شاعرٌ فراتيٌّ عُرف عنه اختياراته الجميلة، حجز لنفسه مكاناً بين الشعراء، وفضّل الظهور في عمر متأخر وفي جعبته العشرات من القصائد التي تغنت بالبيئة الفراتية التي استلهم منها الشاعر "أبو بكر عبد العزيز" الكثير.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 7 أيار 2020 التقت مع الشاعر الفراتي "أبو بكر عبد العزيز"، فبدأ حديثه بالقول: «بدأت كتابة الشعر عام 1973، وكانت أول قصيدة كتبتها في نهاية "حرب تشرين التحريرية" بعنوان: "كتابات على صخرة من قبر الشهيد"، وهذه القصيدة قرأها الأستاذ الدكتور "حسن حسني" المعروف في الوسط الأدبي والشعري وأثنى عليها، ومن ثم تابعني في كتاباتي منذ ذاك الوقت وحتى الآن، وقد تأثرت به كثيراً، وكانت لتوجيهاته ومتابعته أثراً كبيراً في مسيرتي الشعرية، وفي هذا الوقت اطلعت على الأدب الجاهلي من خلال قراءتي ودراستي للمعلقات وشعرائها، وكان للأدب الجاهلي تأثير في اختيار النموذج الشعري، والتزمت بقصيدة الفصحى والعمودية المقفاة، ولدي إصدار بعنوان "الإعصار.. امرأة" عام 2004».

شاعر مبدع، تنساب الكلمات رقيقة من أعماق روحه، محملة بسحر المعاني لتصل إليك وتعيش في عالم الحب والجمال

ويتابع أبو بكر حديثه: «بعد المرحلة الثانوية تابعت القراءة والاطلاع على أنواع الشعر، وتابعت الكتابة دون الظهور حتى العام 1997، حيث بدأت بالتواصل مع اتحاد الكتاب العرب في "دير الزور" وتفرغت للحضور فيه، ومن ثم كانت أولى الأمسيات عام 2000 على منبر الاتحاد، وتابعت المشاركات في المراكز الثقافية في المدينة والريف، ومن ثم انتقلت للمشاركة في الأمسيات التي أقيمت في "دمشق"، وكانت لي مشاركة عام 2008 في "اسطنبول" بدعوة من "رابطة الأدب الإسلامي العالمية"، وحازت قصيدتي التي حملت عنوان: "لغتي" على المرتبة الأولى بمشاركة 139 شاعراً من كافة الدول العربية، وكرمت في عدد من المناسبات وأذكر منها في عام 2016 من قبل محافظة "دير الزور" إلى جانب عدد من الشعراء، وكرمت من قبل "بوابة الفرات" عام 2007».

من إحدى المشاركات

ويضيف الشاعر "أبو بكر": «اخترت الشعر بسبب تفاعلي مع دروس العروض، وشعرت أنّ موسيقا العروض تعوضني عن الموسيقا التي كنت أعشقها في ذاك الوقت، ولا أنسى التشجيع من قبل أستاذي الدكتور "حسن حسني" الذي يعدُّ المرجع الأول للكثير من الشعراء في المحافظة، وكانت النصيحة المهمة في بدايتي الشعرية بأن أتعلم من كل قصيدة أسمعها أو أطلع عليها، ومن كل شاعر أسمعه.

وللبيئة الفراتية ولنهر "الفرات" أثر كبير في نفسي، ولي عشق متميز لنهر "الفرات" وأراه الصديق الدائم لذاتي في فرحها وحزنها، وكم كنت أخلو بنفسي مع "الفرات" وعلى شطه في محاكاة ذاتية داخلية دائمة، وكم سحرني هدوء النهر وصخبه، وهذا الوداد والتودد بيني وبين النهر كان له نصيب في أغلب قصائدي ولا تكاد تخلو قصيدة من ذكر نهر "الفرات"».

إصدار من إصداراته

ومن قصيدة بعنوان "لغتي" اخترت:

لغتي وما جملتها وهي التي

فيها الجمال يقوده الإنشاء

منها ارتدينا ثوبنا يزهو به

الشاعر "ياسر شكري"

شط الفرات وتنتشي سيناء

ومن قصيدة أخرى بعنوان "هوا الفرات" اخترت:

هوا الفرات الذي ما مس جذوته

سقم ولا سحقت آلامه السقم

هوا الفرات الذي نحيا برايته

والكل يعرفه إن مسه ألم

شط الفرات أبي في أصالته

من عهد هارون لا روم ولا عجم».

ويختم "أبو بكر" حديثه بالقول: «إن الشاعر إنسان مرهف الأحاسيس، ينتقي جميل المعاني في قصيدته، ليجذب المستمع ويجعله يعيش تلك اللحظات الرائعة من الوصف للمكان وللحالة».

عنه يقول الشاعر "ياسر شكري": «شاعر مبدع، تنساب الكلمات رقيقة من أعماق روحه، محملة بسحر المعاني لتصل إليك وتعيش في عالم الحب والجمال».

يذكر أنّ "أبو بكر سليمان عبد العزيز" من مواليد "دير الزور" عام 1955، متزوج ولديه خمسة أولاد، وأربع بنات.