ارتبط اسمه بكهرباء "دير الزور"، فبات يعرفه الصغير والكبير، ولا يكاد يكون هناك عطل صعب إلا ويكون له حضور في إصلاحه، هو "بسام الفياض" القريب من الجميع بخلقه الطيب وسعة صدره.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 5 نيسان 2020 التقت "بسام الفياض" وبدأ حديثه: «أعمل في شركة كهرباء "دير الزور" منذ العام 1999، وقد كانت بداية تعييني في قسم كشف الأعطال، وبقيت عاملاً في القسم ومن ثم أصبحت رئيساً للورشة في العام 2001، ولكن مع هذا كنت أعمل في جميع الأقسام، وكان ذلك لغاية تكمن في نفسي في أن أتعلم من الجميع، وفي العام 2011 أرسلت في بعثة إلى "ألمانيا"، وفي هذه الأثناء بدأت الأوضاع تسوء في المدينة بسبب الحرب.

الكثير يخاف كلمة كهرباء، وهذا أمر طبيعي ولكن عملنا يحتم علينا أن نتعامل مع الأعطال وإصلاحها لإعادة التيار الكهربائي في حال انقطاعه

وعند عودتي وجدت أغلب العمال في الشركة قد غادروا المدينة بسبب تلك الأوضاع، ولكني فضلت البقاء مع مجموعة من العمال من مختلف الأقسام، وهنا كان يعول علينا الكثير في استمرارية التيار الكهربائي في المدينة، وعدم انقطاعه، وفضلت العمل في شركة الكهرباء لأن هذا ينصب ضمن دراستي، ولأنني أحب مساعدة الآخرين، وأجد فيه طعماً مميزاً وخاصة عندما يوجه لنا الشكر والدعاء».

"بسام الفياض" أثناء العمل

ويضيف "الفياض" قائلاً: «حب العمل له دور في أن تكون ناجحاً في حياتك، وأنا عندي قاعدة بأنه لا يوجد شيء مستحيل في الحياة، وعلينا أن نعمل بجد ليكون هناك نجاح.

عملت في جميع الظروف وخاصة في الوقت الذي كانت فيه "دير الزور" بحاجة إلينا، ولا أنسى تلك الظروف التي مررنا بها، فكنا نتجه لمكان العطل في أجواء صعبة، ولكن ذلك لم يثن عزيمتنا وعملنا كان ليلاً ونهاراً وفي أي مكان مهما كان خطراً، وعندما أنهي عملي وأعيد التيار الكهربائي يكون شعوري رائعاً رغم صعوبة الموقف الذي يحيط بنا».

مع عدد من زملاء العمل

ويتابع "الفياض" حديثه بالقول: «خلال فترة العمل مررت بالكثير من المواقف الصعبة حيث كانت العصابات الإرهابية المسلحة تطلق النار باتجاهنا، ومن أصعب المواقف التي مررت بها كانت في العام 2012 عندما انفجر لغم بالرافعة التي كنت بها، والموقف الأصعب عندما كنت أفارق زميلاً لي أشعر بألم ينتابني في تلك اللحظات.

وموقف آخر عندما سقطت قذيفة مصدرها المجموعات الإرهابية المسلحة في مبنى شركة الكهرباء حيث استشهد زميل لي، ومع هذا لم يتوقف العمل بل زادت عزيمتنا قوة وإصراراً على المتابعة مهما كانت الظروف، وفي العام 2018 تعرضت لإصابة بليغة عندما انفجرت إحدى القواطع وأنا أقوم بإصلاح أحد الأعطال، ولكن كتبت لي حياة جديدة».

المهندس خالد لطفي

يضيف الفياض قائلاً: «وبعد قطع الكهرباء عن مدينة "دير الزور" بشكل كامل من المجموعات الإرهابية المسلحة، وبحكم تنقلي بين المحطات، وجدت في محطة الإذاعة على الجهة الغربية للمدينة محولات كانت منسقة على أنها خردة منذ ثلاثين عاماً، ولكنني قمت بصيانتها وإعادتها للعمل من جديد واستطعنا إعادة التيار الكهربائي للمدينة لمدة قاربت الشهر وخاصة للمناطق الحيوية منها المياه والمشافي والأفران وبمعدل ست ساعات يومياً، وفي الوقت نفسه شعرت بأني أنجزت عملاً كبيراً، رسم الفرحة والابتسامة على وجوه أبناء محافظة "دير الزور"، وعملنا ليس محدداً بساعات معينة، بل نعمل على مدار الساعة، وجاهزون دائماً للتدخل لإصلاح أي عطل وفي ظل أي ظرف».

ويختم الفياض حديثه: «الكثير يخاف كلمة كهرباء، وهذا أمر طبيعي ولكن عملنا يحتم علينا أن نتعامل مع الأعطال وإصلاحها لإعادة التيار الكهربائي في حال انقطاعه».

عنه يقول المهندس "خالد لطفي" مدير عام كهرباء "دير الزور": «"بسام الفياض" عامل نشيط، يؤدي مهامه الموكلة إليه على أتم وجه باعتباره مسؤول خطوط التوتر 20 ك.ف في المدينة والريف، ومحبوب من قبل الجميع، ومواظب على دوامه، وجاهز لأي مهمة توكل إليه ليلاً نهاراً وأياً كان نوع العطل، وله احترام كبير من قبل زملائه».

يذكر أنّ "بسام الفياض" من مواليد "دير الزور" العام 1971، يحمل شهادة معهد متوسط إلكترون، متزوج ولديه خمسة أولاد.