شاعر فراتي، يمتاز بمفرداته العذبة التي تمزج بين الواقع والخيال، لذا كان لحضوره في الأنشطة الثقافية والأمسيات نكهة خاصة، حصل على تكريمات وأصدر مجموعتين شعريتين.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 25 آذار 2020 التقت الشاعر "يونس السيد علي" فقال: «منذ الطفولة بدأت بكتابة الشعر إلى أن نظمت أول قصيدة حقيقية منه في العام 1978، حينها قرأتها على الدكتور "حسن حسني" الذي له مكانة ثقافية في محافظة "دير الزور"، وأثنى علي يومها، وكانت الانطلاقة الأولى.

الشعر سلاح فعال بالغ النفوذ والجدوى في المجتمع وفي حياة الفرد، وله دوره المهم في تنبيه الذاكرة البشرية إلى آلام وآمال ورصد هموم الفرد والمجتمع ورسم مستقبلها وتحديد ملامحه وهويته

وبتأثير "الفرات" الذي تجذر في وجداني واحتوته شغاف قلبي نظمت الكثير من قصائدي، وتبقى المرأة حافزاً قوياً لما يستحث القوافي لدي، فكتبت عن الأم، والحبيبة، وشاركت في الكثير من الأنشطة الثقافية والأمسيات الأدبية والشعرية في المركز الثقافي في "دير الزور"، وسائر المراكز الثقافية المنتشرة في ريفها».

من إحدى مشاركاته

ويضيف قائلاً: «في العام 2012 توجهت إلى محافظة "الرقة" بسبب الأوضاع التي مرت بها المحافظة، ومن ثم إلى "دمشق"، التي احتضنتني كشاعر من شعراء "الفرات"، ومنذ العام 2015 لا أتوقف عن المشاركة في مراكز المدينة الثقافية، كالأمسيات والمهرجانات.

وفي ما يخص التكريم والجوائز، فقد نلت في العام 1985 جائزة لإحدى قصائدي عن المعلم ونشرتها مجلة "صوت المعلمين" يومها، وكانت الجائزة على مستوى المدينة، ثم على مستوى القطر.

من إصداراته

وفي العامين 2018 – 2019 أصدرت مجموعتين الأولى "ترانيم على قارعة الحرف" والثانية "مطايا الوجد"».

واخترنا منها:

"هامت بك الروح فيض الشوق جذوتها والعابرون لها من روحك اقتربوا

الشاعر خالد جمعة

شوق الحمام إلى ظمأى زغاليل والجوع أنهكها ملتاعها تعبُ

ومنها أيضاً:

هل تشرقُ الرّوحُ إلّا من دُجى ألمِ؟ والّليلُ آخرُهُ فجرٌ جُلا ظُلمِ

كم لاحَ من أملٍ من ظُلمةٍ حلُكت كم في ضحىً بدّدت آمالُ مُغتنمِ"

ويضيف "السيد علي": «الشعر عندي غذاء روحي، أسمو به في عالم واسع، وبلسم لآلام قد تهيمن على جسدي بين الفينة والفينة، فأنا لا أستطيع أن أفارقه فهو ظلي الذي يتنقل معي، وهو دائماً يهطل علي بحلته الأصيلة على أوزان "الخليل".

كتبت في الشعر الحديث ولكنني لم أفارق البحر والموسيقا والقافية، وإن ابتعدت قليلاً وتحررت من قيدها بعض التحرر، فجاءت قصائدي تلامس أغراض الشعر المتنوعة».

ويختم حديثه: «الشعر سلاح فعال بالغ النفوذ والجدوى في المجتمع وفي حياة الفرد، وله دوره المهم في تنبيه الذاكرة البشرية إلى آلام وآمال ورصد هموم الفرد والمجتمع ورسم مستقبلها وتحديد ملامحه وهويته».

عنه يقول الشاعر "خالد جمعة": «"يونس السيد علي" من أولئك الشعراء الفراتيين الذين أثبتوا حضوراً لافتاً في ساحات الثقافة، وفي أروقة الشعر، ولعل أهم ما يميز شعره التزامه الوزن والقافية، متمسكاً بأصالة المعنى والمبنى، مضيفاً إليها الحداثة في التعبير والمفردة، وهذا ما يجعلني أقول عنه إنه شاعر من المخضرمين الذين ولجوا الشعر من مدخلي الأصالة والحداثة».

يذكر أن "يونس السيد علي" من مواليد "دير الزور" عام 1956 خريج دار المعلمين في "حمص" العام 1976.