شاعرةٌ حجزت لها مكاناً بين الشاعرات الفراتيات اللواتي صورنَ البيئةَ والمرأةَ الفراتية بكلماتٍ تنسابُ كما نهر "الفرات" حباً وإبداعاً، إنّها الشاعرة "النجلاء النايف".

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 6 تشرين الأول 2019 التقت الشاعرة "النجلاء النايف" لتتحدث عن مسيرتها الأدبية قائلة: «البدايات كانت منذ سنوات المرحلة الابتدائية، حين كنت أبحث عن شاهد مناسب لموضوع التعبير الإنشائي، ولم أجد ذلك، فأتدارك الموقف وأكتب شيئاً مما يخطر ببالي، ولاحظت معلمة اللغة العربية ذلك، فكانت نقطة البداية من خلال التشجيع المتواصل من معلمتي وأسرتي، وبدأت منذ ذاك الوقت.

أكتب قصيدة النثر، والشعر العمودي، والتفعيلة، وإنّ مشجعي الأول لما وصلت إليه هو والدي رحمه الله حيث كان يرعى فينا مواهبنا، ويشجعها ويوفر المناخ الملائم لرعايتها وتطويرها، ولا أنسى فضل الشاعر الفراتي "رياض ناصر" الذي كان معي خطوة خطوة حتى صدور ديواني الأول

وفي العام 1993 كتبت في عدة صحف ومجلات ومنها: "المسيرة" و"الفرات" و"البعث" ومجلة "منارة الفرات" إلى أن جاءت باكورة أعمالي في الشعر في العام 2011 حيث صدر لي ديوان "هكذا أحيا طقوسي"، والآن قيد الطباعة ديوان بعنوان "أريد أبي حياً" وديوان آخر بعنوان "قبلة من قهوة .. قصيدة من ياسمين"».

صورة أخرى للشاعرة النجلاء النايف

وتتابع "النايف" حديثها: «الشعر هو وسيلتي الهادئة لمعالجة لواعج نفسي، وما يعتريني من أحاسيس ويتنازع داخل خاطري من هواجس، هو ميدان البوح والنجوى، هو الأداة الأكثر أناقة للتعبير عن الذات وتجلياتها، وحاولت تصوير البيئة والمرأة الفراتية بكلمات تحمل جمالية المعنى.

وفي ديواني الأول أعتقد أنّ المرأة كانت متوارية نوعاً ما، وليست غائبة، بحكم أني قضيت أول عشرين سنة من عمري خارج حدود "الفرات"، إلا أنّ عشقي اللا محدود ظهر بديواني الثاني وبشكل كبير جداً، يبدو أنّ "الفرات" كبر داخلي وسيطر على تفاصيل كثيرة في حياتي وحروفي. وفيما يخصّ المرأة الفراتية تجلت كنبض يسقي الحروف بالأصالة والعطر أقول:

من إصداراتها

"فلتعذرني كل قبائل الفرات

الشاعر ناظم علوش

كل نساء العالم

فأنا امرأة تحاول منذ ألف عام

أن تبحث عن ذاتها

وتغسل جسدها بالطين

تنام تحت الشمس

وتسرق تفاحه آدم".

واخترت من إحدى قصائدي:

"يا أرض إني قد ندهتك فاسمعي

صوت الجراح وصوت هطل الأدمع

راح الأحبة فالليالي بعدهم

نوح الحمائم فاق نوح الأضلع».

وتتابع "النجلاء النايف" حديثها بالقول: «أكتب قصيدة النثر، والشعر العمودي، والتفعيلة، وإنّ مشجعي الأول لما وصلت إليه هو والدي رحمه الله حيث كان يرعى فينا مواهبنا، ويشجعها ويوفر المناخ الملائم لرعايتها وتطويرها، ولا أنسى فضل الشاعر الفراتي "رياض ناصر" الذي كان معي خطوة خطوة حتى صدور ديواني الأول».

وتختم حديثها بالقول: «الشعر هو ارتباطي الروحي بالحياة، هو ما حققته من أماني وما أتمناه من أحلام، وكلما كتبت أكثر أحسست بنضوجي الثقافي والفكري، وما يساعد على تطوير القدرة على الكتابة والتعبير هو مواصلة القراءة ومتابعه كل جديد، وقلت في إحدى قصائدي: الشعر كالحب.. لا يمكن لأحد أن يعلمك إياه، هو يسكننا ويحيينا.. يهذب أرواحنا ويصقل ذواتنا.. يربط أرواحنا بالحياة فيكسوها أناقة وإبداع».

عنها يقول الشاعر الفراتي "ناظم علوش": «"النجلاء" شاعرة تمتلك لجام الكلمة، وتسيطر على نصها سيطرة متمكنة، فهي حوذي ماهر يمشي بمفرداته بكل اقتدار، هي أنموذج للمرأة الفراتية التي تجمع تناقضات جميلة في داخلها، فهي تمتلك القوة والحنان بآن واحد، تحمل في قلبها الجبروت والضعف، تصوغ من يأسها قلائد الأمل الجميل، تحيا طقوسها على شرفات الحلم وتبقى على تلك الشرفات تنتظر الفرح القادم».

يذكر أنّ "النجلاء عبد الوهاب النايف" من مواليد "دير الزور" العام 1977 متزوجة وأم لثلاثة أبناء، مدرسة لغة عربية، وتتابع دراستها في قسم علم الاجتماع.