بدأ نظم الشعر أيام الدراسة، ركّز في قصائده على حالات الغربة التي تؤثر بالناس وتتأثر بهم، لتخرج بصورة جميلة، فيكتب عن "سورية" ممسكاً بنافذة الشعر، والمسافة بينه وبين القصيدة هي حالة التأثر العاطفي بغربته.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الشاعر "ثامر الحسين" بتاريخ 6 حزيران 2019، ليتحدث عن بدايته، ويقول: «بدأت الكتابة منذ المرحلة الابتدائية من خلال حصص التعبير، وكان لدي تشجيع من المعلمين وتميز خاص عن باقي الطلبة، والكتابة الفعلية بما يخص الشعر كانت في الصف الثامن، حيث أولى المحاولات».

لا توجد طقوس معينة للكتابة، فالشعر يقتحمني في كل الأوقات وخاصة في غربتي بمكان إقامتي، فحنيني إلى "سورية" لن يفارقني، وكلما زاد الحنين تهيج مارد الشعر بداخلي لأنظم القصائد عن بلدي

عن طقوسه الكتابية والتشجيع يقول: «لا توجد طقوس معينة للكتابة، فالشعر يقتحمني في كل الأوقات وخاصة في غربتي بمكان إقامتي، فحنيني إلى "سورية" لن يفارقني، وكلما زاد الحنين تهيج مارد الشعر بداخلي لأنظم القصائد عن بلدي».

ديوانه الشعري

يتابع عن الأفكار والأحاسيس التي تراوده أثناء الكتابة، ويقول: «أعدّ أول قارئ للقصيدة هو الشاعر نفسه، فالقارئ بالنسبة للشاعر هو القطب الآخر للقصيدة، ولا أظن أن أحداً يكتب لنفسه فقط؛ فأنا أكتب للقارئ، لكن ليس لأي قارئ، بل لقارئ ذي ثقافة وذوق وأحاسيس مرهفة، لأن مثل هذا القارئ يلهم الشاعر، فالشعر لا بد أن يتضمن غاية تربوية أو اجتماعية أو أخلاقية تحمل شيئاً من التوجه، لكن يجب ألا يكون هذا الخطاب مباشراً وسطحياً، بل بأسلوب إيحائي من خلال تصوير مواقف معينة تحرك مشاعر المستمع، ثم تنتقل إلى عقله.

وفي كل الأحوال، فإن كلمة شعر مشتقة من المشاعر؛ فإن لم يحركها الشعر، فلا يصح أن نسميها شعراً».

عن نوع الشعر الذي يكتبه، وعدد الدواوين التي تم نشرها: «أكتب الشعر الموزون على أغلب البحور، لدي ما يقارب 250 نصاً موزوناً، ومحاولات في كتابة النثر، حيث تمت طباعة ديواني الأول بعنوان: "لأنها دمشق"؛ فيه 30 قصيدة ونبضتان، وتمت الموافقة عليه من اتحاد الكتّاب العرب، وأنشر في منصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مشاركتي عام 2004 في كتابة أفكار "سكيتش" لمسلسل "قرقيعان" فكرة وسيناريو وحوار عبارة عن لوحات فكاهية تستقطب المشاهد العربي من خلال طرحي لها في إطار كوميدي».

المهندسة والشاعرة "إنعام يونس" تقول عنه: «"ثامر الحسين" يترك مجالاً للخيال كمطور آخر للبعد ليقوم بترميم ما خلّفته الغربة من شوق، فيكتب عن "سورية"، يستحضر مارد الشعر فيزور "سورية" كما يحب لتبقى حاضرة في القلب لا تبارحه تضاريسها، وأمكنتها التي غيبته، لكنه لم يتوانَ عن التغزل بشفافية وعمق معاً، لن ندرك معنى الانتماء أكثر مما يدركه شاعر بكل ما أوتي من حب ولهفة أمام بلاده التي تعاني من الحرب. لم يقف مكتوف الأيدي، إنما أهدى ديوانه الأول إلى "دمشق"؛ مع كل الفخر تبقى "سورية" معشوقه الأول والأبقى».

مقطع من قصيدته "سورية":

"جسدي له في الياسمين جذور

والشعر أغصاني فكيف أبور

الحب أوراقي تروح وتغتدي

والشام عطر بيانها وزهور

والبوكمال بداية الحرف الذي

للدير يرسل حبه ويزور

واللاذقية للجمال وبحره

يحتار عند لقائها التعبير

نهر الفرات وسده وسنون عز

في السلام وقمحه وعصور

والرقة الغناء في تاريخها

سيعود ينشد لحنها العصفور

ويعود للشهباء كل أمانها

وبقلعة الأمجاد يبدو النور

يا إدلب الخضراء عودي للهوى

وتحرري فظلامهم مقهور

إرهابهم سيموت رغم أنوفهم

ونعود نمضي للعلا ونسير

لم يسألوا طرطوس عن أروادها

كيف استقر ترابها المذروذ

لم يسألوا ناعورة العاصي التي

تروي القلوب بمائها وتدور

لم يسألوا حمصاً وتدمر كم سما

رغم الليالي صخرها المحفور

من يعرف الجولان يعرف أنه

سيعود للبلد الأمين سرور

ريح الجنوب نسائمٌ عربيةٌ

فيها السويدا للقصيد بحور

يا شام عهدي أن احبك موطني

وإليك قلبي دائماً سيطير"

يذكر، أن "ثامر الحسين" من مواليد مدينة "البوكمال"، عام 1981، ويقيم في "الكويت".