النقص في مراكز اللاعبين، وقمنا بالتعاقد مع عدد من اللاعبين المميزين حسب الحاجة إليهم. واجهنا في البداية عدة صعوبات؛ أبرزها تأمين إقامة اللاعبين، لكون أغلبهم من خارج "دير الزور"، وقلة الملاعب في العاصمة، حيث كنا نضطر لاستئجار ملاعب للتدريب. وعلى الرغم من هذه المنغصات تجاوزناها بفضل الإدارة ومتابعتها لكافة الأمور، وتأمين المستلزمات الضرورية، والتزام اللاعبين بالتدريب، وتعاونهم على تنفيذ أسلوب اللعب خلال المباريات، نجحنا بتحقيق جهوزية جيدة للفريق، ولعبنا عدة مباريات تجريبية مع بعض الأندية، وكانت النتائج جيدة ومشجعة، وساعدتنا على إكمال مشوارنا بنجاح، حيث شاركنا بالدوري النهائي، وفزنا بكافة المباريات على أندية "المحافظة"، و"حرجلة"، و"العربي"، وحصدنا كافة النقاط، ونتابع حالياً استعدادنا لمباريات كأس الجمهورية بعد فوزنا على نادي "الاتحاد"، وتأهلنا إلى الدور نصف النهائي.

هذا الإنجاز المتمثل بصعود نادي "الفتوة" إلى دوري المحترفين تأتي أهميته من كونه جاء بمنزلة إهداء إلى كل جماهير هذا النادي وأبناء "دير الزور" التي عانت كثيراً جراء الحرب الظالمة على بلدنا، حيث دفعت الكثيرين من الرياضين من أبناء النادي إلى النزوح واللعب خارج المحافظة، ولقد نجحنا بتصدر المجموعة لأننا كنا على قلب رجل واحد، ولعبنا بإخلاص ووفاء، وقد أمنت لنا إدارة النادي كافة الأجواء المناسبة من راحة نفسية ومعنوية وكادر تدريبي وإداري فعال كان يتابع كافة الأمور ويعالجها بطريقة محترمة، وبهذه الأجواء الإيجابية نجحنا بتحقيق طموحاتنا بقوة بعد أن تفوقنا على كافة الأندية المشاركة بالتجمع النهائي

بوجه عام أجواء الفريق إيجابية وتبشر بنتائج جيدة خلال المرحلة القادمة، وأؤكد أن كل ما وصلنا إليه من مستوى فني متطور للفريق كان نتيجة دعم الإدارة برئاسة "محمد المشعلي"، ومؤازرة جمهور "الفتوة" الكبير، ومتابعته لكافة الأمور، واهتمام ومساندة كافة أبناء "دير الزور"».

المدرب أحمد عزام

الدكتور "محمود الفتيح" عضو إدارة نادي "الفتوة" يقول: «لقد تولينا مهامنا بإدارة النادي قبل بدء الدوري بأيام قليلة، واجهنا في البداية صعوبات كبيرة، لكن بفضل تكاتف الجميع على اختلاف مهامهم، استطعنا تجاوز كل المنغصات، وحققنا هذه النقلة النوعية بعودة النادي إلى مكانه الطبيعي بدوري الأقوياء بعد موسمين قضاها في دوري الدرجة الأولى. وخلال الموسم الحالي عملنا كإدارة على الثالوث المهم جداً، وكان أهمه الجانب النفسي للاعبين لكون أغلبهم مهجرين خارج مدينتهم "دير الزور"، حيث قمنا بتهيئتهم ومعالجة أوضاعهم، كما عملنا على تأمين الجانب المادي، خاصة أن نادينا لا يملك استثمارات خاصة مثل بقية الأندية، ولا يوجد لديه دخل للمباريات لكونه يلعب خارج أرضه، وهنا لا بد من الإشارة إلى الدعم الذي لقيناه من بعض المحبين، وفي مقدمتهم اللاعب الدولي "عمر السومة"، الذي قدم لنا دعماً سخياً أسهم في سد النقص في بعض الالتزامات المالية للاعبين. كذلك عالجنا موضوع الجانب الفني، حيث قمنا باستقطاب كادر تدريبي من خارج "دير الزور"، ومنحناه كافة الصلاحيات التي تخص عمله، واستطعنا بفضل تعاون وتكاتف الجميع الانتقال بالنادي من حال إلى آخر أكثر تالقاً وتحقيقاً للانتصارات، وبذلك حققنا المراد وآمال وطموحات جميع محبي كرة القدم الكثر. كما أشير إلى أننا واجهنا في الدور النهائي أندية قوية بإمكاناتها ودعمها من الجهات التي تتبع لها، مثل: "المحافظة"، و"العربي"، و"الحرجلة"، واستطعنا التفوق عليها بفضل تصميم ووفاء لاعبينا وتضحياتهم إكراماً لناديهم».

