يظلُّ الرسم متنفسه الفكري ووحياً من روحه، نثر الواقع وأخرج مكنوناته النفسية على لوحاته، وجعل من كل لونٍ رسالةً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 14 نيسان 2020 التقت الفنان "معاذ الرحبي" ليحدثنا عن تجربته فقال: «أنا ابن الواقع الذي أعيشه وبامتهاني الفن أسلوباً للحياة زادت مسؤوليتي تجاه الواقع الذي أنتمي وعلي أن أكون ابناً باراً له وللتراث الشعبي في وطني، واهتمامي بالفن ليس لأنه وسيلةً لكسب العيش فقط، بل لأنه الطريقة الإنسانية لجعل الحياة أكثر احتمالاً وهو الطريق الصحيح لجعل روحك تنمو وتزدهر، أما الفنان فهو أكثر البشر إنسانية ولهذا يجب أن يرفع صوته عالياً من خلال لوحاته مدافعاً عن الحياة، والفن كما قال "بيكاسو": (يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية)، ويجب أن يتميز الفنان بروح الطفل، فكل طفل فنان لكن المشكلة كيف تظل فناناً عندما تكبر، وبسبب إيماني بهذا المبدأ وبالطفولة، حاولت أن أرسخ مفهوم الفن لدى الأطفال واخترت الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت التجربة مصدر فخر واعتزاز لي، فقد تم تحقيق نتائج باهرة وبواسطة الرسم تم تفريغ المشاعر السلبية وتحسن حالات عديدة من أطفال التوحد ومتلازمة "داون" حتى أن البعض منهم تمت إقامة معارض له».

علاقتي بالرسم علاقة جدلية، أحاوره ويحاورني، وأجده كما يقول "تاركوفسكي" الفنان العظيم (الفن غيور للغاية) وبالتالي يجب أن تتعامل معه بكل أناة واحترام، وفي بعض الأحيان أجدني لا أستطيع فهم الإنسان إلا من خلال الفن، كما أني لم أجد الفن قد خذلني يوماً وقد أكون أنا من خذله في بعض الأحيان

ويضيف "الرحبي": «علاقتي بالرسم علاقة جدلية، أحاوره ويحاورني، وأجده كما يقول "تاركوفسكي" الفنان العظيم (الفن غيور للغاية) وبالتالي يجب أن تتعامل معه بكل أناة واحترام، وفي بعض الأحيان أجدني لا أستطيع فهم الإنسان إلا من خلال الفن، كما أني لم أجد الفن قد خذلني يوماً وقد أكون أنا من خذله في بعض الأحيان».

من أعماله

أما عن المعارض التي شارك بها "الرحبي" يقول: «شاركت في العديد من المعارض على مستوى القطر وأغلبها معارض جماعية مثل: معرض في المركز الثقافي الروسي 1994، ومعرض في المركز الثقافي بـ"المزة" 1995، ومعرض في ثقافي "السلمية" 2002، ومعرض المركز الثقافي "حماة" 2004، ومعارض في ثقافي "دير الزور" من عام 1991، ومعارض وزارة التربية من عام 1991 ولغاية 2010، كذلك ملتقى "الريان" للنحت في "السويداء" 2008.

وحصلت على جوائز عديدة منها جائزة تصميم جامعة "الفرات" وجائزة من وزارة الداخلية حول تصميم إعلان عن المخدرات وجائزة تصميم شعار مهرجان "الفرات".

يرسم الواقع بشغف

وفي عام 2011 انتقلت للعيش في "الحسكة" بسبب الأزمة المفتعلة في الوطن وفقداني للوحاتي ومرسمي في مكان سكني بمدينة "الميادين" في محافظة "دير الزور"، فلم يعد لي ونيسٌ وملاذٌ إلا الرسم الذي بت أعلمه أيضاً وشاركت مع فناني "الحسكة" في معارضهم وأعمالهم وكانوا لي عوناً في تحمل الصعاب ولهم بالغ التقدير وكلي أمل بعودة الروح وانبلاج الفجر وزوال الغمة ونبقى وطناً للفن والإبداع».

يقول عنه "هاشم الآلوسي" الفنان والصحفي ورئيس جمعية "ماري" للثقافة والفنون: «أجمل ما في شخصية "معاذ الرحبي" التوءمة الحقيقية في الأنسنة بين الشكل والمضمون، فهو عندما يرسم يتعمد بشفافية مائياته الفراتية ليظهر الصدق في أدق التفاصيل بين الموروث الشعبي والواقع المعيش، وتروي حكاياته اللونية أناشيد العادات والتقاليد والفرح والسعادة كما يراها بعين الطفولة، وتجده في قلوب الناس متطوعاً ليرسم بطريقته الخاصة الأمل في القلوب وهو كما عرفته يشبه "الفرات"».

الأنثى

يذكر أنّ "معاذ الرحبي" من مواليد محافظة "دير الزور" مدينة "الميادين" عام 1967 يحمل شهادة في التربية الفنية، متزوج وله أربعة أولاد ويقيم في مدينة "الحسكة" حالياً.