اللاعب "محمد عدرة" صاحب هدف الفوز على نادي "المحافظة"، يقول: «هذا الإنجاز المتمثل بصعود نادي "الفتوة" إلى دوري المحترفين تأتي أهميته من كونه جاء بمنزلة إهداء إلى كل جماهير هذا النادي وأبناء "دير الزور" التي عانت كثيراً جراء الحرب الظالمة على بلدنا، حيث دفعت الكثيرين من الرياضين من أبناء النادي إلى النزوح واللعب خارج المحافظة، ولقد نجحنا بتصدر المجموعة لأننا كنا على قلب رجل واحد، ولعبنا بإخلاص ووفاء، وقد أمنت لنا إدارة النادي كافة الأجواء المناسبة من راحة نفسية ومعنوية وكادر تدريبي وإداري فعال كان يتابع كافة الأمور ويعالجها بطريقة محترمة، وبهذه الأجواء الإيجابية نجحنا بتحقيق طموحاتنا بقوة بعد أن تفوقنا على كافة الأندية المشاركة بالتجمع النهائي».

الدكتور محمود الفتيح عضو إدارة نادي الفتوة

الصحفي "تيسير العرفي" المنسق الإعلامي للنادي، يقول: «ليس غريباً على نادي "الفتوة" تحقيق مثل هذا التفوق، فهو صاحب تاريخ كروي مشرف من خلال تحقيقه لعدد من الإنجازات السابقة، وتقديمه لعدد من نجوم كرة القدم السورية. وفي إطار عملنا الإعلامي كنا على تواصل دائم مع الجميع، ونضع محبي النادي بأدق التفاصيل من خلال علاقتنا وتعاوننا الجيد مع إدارة النادي المجدة والمجتهدة التي كان لها دور كبير في صنع هذا الإنجاز من خلال تأمينها كل مستلزماته، وقد حرصنا على التعامل مع كل ما نراه بشفافية مطلقة، ونقل آراء الجميع وتعميمها والتعاون مع كافة الجهات في سبيل تأمين الأجواء المريحة في النادي، وكان لنا تواصل مع جميع المحبين من أجل تأمين الدعم والمساعدة للوصول إلى المستوى الذي نطمح إليه جميعاً، حيث نعول على هذا النادي آمالاً كبيرة في إعادة الحياة الرياضية إلى مدينة "دير الزور" بعد الغياب الطويل عنها نتيجة الحرب الكونية التي فرضت على بلدنا».

تجدر الإشارة إلى أن نادي "الفتوة" أُسّس رسمياً عام 1940 تحت اسم "غازي"، وقد حصل على بطولة الدوري مرتين خلال عامي 1990-1991، وبطولة كأس الجمهورية أربع مرات أعوام 1988-1989-1990-1991، كما حصل على كأس دورة "تشرين" الكروية، وكأس دورة "الحسكة"، وكأس "الكؤوس السورية"، وكأس "السوبر السوري االلبناني" عام 1991. ومثّل "سورية" في دورة "الفجر" الدولية في "إيران"، وبطولة الأندية الآسيوية في "قطر" عام 1988، وبطولة كأس الكؤوس العربية الأولى في "السعودية" عام 1989.

الصحفي تيسير العرفي المنسق الإعلامي لنادي الفتوة